أحدث الأخبار
  • 10:45 . الدوحة تستضيف جولة جديدة من محادثات الهدنة بين حماس والاحتلال... المزيد
  • 08:32 . "قمة بغداد" تحث المجتمع الدولي على الضغط لوقف الحرب على غزة... المزيد
  • 06:35 . "معرفة دبي" تعلق عمليات التقييم والرقابة بالمدارس الخاصة للعام الدراسي القادم... المزيد
  • 12:26 . الاتحاد الأوروبي يبحث مواصلة تعليق عقوبات على سوريا... المزيد
  • 12:19 . الجابر لترامب: الإمارات سترفع استثمارات الطاقة بأميركا إلى 440 مليار دولار بحلول 2035... المزيد
  • 11:12 . نيابة عن رئيس الدولة.. منصور بن زايد يرأس وفد الإمارات إلى القمة العربية في العراق... المزيد
  • 11:09 . سبع دول أوروبية تطالب الاحتلال بوقف حرب الإبادة في غزة وإنهاء الحصار.. وحماس تشيد... المزيد
  • 11:05 . إصابة شرطي إسرائيلي في عملية طعن بالقدس المحتلة... المزيد
  • 11:03 . حاملة الطائرات الأمريكية "هاري ترومان" تغادر الشرق الأوسط بعد الاتفاق مع الحوثيين... المزيد
  • 09:45 . الاحتلال الإسرائيلي يشن سلسلة غارات على موانئ يمنية خاضعة لسيطرة الحوثيين... المزيد
  • 09:02 . مفاوضات إسطنبول.. اتفاق أوكراني روسي على تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار... المزيد
  • 08:54 . استشهاد 93 فلسطينيا في غارات إسرائيلية على غزة منذ فجر الجمعة... المزيد
  • 08:53 . متجاهلا الإبادة اليومية.. عبد الله بن زايد يدعو لإطلاق سراح أسرى الاحتلال وإيجاد بديل لحكم حماس... المزيد
  • 07:37 . دمشق تختار الإمارات وألمانيا لطباعة عملتها الجديدة بعد تحسن العلاقات وتخفيف العقوبات... المزيد
  • 07:28 . بعد رفع العقوبات الأمريكية.. موانئ دبي تضخ 2.9 مليار درهم في ميناء طرطوس السوري... المزيد
  • 07:17 . الإمارات والولايات المتحدة تعززان التعاون في مجال التكنولوجيا المتقدمة... المزيد

اليوم الذي كان يخشاه آينشتاين!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 29-08-2017


جلست أتناول غدائي في واحد من مطاعم الشطائر السريعة، أعددت قهوتي وحملت وجبتي لأقرب طاولة شاغرة، كانت طاولة من تلك التي يتشارك الجلوس عليها أكثر من عشرة أشخاص متقابلين، بالقرب مني جلست سيدة وصديقتها، وغير بعيد جلس رجل مع كلبه الضخم، بعد لحظات شاركتني عائلة عربية تلك الطاولة الكبيرة، كانوا أكثر من سبعة أشخاص، بدأ حديثهم بشبكات وبطاقات الهاتف، والشركات الأفضل من غيرها في هذا المجال.


توافر الإنترنت والواي فاي قضية محورية ومطلب حيوي لكل الناس في هذا الزمان، قلت لنفسي: لن أنتقد أي شيء، فأنا لم أهدأ حتى حضرت لنفس المحل الذي أشتري منه بطاقة الهاتف كلما جئت إلى ميونخ، سأكتب مقالي في أي مكان وعلي أن أمتلك إنترنت في هاتفي، كما يجب أن أظل على تواصل مع أفراد أسرتي في المدينة وأصدقائي حول العالم، وفي أوروبا فإن خدمات الإنترنت تعتبر زهيدة جداً إن لم تكن مجانية في أماكن كثيرة!


أفراد العائلة العربية كانوا يعتمدون على التقاط الشبكات المجانية المنتشرة في كل مكان، لكنهم كانوا ينتقدون سلوك الشباب الصغار الذين يستخدمون الشبكات المدفوعة بشكل أهوج ودون تقنين، لم يلتفت أي من الشباب لتلك الملاحظة.

واستمرت أكبر السيدات في الحديث وكأنها تكلم نفسها، فعيون الجميع مغروسة في الهواتف، لم تترك شيئاً لم تعلق عليه: تلك المنطقة التي نصحوها بزيارتها لا تساوي ثمن المشوار، وتلك البحيرة شهرة على الفاضي، ومن لم يذهب لدوسلدورف فإنه لم ير ألمانيا، وما لم تمتلك خط إنترنت فأنت غائب عن الوعي! أضحكتني عبارتها الأخيرة!


السيدة وصديقتها كانتا الوحيدتين في المكان اللتين لم تستخدم أي منهما هاتفها أبداً، انشغلتا بحديث متواصل وكان صوتهما يعلو أحياناً بشكل لافت، لكن ذلك كان يوحي بحميمية واضحة وبعلاقة إنسانية تفاعلية بين شخصين عاقلين واعيين جاءا يتناولان طعامهما ويقضيان وقتاً طيباً مع بعضهما البعض دون أي وسيط تقني، الغريب أن نباح الكلب لم يتوقف في المقهى ما أدى لانزعاج الجميع.

وبدل أن يمسك الرجل (الأبله) بكلبه ويخرج معه، صرخ على السيدتين بأن صوتهما قد تسبب في خوف الكلب وتوتره، مطالباً إياهما بحركة واضحة أن يخفضا صوتيهما!


لم أتعجب، تجاوز الأمر حدود التعجب، تذكرت عبارة تنسب للعبقري آينشتاين (أخاف من ذلك اليوم الذي ستتجاوز التكنولوجيا قدرات الإنسان التواصلية، إذا حدث ذلك فإن العالم سيمتلئ بأجيال من البلهاء) لقد جاء اليوم الذي كان يخشاه آينشتاين!