أحدث الأخبار
  • 09:27 . هل تذهب أبوظبي فعلاً إلى قطع علاقاتها مع الاحتلال إذا مضى في ضم الضفة الغربية؟... المزيد
  • 09:23 . الإمارات وقطر توقعان مذكرة تفاهم للتعاون بمجالات العمل وتنمية الموارد البشرية... المزيد
  • 09:22 . رئيس الدولة وسلطان عُمان يؤكدان دعم الشعب الفلسطيني وحل الدولتين... المزيد
  • 06:52 . مباحثات أوروبية ـ إيرانية في الدوحة حول البرنامج النووي قبل إعادة فرض العقوبات... المزيد
  • 06:52 . حماس: مجرم الحرب نتنياهو يصر على إفشال جهود الوسطاء... المزيد
  • 06:50 . "رويترز": ترامب يعتزم السماح بصفقة بيع 100 طائرة مسيّرة متطورة إلى السعودية... المزيد
  • 06:50 . قطر والاتحاد الأوروبي يبحثان في الدوحة مستجدات غزة والقضايا الإقليمية المشتركة... المزيد
  • 12:21 . متعاملون يشكون تأخير إصدار "براءة الذمة" وخبراء يقترحون منصة موحدة... المزيد
  • 12:15 . روسيا تعلن دفع تعويضات بشأن الطائرة الأذربيجانية المنكوبة... المزيد
  • 11:03 . الأبيض يقلب الطاولة على "نسور قاسيون" بثلاثية ودية مثيرة... المزيد
  • 11:02 . ردا على العرض العسكري الصين .. ترمب يغير اسم "وزارة الدفاع" الأمريكية إلى "وزارة الحرب"... المزيد
  • 11:00 . إطلاق برنامج وطني للفحص الصحي وتطعيمات الطلبة في المدارس الحكومية... المزيد
  • 10:37 . نفوذ إماراتي يثير جدلاً باليمن.. منح دراسية خارج الأطر الرسمية واحتجاجات في سقطرى... المزيد
  • 10:04 . اتحاد دولي: الإمارات إحدى أسوأ دول العالم تخلياً عن البحارة... المزيد
  • 05:23 . الحوثيون يعلنون تنفيذ عملية نوعية استهدفت مطار بن غوريون... المزيد
  • 05:18 . ترامب يلوح بمعاقبة روسيا وبوتين يدعو زيلينسكي للقائه بموسكو... المزيد

اليوم الذي كان يخشاه آينشتاين!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 29-08-2017


جلست أتناول غدائي في واحد من مطاعم الشطائر السريعة، أعددت قهوتي وحملت وجبتي لأقرب طاولة شاغرة، كانت طاولة من تلك التي يتشارك الجلوس عليها أكثر من عشرة أشخاص متقابلين، بالقرب مني جلست سيدة وصديقتها، وغير بعيد جلس رجل مع كلبه الضخم، بعد لحظات شاركتني عائلة عربية تلك الطاولة الكبيرة، كانوا أكثر من سبعة أشخاص، بدأ حديثهم بشبكات وبطاقات الهاتف، والشركات الأفضل من غيرها في هذا المجال.


توافر الإنترنت والواي فاي قضية محورية ومطلب حيوي لكل الناس في هذا الزمان، قلت لنفسي: لن أنتقد أي شيء، فأنا لم أهدأ حتى حضرت لنفس المحل الذي أشتري منه بطاقة الهاتف كلما جئت إلى ميونخ، سأكتب مقالي في أي مكان وعلي أن أمتلك إنترنت في هاتفي، كما يجب أن أظل على تواصل مع أفراد أسرتي في المدينة وأصدقائي حول العالم، وفي أوروبا فإن خدمات الإنترنت تعتبر زهيدة جداً إن لم تكن مجانية في أماكن كثيرة!


أفراد العائلة العربية كانوا يعتمدون على التقاط الشبكات المجانية المنتشرة في كل مكان، لكنهم كانوا ينتقدون سلوك الشباب الصغار الذين يستخدمون الشبكات المدفوعة بشكل أهوج ودون تقنين، لم يلتفت أي من الشباب لتلك الملاحظة.

واستمرت أكبر السيدات في الحديث وكأنها تكلم نفسها، فعيون الجميع مغروسة في الهواتف، لم تترك شيئاً لم تعلق عليه: تلك المنطقة التي نصحوها بزيارتها لا تساوي ثمن المشوار، وتلك البحيرة شهرة على الفاضي، ومن لم يذهب لدوسلدورف فإنه لم ير ألمانيا، وما لم تمتلك خط إنترنت فأنت غائب عن الوعي! أضحكتني عبارتها الأخيرة!


السيدة وصديقتها كانتا الوحيدتين في المكان اللتين لم تستخدم أي منهما هاتفها أبداً، انشغلتا بحديث متواصل وكان صوتهما يعلو أحياناً بشكل لافت، لكن ذلك كان يوحي بحميمية واضحة وبعلاقة إنسانية تفاعلية بين شخصين عاقلين واعيين جاءا يتناولان طعامهما ويقضيان وقتاً طيباً مع بعضهما البعض دون أي وسيط تقني، الغريب أن نباح الكلب لم يتوقف في المقهى ما أدى لانزعاج الجميع.

وبدل أن يمسك الرجل (الأبله) بكلبه ويخرج معه، صرخ على السيدتين بأن صوتهما قد تسبب في خوف الكلب وتوتره، مطالباً إياهما بحركة واضحة أن يخفضا صوتيهما!


لم أتعجب، تجاوز الأمر حدود التعجب، تذكرت عبارة تنسب للعبقري آينشتاين (أخاف من ذلك اليوم الذي ستتجاوز التكنولوجيا قدرات الإنسان التواصلية، إذا حدث ذلك فإن العالم سيمتلئ بأجيال من البلهاء) لقد جاء اليوم الذي كان يخشاه آينشتاين!