أحدث الأخبار
  • 11:29 . السفارة الأمريكية في طرابلس تنفي وجود أي خطط لنقل فلسطينيين إلى ليبيا... المزيد
  • 11:28 . السعودية تؤكد ضرورة وقف النار في غزة وأهمية دعم استقرار سوريا... المزيد
  • 11:26 . جيش الاحتلال الإسرائيلي: اعتراض صاروخ أطلق من اليمن... المزيد
  • 10:45 . الدوحة تستضيف جولة جديدة من محادثات الهدنة بين حماس والاحتلال... المزيد
  • 08:32 . "قمة بغداد" تحث المجتمع الدولي على الضغط لوقف الحرب على غزة... المزيد
  • 06:35 . "معرفة دبي" تعلق عمليات التقييم والرقابة بالمدارس الخاصة للعام الدراسي القادم... المزيد
  • 12:26 . الاتحاد الأوروبي يبحث مواصلة تعليق عقوبات على سوريا... المزيد
  • 12:19 . الجابر لترامب: الإمارات سترفع استثمارات الطاقة بأميركا إلى 440 مليار دولار بحلول 2035... المزيد
  • 11:12 . نيابة عن رئيس الدولة.. منصور بن زايد يرأس وفد الإمارات إلى القمة العربية في العراق... المزيد
  • 11:09 . سبع دول أوروبية تطالب الاحتلال بوقف حرب الإبادة في غزة وإنهاء الحصار.. وحماس تشيد... المزيد
  • 11:05 . إصابة شرطي إسرائيلي في عملية طعن بالقدس المحتلة... المزيد
  • 11:03 . حاملة الطائرات الأمريكية "هاري ترومان" تغادر الشرق الأوسط بعد الاتفاق مع الحوثيين... المزيد
  • 09:45 . الاحتلال الإسرائيلي يشن سلسلة غارات على موانئ يمنية خاضعة لسيطرة الحوثيين... المزيد
  • 09:02 . مفاوضات إسطنبول.. اتفاق أوكراني روسي على تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار... المزيد
  • 08:54 . استشهاد 93 فلسطينيا في غارات إسرائيلية على غزة منذ فجر الجمعة... المزيد
  • 08:53 . متجاهلا الإبادة اليومية.. عبد الله بن زايد يدعو لإطلاق سراح أسرى الاحتلال وإيجاد بديل لحكم حماس... المزيد

في الضحك والذين لا يضحكون!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 24-09-2017


كلنا جرّب هذا الموقف، تقول لأحدهم نكتة أو ترسل إليه رسماً كاريكاتيرياً ساخراً أو مقطعاً طريفاً لمجرد الضحك لا أكثر، فلا يأتيك منه أي تعليق، وإن فعل وجّه إليك سؤالاً عن النكتة أو المزحة، سؤالاً يقتل الابتسامة في قلبك لحظتها، وتتمنى أنك لم ترسل إليه شيئاً!

أنت لا تريد أن يشاركوك الضحك، أحياناً تريدهم أن يضحكوا أو أن يتدربوا على الضحك، أن لا يشرحوا الكاريكاتير، وأن لا يحللوا دم النكتة، النكتة لا تفسَّر، لكنها تحتاج إلى خفة الروح وسرعة البديهة، وكثيرون فقدوا هذه السمات الإنسانية الفطرية مع الأسف، صاروا يفهمون أفلام الرعب ومشاهد القتل بشكل أكثر سرعة.

هناك أشخاص يكرهون الضحك فعلاً، وهم معنا وحولنا موجودون في كل زمان ومكان، تحدّث عنهم الروائي ميلان كونديرا في روايته «الضحك والنسيان»، هؤلاء كما يصفهم في روايته أناس نزيهون ومحل احترام، إضافة إلى أنهم أذكياء وأصحاب أخلاق جيدة، وليس هناك ما يمس عقولهم، لكنهم لا يقدرون على التعامل السلس مع الضحك، وإن عدم قدرتهم هذه كامنة في أعماقهم لا يريدون تغييرها أو فعل شيء إزاءها، وفي الوقت نفسه فإنك لا تستطيع أن تفعل شيئاً باتجاه تحريك هـذا الموقف الصارم لديهم تجاه الضحك، كل ما في الأمر أنهم لا يُقَدِّرون جدوى الضحك، فإذا كنت على النقيض منهم فما عليك سوى تفهم هذه الحقيقة والتصرف بما تقتضيه طبيعتك؟

كونديرا كاتب تشيكي قضى سنوات في المعتقل وفي الهجرة، وعاملته بلاده بقسوة إلى درجة سحب الجنسية منه بسبب كتابه، لأنه اتخذ موقفاً مناقضاً للفكر الشيوعي السائد في بلاده، ومع ذلك فالرجل يقول: «لا أستطيع شيئاً إزاء الذين يكرهون الضحك، ولأنني لا أريد أن أكرههم، فإنني أتجنبهم كي لا ينتهي بي المطاف كرجل أغمد السيف في قلبه قهراً» كنايةً عن اليأس!!

روح الفكاهة والضحك لم تولد مع الإنسان، إنما هما من مكتسبات ثقافة الزمن الحديث، وهما مكتسبان عظيمان حقاً، لذا فإن الضحك حتى اللحظة ليس في متناول الجميع، فطوبى لمن كانت حياته صعبة وحياته قاسية تتقطر ألماً، ومع ذلك فإنه يظل قادراً على الضحك والابتسام، أما الدين العظيم الذي يأمر بالثقة بالله، وبالتفاؤل، جاعلاً من ابتسامة الإنسان في وجه الآخرين صدقة وفعل عبادة يقربه لله ويؤجر عليه، فلا يمكن أن يحرِّم الضحك كما يعتقد البعض، هذا البعض الذي يرى الدنيا من ثقب إبرة فيمعن في تضييق الحياة على الناس انطلاقاً من ضيق نفسه!