أحدث الأخبار
  • 01:08 . الصين تنضم رسميا إلى إعلان نيويورك حول "حل الدولتين"... المزيد
  • 01:07 . قرقاش: الدبلوماسية الناجحة تصنع أثراً يفوق ألف بيان... المزيد
  • 11:53 . "التربية" تكشف إجراءات التقييم وضوابط الترفيع لطلبة الثانوية... المزيد
  • 11:47 . التعاون الخليجي: تصريحات نتنياهو حول تهجير الفلسطينيين دعوة لتطهير عرقي... المزيد
  • 11:14 . زلزال قوي جديد يضرب شرقي أفغانستان... المزيد
  • 11:13 . ترامب يتحدث عن مفاوضات متعمقة مع حماس ويطالبها بالإفراج عن الأسرى... المزيد
  • 11:12 . الاحتلال الإسرائيلي يبدأ باستهداف أبراج في مدينة غزة... المزيد
  • 09:27 . هل تذهب أبوظبي فعلاً إلى قطع علاقاتها مع الاحتلال إذا مضى في ضم الضفة الغربية؟... المزيد
  • 09:23 . الإمارات وقطر توقعان مذكرة تفاهم للتعاون بمجالات العمل وتنمية الموارد البشرية... المزيد
  • 09:22 . رئيس الدولة وسلطان عُمان يؤكدان دعم الشعب الفلسطيني وحل الدولتين... المزيد
  • 06:52 . مباحثات أوروبية ـ إيرانية في الدوحة حول البرنامج النووي قبل إعادة فرض العقوبات... المزيد
  • 06:52 . حماس: مجرم الحرب نتنياهو يصر على إفشال جهود الوسطاء... المزيد
  • 06:50 . "رويترز": ترامب يعتزم السماح بصفقة بيع 100 طائرة مسيّرة متطورة إلى السعودية... المزيد
  • 06:50 . قطر والاتحاد الأوروبي يبحثان في الدوحة مستجدات غزة والقضايا الإقليمية المشتركة... المزيد
  • 12:21 . متعاملون يشكون تأخير إصدار "براءة الذمة" وخبراء يقترحون منصة موحدة... المزيد
  • 12:15 . روسيا تعلن دفع تعويضات بشأن الطائرة الأذربيجانية المنكوبة... المزيد

فرصة ثانية لحياة أخرى!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 31-08-2017


في الفضاء الخارجي الواسع للمقهى الذي يتوسط حياً راقياً وهادئاً من أحياء مدينة ميونخ الألمانية، عادةً ما يكون جارك على الطاولة القريبة رجلاً أو سيدة طاعنة في السن، أو قد تتشارك مجموعة من السيدات أو الرجال كبار السن تلك الطاولة، ستلاحظ دائماً أنهم يحضرون للمقهى في وقت واحد، يرتدون أجمل ثيابهن التي تعود لطراز سنوات بعيدة مضت، دون أن تنسى النساء الاهتمام بزينتهن وتصفيف شعرهن، فهذه الجلسات التي تجمع الصديقات أو الأصدقاء القدامى تحظى باهتمامهم وسط حالة الوحدة التي تحيط بمعظمهم أو معظمهن.

هؤلاء السيدات اللواتي يجلسن باسترخاء تام، يثرثرن طوال الوقت دون توقف، ويحتسين قهوتهن بتمهل يُحسدن عليه، يحاولن التشبث بما بقي من مرح الأيام وبهجة الوقت، يعوضن تلك الأيام التي مضت وهن يلهثن -ككل الناس - للحاق بمواعيد العمل ومواعيد القطارات، لم يكن لديهن متسع لاحتساء فنجان قهوة بتمهل، فالحياة كانت تجري وكن يركضن للحاق بها، وحين توقف السباق وخرجن من المضمار وجدن أن لا شيء أكثر متعة من الجلوس في ظل الوقت البطيء مع صحبة لطيفة.

تمسُّك الكبار بمنازلهم وأحيائهم القديمة وصداقاتهم يعبر عن ندم عميق في دواخلهم، ندم على كل ما فات، على كل ما لن يعيشوه كما يجب أو كما كانوا يتمنون، إن الاعتراف بالندم ليس خطراً على الصحة وليس عيباً وليس تهمة، إنه شجاعة حقيقية وفرصة للتخفف من الأعباء الزائدة.

لقد حاولت مجموعة من العلماء أن تُجري اختباراً ما على كبار السن فيما يخص الأمور التي ندموا عليها في حياتهم، فكانت المفاجأة أن أغلبهم أجاب بأنهم ندموا لأنهم عاشوا كما أراد غيرهم أن يعيشوا وليس كما أرادوا هم، وأنه لو عاد بهم الزمن إلى الوراء ووقفوا عند تلك اللحظات الحاسمة التي توجب عليهم اختيار دراستهم أو عملهم أو إقامتهم وأفكارهم، فربما تكون خياراتهم مختلفة تماماً. هل يمكن أن يكون ذلك صحيحاً؟ هل يمكن أن يختار الإنسان مصيراً مختلفاً عما عاشه في الحياة الأولى؟

ما الذي يمكن أن يجعله يختار خيارات مغايرة؟ الندم، العلم بنتائج خياراته؟ أعتقد بأن لا شيء سيختلف، طالما أن الإنسان نفسه سيكون في المكان نفسه، وفي الظروف نفسها، وتحت وطأة المواجهات والضغوط عينها، يتمنى الإنسان ذلك حين يدركه الوقت، نعم يتمنى، لكن لا شيء آخر يمكن أن يتغير!