أحدث الأخبار
  • 12:27 . مستهلكون يشكون من عرض سلع وشيكة الانتهاء ضمن عروض التخفيضات... المزيد
  • 12:13 . الشرطة البريطانية تعتقل مئات المشاركين في احتجاج على حظر حركة "فلسطين أكشن"... المزيد
  • 12:00 . كيف تأثرت الشركات الداعمة للاحتلال الإسرائيلي بحملات المقاطعة؟... المزيد
  • 11:25 . المقيمون مقابل السكان المحليين.. صراع ثقافي متنامٍ في الإمارات تزيد حدته الشركات "الإسرائيلية"... المزيد
  • 12:54 . إيران: اتفاق وشيك مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية... المزيد
  • 07:15 . اتهمتها باستخدام أسلحة محظورة.. "أدلة" سودانية جديدة ضد أبوظبي أمام مجلس الأمن... المزيد
  • 01:08 . الصين تنضم رسميا إلى إعلان نيويورك حول "حل الدولتين"... المزيد
  • 01:07 . قرقاش: الدبلوماسية الناجحة تصنع أثراً يفوق ألف بيان... المزيد
  • 11:53 . "التربية" تكشف إجراءات التقييم وضوابط الترفيع لطلبة الثانوية... المزيد
  • 11:47 . التعاون الخليجي: تصريحات نتنياهو حول تهجير الفلسطينيين دعوة لتطهير عرقي... المزيد
  • 11:14 . زلزال قوي جديد يضرب شرقي أفغانستان... المزيد
  • 11:13 . ترامب يتحدث عن مفاوضات متعمقة مع حماس ويطالبها بالإفراج عن الأسرى... المزيد
  • 11:12 . الاحتلال الإسرائيلي يبدأ باستهداف أبراج في مدينة غزة... المزيد
  • 09:27 . هل تذهب أبوظبي فعلاً إلى قطع علاقاتها مع الاحتلال إذا مضى في ضم الضفة الغربية؟... المزيد
  • 09:23 . الإمارات وقطر توقعان مذكرة تفاهم للتعاون بمجالات العمل وتنمية الموارد البشرية... المزيد
  • 09:22 . رئيس الدولة وسلطان عُمان يؤكدان دعم الشعب الفلسطيني وحل الدولتين... المزيد

أخلاق الشوارع

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 16-01-2018


في البدء يكون الإنسان، ثم تأتي المدن والدول والسلطات والقوانين والأخلاق، لا شيء سبق وجود الإنسان، فهو في مسيرته البشرية فيما بعد أسس أنظمته وقوانينه التي احتاجها ومجتمعاته وتجمعاته بحسب تطوره في الوعي والفهم وممارسات الحياة والاجتماع!

لذلك فليس صحيحاً ما يقوله البعض من أن المدينة تصنع أخلاق سكانها أو بشرها، مدللين على ذلك بأن أخلاق سكان المدن تختلف تماماً عن أخلاق سكان الجبل في الدولة نفسها، وأن للمدن المزدحمة كمدن الصين والقاهرة وتايلند وكراتشي إلخ، أخلاقاً مغايرة لسكان المدن غير المزدحمة، وهكذا. والحقيقة أن الأمر له علاقة بأمور أخرى، فليس الدين أو العرق ولا المدينة بشكلها واسمها من تصنع أخلاق الناس، ولكنه الإنسان نفسه ودرجة التزامه بالقانون ومستواه التعليمي والاقتصادي واستقراره الاجتماعي والمدني!

الزحام واحد من إفرازات المدن الحديثة، وأحد المؤشرات على أخلاق سكان المدن، الذين يختلفون في تعاملهم معه كل حسب درجة الوعي التي يتمتع بها، ومدى هيبة وسلطة القانون على الناس وقوة السلطة في تطبيق القانون والصرامة اللازمة، فعدد السكان يكاد يكون متقارباً بين القاهرة ومدينة ميونخ الألمانية مثلاً، لكن كيف نرى تعامل الناس في زحام القاهرة، وكيف يتعامل الناس مع الزحام ذاته في شوارع المدينة الألمانية؟

هناك أخلاق يفرزها الزحام، أخلاق سائقي السيارات والمشاة والتعاملات التي تحصل في الشارع، ففي الشارع حيث يتجرد الناس من علاقاتهم الشخصية ويتزاحمون أمام الإشارات الضوئية أو لركوب المواصلات العامة أو يقفون في طوابير للحصول على سيارات الأجرة، هنا تظهر طباعهم الحقيقية، التدافع، الالتزام بقانون الأولويات، من يأتي أولاً، من الأكثر احتياجاً، من الأضعف.. إلخ. هذه قيم إنسانية يكفلها القانون في مجتمعات القانون، وتظهر بوضوح في كل مكان، بينما لا يوجد أي احتكام لهذه القيم في كثير من مجتمعاتنا الشرقية التي تتشدق بالقيم والدين و..إلخ !

لا أحد يمكن أن يحتال عليك في سيارات الأجرة في بلد كسويسرا أو سنغافورة أو دبي، لكنهم سيحتالون وينصبون عليك ويساومونك بشكل مستفز ثم سيسرقونك بدم بارد وفي وضح النهار في مدينة كإسطنبول أو بومبي أو....بحجة الزحام أو لأنك غريب أو لأنك خليجي أو لأنك لا تفهم قوانين البلد. ففي هذه المدن عليك أن تتوقع أي شيء في الشارع، لذلك فالمواصلات العامة ربما تكون الخيار الأكثر سلامة!