أحدث الأخبار
  • 01:08 . الصين تنضم رسميا إلى إعلان نيويورك حول "حل الدولتين"... المزيد
  • 01:07 . قرقاش: الدبلوماسية الناجحة تصنع أثراً يفوق ألف بيان... المزيد
  • 11:53 . "التربية" تكشف إجراءات التقييم وضوابط الترفيع لطلبة الثانوية... المزيد
  • 11:47 . التعاون الخليجي: تصريحات نتنياهو حول تهجير الفلسطينيين دعوة لتطهير عرقي... المزيد
  • 11:14 . زلزال قوي جديد يضرب شرقي أفغانستان... المزيد
  • 11:13 . ترامب يتحدث عن مفاوضات متعمقة مع حماس ويطالبها بالإفراج عن الأسرى... المزيد
  • 11:12 . الاحتلال الإسرائيلي يبدأ باستهداف أبراج في مدينة غزة... المزيد
  • 09:27 . هل تذهب أبوظبي فعلاً إلى قطع علاقاتها مع الاحتلال إذا مضى في ضم الضفة الغربية؟... المزيد
  • 09:23 . الإمارات وقطر توقعان مذكرة تفاهم للتعاون بمجالات العمل وتنمية الموارد البشرية... المزيد
  • 09:22 . رئيس الدولة وسلطان عُمان يؤكدان دعم الشعب الفلسطيني وحل الدولتين... المزيد
  • 06:52 . مباحثات أوروبية ـ إيرانية في الدوحة حول البرنامج النووي قبل إعادة فرض العقوبات... المزيد
  • 06:52 . حماس: مجرم الحرب نتنياهو يصر على إفشال جهود الوسطاء... المزيد
  • 06:50 . "رويترز": ترامب يعتزم السماح بصفقة بيع 100 طائرة مسيّرة متطورة إلى السعودية... المزيد
  • 06:50 . قطر والاتحاد الأوروبي يبحثان في الدوحة مستجدات غزة والقضايا الإقليمية المشتركة... المزيد
  • 12:21 . متعاملون يشكون تأخير إصدار "براءة الذمة" وخبراء يقترحون منصة موحدة... المزيد
  • 12:15 . روسيا تعلن دفع تعويضات بشأن الطائرة الأذربيجانية المنكوبة... المزيد

في الضحك والذين لا يضحكون!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 24-09-2017


كلنا جرّب هذا الموقف، تقول لأحدهم نكتة أو ترسل إليه رسماً كاريكاتيرياً ساخراً أو مقطعاً طريفاً لمجرد الضحك لا أكثر، فلا يأتيك منه أي تعليق، وإن فعل وجّه إليك سؤالاً عن النكتة أو المزحة، سؤالاً يقتل الابتسامة في قلبك لحظتها، وتتمنى أنك لم ترسل إليه شيئاً!

أنت لا تريد أن يشاركوك الضحك، أحياناً تريدهم أن يضحكوا أو أن يتدربوا على الضحك، أن لا يشرحوا الكاريكاتير، وأن لا يحللوا دم النكتة، النكتة لا تفسَّر، لكنها تحتاج إلى خفة الروح وسرعة البديهة، وكثيرون فقدوا هذه السمات الإنسانية الفطرية مع الأسف، صاروا يفهمون أفلام الرعب ومشاهد القتل بشكل أكثر سرعة.

هناك أشخاص يكرهون الضحك فعلاً، وهم معنا وحولنا موجودون في كل زمان ومكان، تحدّث عنهم الروائي ميلان كونديرا في روايته «الضحك والنسيان»، هؤلاء كما يصفهم في روايته أناس نزيهون ومحل احترام، إضافة إلى أنهم أذكياء وأصحاب أخلاق جيدة، وليس هناك ما يمس عقولهم، لكنهم لا يقدرون على التعامل السلس مع الضحك، وإن عدم قدرتهم هذه كامنة في أعماقهم لا يريدون تغييرها أو فعل شيء إزاءها، وفي الوقت نفسه فإنك لا تستطيع أن تفعل شيئاً باتجاه تحريك هـذا الموقف الصارم لديهم تجاه الضحك، كل ما في الأمر أنهم لا يُقَدِّرون جدوى الضحك، فإذا كنت على النقيض منهم فما عليك سوى تفهم هذه الحقيقة والتصرف بما تقتضيه طبيعتك؟

كونديرا كاتب تشيكي قضى سنوات في المعتقل وفي الهجرة، وعاملته بلاده بقسوة إلى درجة سحب الجنسية منه بسبب كتابه، لأنه اتخذ موقفاً مناقضاً للفكر الشيوعي السائد في بلاده، ومع ذلك فالرجل يقول: «لا أستطيع شيئاً إزاء الذين يكرهون الضحك، ولأنني لا أريد أن أكرههم، فإنني أتجنبهم كي لا ينتهي بي المطاف كرجل أغمد السيف في قلبه قهراً» كنايةً عن اليأس!!

روح الفكاهة والضحك لم تولد مع الإنسان، إنما هما من مكتسبات ثقافة الزمن الحديث، وهما مكتسبان عظيمان حقاً، لذا فإن الضحك حتى اللحظة ليس في متناول الجميع، فطوبى لمن كانت حياته صعبة وحياته قاسية تتقطر ألماً، ومع ذلك فإنه يظل قادراً على الضحك والابتسام، أما الدين العظيم الذي يأمر بالثقة بالله، وبالتفاؤل، جاعلاً من ابتسامة الإنسان في وجه الآخرين صدقة وفعل عبادة يقربه لله ويؤجر عليه، فلا يمكن أن يحرِّم الضحك كما يعتقد البعض، هذا البعض الذي يرى الدنيا من ثقب إبرة فيمعن في تضييق الحياة على الناس انطلاقاً من ضيق نفسه!