أحدث الأخبار
  • 11:57 . "سفينة الصمود الخليجية" تبحر من تونس نحو غزة الأربعاء... المزيد
  • 07:12 . جيش الاحتلال يعلن اعتراض ثلاث مسيّرات أطلقت من اليمن... المزيد
  • 12:27 . مستهلكون يشكون من عرض سلع وشيكة الانتهاء ضمن عروض التخفيضات... المزيد
  • 12:13 . الشرطة البريطانية تعتقل مئات المشاركين في احتجاج على حظر حركة "فلسطين أكشن"... المزيد
  • 12:00 . كيف تأثرت الشركات الداعمة للاحتلال الإسرائيلي بحملات المقاطعة؟... المزيد
  • 11:25 . المقيمون مقابل السكان المحليين.. صراع ثقافي متنامٍ في الإمارات تزيد حدته الشركات "الإسرائيلية"... المزيد
  • 12:54 . إيران: اتفاق وشيك مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية... المزيد
  • 07:15 . اتهمتها باستخدام أسلحة محظورة.. "أدلة" سودانية جديدة ضد أبوظبي أمام مجلس الأمن... المزيد
  • 01:08 . الصين تنضم رسميا إلى إعلان نيويورك حول "حل الدولتين"... المزيد
  • 01:07 . قرقاش: الدبلوماسية الناجحة تصنع أثراً يفوق ألف بيان... المزيد
  • 11:53 . "التربية" تكشف إجراءات التقييم وضوابط الترفيع لطلبة الثانوية... المزيد
  • 11:47 . التعاون الخليجي: تصريحات نتنياهو حول تهجير الفلسطينيين دعوة لتطهير عرقي... المزيد
  • 11:14 . زلزال قوي جديد يضرب شرقي أفغانستان... المزيد
  • 11:13 . ترامب يتحدث عن مفاوضات متعمقة مع حماس ويطالبها بالإفراج عن الأسرى... المزيد
  • 11:12 . الاحتلال الإسرائيلي يبدأ باستهداف أبراج في مدينة غزة... المزيد
  • 09:27 . هل تذهب أبوظبي فعلاً إلى قطع علاقاتها مع الاحتلال إذا مضى في ضم الضفة الغربية؟... المزيد

العلم والإيمان

الكـاتب : محمد الباهلي
تاريخ الخبر: 09-02-2018


بين الإيمان والعلم علاقة قوية للغاية، فكلاهما يكمل الآخر ويدفع نحو الاستزادة منه. والإسلام خصوصاً يدعو إلى العلم وإلى الاعتماد على العقل والتفكر في هذا الكون الفسيح، والعلم يدعو إلى البحث واستكشاف طبيعة هذا الكون والتعرف على ما فيه من ظواهر وقوانين وخصائص، بما يعين على استنباط فلسفات تقرب الإنسان أكثر من حقيقة الدين ومن الإيمان بالله تعالى.


لكن بعض العلماء للأسف عملوا على عزل العلم عن الدين وجعلوا جهدهم العلمي ينصب على إيجاد فلسفات وتفسيرات ونظريات علمية تناقض الدين، حتى أصبحت هذه الفلسفات والنظريات تعتمد في الكثير من مجالات العلوم وخاصة في التعليم، ولعل هذا ما جعل بعض الناس يلحدون بسبب نزع الجانب الروحي عن العلم.
 
هذه الصورة بتفاصيلها وتفسيراتها نجدها واضحة في كتاب محمد الحلو «رحلة العلم من الإلحاد إلى الإيمان»، الصورة التي أمضى المؤلف في دراستها أكثر من عشر سنوات، جزء كبير منها قضاه متنقلاً بين جامعتي «جنيف» في سويسرا و«بروكسل» في بلجيكا، علاوة على جامعة «سانت اتيان» في فرنسا، متفرغاً لدراسة العلوم المختصة بالبحث عن حقيقة الوجود ومستوياته المختلفة ونشأة الكون وتطوره ومدى ارتباط ذلك بالدين.


الكتاب يخاطب الملحدين والمتشككين في الدين حول العالم، ويدعوهم إلى قراءته قراءة تحليلية دقيقة كي يعودوا إلى الحقيقة، فالإلحاد الذي اجتاح العالم كان نتيجة للنظريات العلمية الخاطئة، ومنها نظرية العالِم البريطاني تشارلز داروين (نظرية «النشوء والارتقاء»)، وأيضاً التفسيرات الماركسية للتاريخ، لذلك فإن عدم وضوح الرؤية الافتراضية والنظريات العلمية التي أسس عليها علماء الغرب إلحادهم في الفترة ما بين عصر التنوير وعصر الثورة الصناعية (بين منتصف القرن السابع عشر ومطلع القرن العشرين) هي التي دفعت الكثير من الناس حول العالم إلى اعتناق النظريات الإلحادية القائلة بأن المادة هي المكون الأصلي الأصيل لهذا الكون دون خالق، وبأن أنواع المادة إنما تفاعلت معاً في الماضي عن طريق الصدفة دون حاجة إلى خالق!


وقد أثبت الباحث أن نظرية التطور لداروين، التي ضمَّنها كتابه «أصل الكائنات»، هي التي أسست لموجة الإلحاد في أوروبا والعالم كله تقريباً، رغم أن علماء في مجال علم التطور، خلال القرن العشرين، أثبتوا بالأدلة والبراهين تهافتها وأكدوا أنها كانت أكبر عملية خداع في تاريخ العلوم.


الكتاب يخاطب أيضاً الشباب العربي الذي يصارع في دوامة التوجهات الفكرية التي تحدثه عن الخالق والديانات من جانب وتدرس له المناهج التعليمية المستوردة من جانب آخر، فهناك كما يقول الباحث علاقة قوية بين انتشار الإلحاد في الدول العربية ووصول المناهج التعليمية المستوردة في سبعينيات وثمانينيات القرن العشرين، لذلك لم يستغرب الباحث من الزيادة المستمرة في عدد الملحدين، لأنها تتماشى مع الزيادة المضطردة في انتشار المدارس الأجنبية ومع الزيادة الملحوظة في الاعتماد على المناهج المستوردة، بالإضافة إلى حملات الترويج عبر الإنترنت للإلحاد العلمي.


فالمواجهة العلمية التي تجيب عن الأسئلة الحائرة في أذهان الشباب، أمر مطلوب لدفعهم نحو الاستقلال فكرياً عن التيارات الإلحادية المستوردة، سعياً لامتلاك حضارة ناضجة لا حضارة منسوخة من الآخر، بلا روح ولا إيمان.