أحدث الأخبار
  • 06:35 . "معرفة دبي" تعلق عمليات التقييم والرقابة بالمدارس الخاصة للعام الدراسي القادم... المزيد
  • 12:26 . الاتحاد الأوروبي يبحث مواصلة تعليق عقوبات على سوريا... المزيد
  • 12:19 . الجابر لترامب: الإمارات سترفع استثمارات الطاقة بأميركا إلى 440 مليار دولار بحلول 2035... المزيد
  • 11:12 . نيابة عن رئيس الدولة.. منصور بن زايد يرأس وفد الإمارات إلى القمة العربية في العراق... المزيد
  • 11:09 . سبع دول أوروبية تطالب الاحتلال بوقف حرب الإبادة في غزة وإنهاء الحصار.. وحماس تشيد... المزيد
  • 11:05 . إصابة شرطي إسرائيلي في عملية طعن بالقدس المحتلة... المزيد
  • 11:03 . حاملة الطائرات الأمريكية "هاري ترومان" تغادر الشرق الأوسط بعد الاتفاق مع الحوثيين... المزيد
  • 09:45 . الاحتلال الإسرائيلي يشن سلسلة غارات على موانئ يمنية خاضعة لسيطرة الحوثيين... المزيد
  • 09:02 . مفاوضات إسطنبول.. اتفاق أوكراني روسي على تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار... المزيد
  • 08:54 . استشهاد 93 فلسطينيا في غارات إسرائيلية على غزة منذ فجر الجمعة... المزيد
  • 08:53 . متجاهلا الإبادة اليومية.. عبد الله بن زايد يدعو لإطلاق سراح أسرى الاحتلال وإيجاد بديل لحكم حماس... المزيد
  • 07:37 . دمشق تختار الإمارات وألمانيا لطباعة عملتها الجديدة بعد تحسن العلاقات وتخفيف العقوبات... المزيد
  • 07:28 . بعد رفع العقوبات الأمريكية.. موانئ دبي تضخ 2.9 مليار درهم في ميناء طرطوس السوري... المزيد
  • 07:17 . الإمارات والولايات المتحدة تعززان التعاون في مجال التكنولوجيا المتقدمة... المزيد
  • 11:47 . محاولات ديمقراطية في الكونغرس الأمريكي لوقف صفقات أسلحة إماراتية... المزيد
  • 11:45 . "الصحة" تطلق خدمة فورية لإثبات شهادات التمريض من الخارج دون أوراق... المزيد

«صيّاد القصص..!»

الكـاتب : عبد الله الشويخ
تاريخ الخبر: 26-11-2017


على الرغم من أنه كان قليل الإفاقة إلا أن الحق يقال، لقد كانت كل جملة يقولها بين إغماءة وإغماءة تليها عبارة عن حكمة عليّ أن أتأمل فيها كثيراً للوصول إلى تلك الزاوية الجميلة التي ينظر منها للمشهد الثقافي من حولنا.. حين علت طبول الحوار الفكري الأخير، وتمايز الناس حول مصطلح العلمانية، ذهبت إليه لأستشيره، ففاجأني كعادته: يمكنك الخروج من الحرج بأن تقرأ لعلماني لن يحاسبك أحد على الاصطفاف معه، سألته: وكيف ذاك؟ أجابني قبل أن يعود لإغماءة طويلة: اقرأ لصالح علماني!

* * *

هناك أسماء في سماء الثقافة العربية سواء اتفقنا أو اختلفنا مع رؤاهم وتصوراتهم الشخصية، ولكن بعضهم أصبح بمفرده مشروعاً ثقافياً كاملاً، ومن يقرأ الترجمات الأجنبية للروايات العربية سيتوقف أمام مجموعة من الأسماء التي أصبح كل منهم مشروعاً ثقافياً حقيقياً، لكثرة وروعة ما ترجموا إلى العربية من اللغات الأخرى.

حين نتحدث عن الأدب الروسي أو اليوغسلافي فإن اسم سامي الدروبي، ذلك السياسي والسفير والإداري الذي لم تلهه مهنته عن هوايته فترجم إلى العربية أمهات الأدب الروسي والأوروبي الشرقي بكل جمال واقتدار، وحين نتحدث عن أدب أميركا اللاتينية فإن اسم صالح علماني يبرز بقوة، وحين نتحدث عن الأدب الأوروبي الحديث تبرز أسماء جميلة عدة تستحق الاهتمام، منها معاوية عبدالمجيد وغيره من أبناء جيله.

الترجمة ليست نقل نص فقط.. بل نقل الإحساس الذي يرى به الآخر القصة، مذاق قهوتنا في فنجانهم، قصصنا من زاويتهم.. روائح الشرق في محل عطور أجنبي.. هذه الوصلة الحضارية هي أصعب ما في الأمر؛ لذلك حين تقرأ في رائعة إدواردو غاليانو «صياد القصص» على سبيل المثال: أنه ورد بين صفحات ألف ليلة وليلة: «سافر يا صديقي! اهجر كل شيء وارحل!.. فما نفع السهم إن هو لم ينفلت من القوس؟ وهل سترن ألحان العود بانسجام لو أنه ظل خشباً؟»، أنت متأكد بأن النص الأصلي كان ينقل أبيات الشافعي: والسهم لولا فراق القوس لم يصب ... والعود في أرضه نوع من الحطب.. ولكنك لا تعرف كيف يشعر بها الآخر، فنُقلت الترجمة عن ترجمة منقولة!

وليس من يُترجم للمتعة كمن يترجم لكسب الرزق.

هذا هو الفرق بين نص لا يغادرك سريعاً، ونص تستعير ترجمة «هوليوود» لتقول له تباً لك بعد أن تنهيه!