أحدث الأخبار
  • 12:27 . مستهلكون يشكون من عرض سلع وشيكة الانتهاء ضمن عروض التخفيضات... المزيد
  • 12:13 . الشرطة البريطانية تعتقل مئات المشاركين في احتجاج على حظر حركة "فلسطين أكشن"... المزيد
  • 12:00 . كيف تأثرت الشركات الداعمة للاحتلال الإسرائيلي بحملات المقاطعة؟... المزيد
  • 11:25 . المقيمون مقابل السكان المحليين.. صراع ثقافي متنامٍ في الإمارات تزيد حدته الشركات "الإسرائيلية"... المزيد
  • 12:54 . إيران: اتفاق وشيك مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية... المزيد
  • 07:15 . اتهمتها باستخدام أسلحة محظورة.. "أدلة" سودانية جديدة ضد أبوظبي أمام مجلس الأمن... المزيد
  • 01:08 . الصين تنضم رسميا إلى إعلان نيويورك حول "حل الدولتين"... المزيد
  • 01:07 . قرقاش: الدبلوماسية الناجحة تصنع أثراً يفوق ألف بيان... المزيد
  • 11:53 . "التربية" تكشف إجراءات التقييم وضوابط الترفيع لطلبة الثانوية... المزيد
  • 11:47 . التعاون الخليجي: تصريحات نتنياهو حول تهجير الفلسطينيين دعوة لتطهير عرقي... المزيد
  • 11:14 . زلزال قوي جديد يضرب شرقي أفغانستان... المزيد
  • 11:13 . ترامب يتحدث عن مفاوضات متعمقة مع حماس ويطالبها بالإفراج عن الأسرى... المزيد
  • 11:12 . الاحتلال الإسرائيلي يبدأ باستهداف أبراج في مدينة غزة... المزيد
  • 09:27 . هل تذهب أبوظبي فعلاً إلى قطع علاقاتها مع الاحتلال إذا مضى في ضم الضفة الغربية؟... المزيد
  • 09:23 . الإمارات وقطر توقعان مذكرة تفاهم للتعاون بمجالات العمل وتنمية الموارد البشرية... المزيد
  • 09:22 . رئيس الدولة وسلطان عُمان يؤكدان دعم الشعب الفلسطيني وحل الدولتين... المزيد

من يصنع ذائقتنا وذوقنا؟

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 26-01-2018


الذوق تصنعه التربية، ويؤسسه الوالدان، فإذا خرج الأب من المنزل بثياب البيت أو النوم للمسجد أو للمقهى، دون أدنى مراعاة لشكله أو هندامه، فكيف سيتصرف ابنه بعد عشر سنوات؟

وإذا تعاملت الأم مع الخادمة بصوت عال وصراخ مستمر، وتلفظت في حق جارتها وأبنائها وربما زوجها بكلمات بعيدة تماماً عن الذوق، فماذا نتوقع أن تفعل ابنتها التي تتشرب ذائقة والدتها؟ وإذا لم تعرف الأم الطريق للمكتبة يوماً وبقيت تستمع لأغنيات الإسفاف الهابطة طيلة الوقت فأية ذائقة ثقافية تنقلها لأبنائها؟

الذوق يصنعه كذلك مستوى ونوع التعليم الذي نتلقاه، والإعلام الذي نتابعه، والوالدان اللذان يربياننا بما يتوافر لهما من ثقافة وذائقة، وبالتأكيد فإن اهتمام المؤثرين في المجتمع بتربية الذائقة والإبداع وإعلاء قيمة الجمال بين الأفراد يلعب دوراً عميقاً في صناعة الذوق والذائقة العامة في المجتمع؟

من يصنع ذائقتنا وذائقة أجيالنا اليوم؟ إنهم المؤثرون الكبار من قادة الرأي والمثقفين والكتاب والرسامين والصحفيين ومصممي الأزياء والشعراء وأصحاب المكتبات والناشرين، وصناع الأفلام ومؤلفي الأغنيات والمغنين وصناع البرامج التلفزيونية وغيرهم. لذلك يحاسب الناس صناع الأفلام على تدني لغة الشباب وانحراف أخلاقهم، ويحاسبون بعض الكتاب والناشرين على هشاشة ثقافتهم وضعف معارفهم، ويغضبون من مسؤولي الإذاعات والفضائيات وصناع أغنيات الابتذال لإصرارهم على هذه الأغنيات، كإصرارهم على أفلام الإثارة وبرامج الصراخ أو تغييب الوعي، لأنهم يعلمون تماماً أن هذا كله يخرب الوعي بشكل تدريجي!

إن الذوق لا تصنعه الصدفة أبداً كما لا تخربه الصدفة، لذلك يشير الناس اليوم إلى مجتمعات عربية كثيرة قبل سبعين عاماً أو أكثر باعتبارها كانت أكثر جمالاً ونظافة وذوقاً وذائقة في كل شيء، القاهرة كانت أجمل مدن العالم، ولبنان كان سويسرا الشرق، وبغداد كانت عاصمة الدنيا، وأفغانستان واحدة من أكثر الدول تحضراً، وطهران، ووووو، فما الذي حدث لهذه العواصم والدول؟

حتى يتحدث عنها أهلها اليوم متحسرين على انضباط الناس وذوق المجتمع، ونظافة المدن ورقي القوانين وارتفاع معدلات الثقافة والذوق؟ كيف كانوا متحضرين في تلك السنوات البعيدة قياساً بما آلت إليه الأوضاع في هذه الأيام البائسة التي لم يعد الناس يهتمون بأبسط قواعد الذوق العام في أي مكان.