أحدث الأخبار
  • 08:53 . بسبب دورها في حرب السودان.. حملة إعلامية في لندن لمقاطعة الإمارات... المزيد
  • 06:48 . الاتحاد الأوروبي يربط تعزيز الشراكة التجارية مع الإمارات بالحقوق المدنية والسياسية... المزيد
  • 06:04 . منخفض جوي وأمطار غزيرة تضرب الدولة.. والجهات الحكومية ترفع الجاهزية... المزيد
  • 12:45 . تقرير إيراني يتحدث عن تعاون عسكري "إماراتي–إسرائيلي" خلال حرب غزة... المزيد
  • 12:32 . أبوظبي تُشدّد الرقابة على الممارسات البيطرية بقرار تنظيمي جديد... المزيد
  • 12:25 . الغارديان: حشود عسكرية مدعومة سعوديًا على حدود اليمن تُنذر بصدام مع الانفصاليين... المزيد
  • 12:19 . إيران تعدم رجلا متهما بالتجسس لصالح "إسرائيل"... المزيد
  • 10:59 . أمريكا تنفذ ضربات واسعة النطاق على تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا... المزيد
  • 09:21 . الاتحاد العالمي لمتضرري الإمارات... المزيد
  • 06:52 . السعودية تنفذ حكم القتل لمدان يمني متهم بقتل قائد التحالف بحضرموت... المزيد
  • 06:51 . بين توحيد الرسالة وتشديد الرقابة.. كيف ينعكس إنشاء الهيئة الوطنية للإعلام على حرية الصحافة في الإمارات؟... المزيد
  • 06:41 . أمير قطر: كأس العرب جسّدت قيم الأخوّة والاحترام بين العرب... المزيد
  • 11:33 . "رويترز": اجتماع رفيع في باريس لبحث نزع سلاح "حزب الله"... المزيد
  • 11:32 . ترامب يلغي رسميا عقوبات "قيصر" على سوريا... المزيد
  • 11:32 . بعد تغيير موعد صلاة الجمعة.. تعديل دوام المدارس الخاصة في دبي... المزيد
  • 11:31 . "فيفا" يقر اقتسام الميدالية البرونزية في كأس العرب 2025 بين منتخبنا الوطني والسعودية... المزيد

من يصنع ذائقتنا وذوقنا؟

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 26-01-2018


الذوق تصنعه التربية، ويؤسسه الوالدان، فإذا خرج الأب من المنزل بثياب البيت أو النوم للمسجد أو للمقهى، دون أدنى مراعاة لشكله أو هندامه، فكيف سيتصرف ابنه بعد عشر سنوات؟

وإذا تعاملت الأم مع الخادمة بصوت عال وصراخ مستمر، وتلفظت في حق جارتها وأبنائها وربما زوجها بكلمات بعيدة تماماً عن الذوق، فماذا نتوقع أن تفعل ابنتها التي تتشرب ذائقة والدتها؟ وإذا لم تعرف الأم الطريق للمكتبة يوماً وبقيت تستمع لأغنيات الإسفاف الهابطة طيلة الوقت فأية ذائقة ثقافية تنقلها لأبنائها؟

الذوق يصنعه كذلك مستوى ونوع التعليم الذي نتلقاه، والإعلام الذي نتابعه، والوالدان اللذان يربياننا بما يتوافر لهما من ثقافة وذائقة، وبالتأكيد فإن اهتمام المؤثرين في المجتمع بتربية الذائقة والإبداع وإعلاء قيمة الجمال بين الأفراد يلعب دوراً عميقاً في صناعة الذوق والذائقة العامة في المجتمع؟

من يصنع ذائقتنا وذائقة أجيالنا اليوم؟ إنهم المؤثرون الكبار من قادة الرأي والمثقفين والكتاب والرسامين والصحفيين ومصممي الأزياء والشعراء وأصحاب المكتبات والناشرين، وصناع الأفلام ومؤلفي الأغنيات والمغنين وصناع البرامج التلفزيونية وغيرهم. لذلك يحاسب الناس صناع الأفلام على تدني لغة الشباب وانحراف أخلاقهم، ويحاسبون بعض الكتاب والناشرين على هشاشة ثقافتهم وضعف معارفهم، ويغضبون من مسؤولي الإذاعات والفضائيات وصناع أغنيات الابتذال لإصرارهم على هذه الأغنيات، كإصرارهم على أفلام الإثارة وبرامج الصراخ أو تغييب الوعي، لأنهم يعلمون تماماً أن هذا كله يخرب الوعي بشكل تدريجي!

إن الذوق لا تصنعه الصدفة أبداً كما لا تخربه الصدفة، لذلك يشير الناس اليوم إلى مجتمعات عربية كثيرة قبل سبعين عاماً أو أكثر باعتبارها كانت أكثر جمالاً ونظافة وذوقاً وذائقة في كل شيء، القاهرة كانت أجمل مدن العالم، ولبنان كان سويسرا الشرق، وبغداد كانت عاصمة الدنيا، وأفغانستان واحدة من أكثر الدول تحضراً، وطهران، ووووو، فما الذي حدث لهذه العواصم والدول؟

حتى يتحدث عنها أهلها اليوم متحسرين على انضباط الناس وذوق المجتمع، ونظافة المدن ورقي القوانين وارتفاع معدلات الثقافة والذوق؟ كيف كانوا متحضرين في تلك السنوات البعيدة قياساً بما آلت إليه الأوضاع في هذه الأيام البائسة التي لم يعد الناس يهتمون بأبسط قواعد الذوق العام في أي مكان.