11:42 . الإمارات وتركيا تعززان شراكتهما الاستراتيجية بتوقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم في أنقرة... المزيد |
11:39 . قوات يمنية ممولة من أبوظبي تعلن ضبط شحنة أسلحة ضخمة قادمة من إيران... المزيد |
11:36 . قرقاش: التصعيد في سوريا محاولة لتطويع ملامحها ونرفض تحويلها لساحة صراعات... المزيد |
11:33 . رفض عربي للعدوان الإسرائيلي على سوريا... المزيد |
11:28 . نحو 50 قتيلا وجريحا نتيجة حريق في مركز تجاري بالعراق... المزيد |
11:00 . العثور على جثث مدنيين وأمنيين بمشفى السويداء بعد انسحاب مسلحين منه... المزيد |
10:55 . سوريا.. اتفاق بالسويداء لإعادة الاستقرار والجيش يبدأ الانسحاب... المزيد |
10:53 . مظاهرات في مدن سورية تندد بالعدوان الإسرائيلي وترفض التدخل الأجنبي... المزيد |
11:59 . أكثر من 80 شهيدا في غزة منذ الصباح... المزيد |
12:19 . الأمم المتحدة تكشف عدد الشهداء المجوعين الذين سقطوا بغزة... المزيد |
12:10 . إيران تعلن احتجاز ناقلة نفط أجنبية بذريعة تهريب الوقود... المزيد |
11:50 . الاحتلال يواصل مهاجمة الأمن السوري بالسويداء... المزيد |
11:41 . ترامب يلتقي رئيس وزراء قطر اليوم لبحث مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة... المزيد |
08:14 . "الشفافية الدولية" تنتقد إزالة الإمارات من قائمة المراقبة الأوروبية... المزيد |
08:27 . رئيس الدولة يزور تركيا غداً بدعوة من أردوغان... المزيد |
07:39 . وزير إسرائيلي يحرض على اغتيال الشرع "فوراً"... المزيد |
في مقالة نشرتها «الاتحاد» في 18 يوليو 2009 ذكر محدثكم بأن الانسحاب الأميركي المتعجل من العراق سيشكل شأناً غير أخلاقي تقدم عليه الدولة العظمى التي غزت القطر المنكوب عنوة ودمرت جيشه وبنيته التحتية ونظامه السياسي والاجتماعي، مدعية أنها أقدمت على ذلك ضمن خطة ترغب من خلالها في إعادة بناء عراق ديمقراطي جديد. ولكن الذي حدث هو أن العراق تحول إلى الفوضى غير الخلاقة، ويشهد انقسامات طائفية حادة تهدد الآن بتقسيمه سياسياً إلى دويلات طوائف، وتفتته إلى شظايا لو حدثت فلن يمكن بعدها لملمة العراق من جديد، وسيذهب كيانه السياسي والاجتماعي الذي استغرق بناؤه مائة عام أدراج الرياح. وهذا الكيان يبنى منذ أن دخلته بريطانيا كدولة وصاية عام 1920، وأسست على إثر ذلك مملكة العراق سنة 1932 لكي تشكل نواة الدولة الوطنية العراقية بشكلها الحديث.
ومنذ دخول الولايات المتحدة العراق في أبريل 2003، وخروجها المتسرع منه بعد ذلك، والعراق يمر بحالة من الفوضى العارمة والحكم الطائفي القائم على الاستفراد الشيعي بالسلطة الحقيقية والثروة، وسفك الدماء المتصل من قبل جماعات مسلحة، نصفها إرهابية ما بين شيعة وسنة، وربعها الآخر عشائري يبحث عن الأمن والسلامة بطرق ملتوية يطغى عليها حمل السلاح ومحاربة السلطة المركزية التي يسيطر عليها الشيعة المدعومون من قبل إيران، وربعها الأخير من بقايا ضباط وجنود الجيش العراقي السابق الذي سرّحته الولايات المتحدة سريعاً معتقدة بأنه سيتبخر مباشرة بعد حله رسمياً. وهذا الجيش يقوده عزت الدوري أحد أركان النظام البعثي السابق الذي اختفى وبقي في سبات، وها هو الآن يظهر فجأة على إثر توغل الجماعات الارهابية التي تقودها «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) القادمة من سوريا.
الإدارة الأميركية وعلى لسان الرئيس تعلن صراحة أنه ليس لديها حل لإبقاء العراق موحداً، ولذلك فإن تقسيمه إلى مناطق للأكراد والشيعة والسنة صار حقيقة بحكم الأمر الواقع الذي فرضته الأوضاع المحلية والإقليمية والدولية المستجدة المحيطة بالعراق، وصار من الصعب جداً منع حدوث ذلك من قبل الأطراف المعنية كافة.
والمحزن هو أن خلق سلطة مركزية قوية تدير البلاد على أساس موحد من العاصمة بغداد صار أمراً شبه مستحيل، بسبب سيطرة الفكرة الطائفية والمذهبية على فكر وممارسات الأغلبية الشيعية التي تتولى هذه الأمور حتى كتابة هذه السطور، في الوقت نفسه الذي صارت فيه الحلول الانفصالية جاهزة بعد تفرد الأكراد في الشمال، واستعراض ميليشيات الشيعة لقوتها العسكرية والقتالية في بغداد ومدن الجنوب، وثورة العشائر السنية في الوسط والشمال.
وفي خضم كل ذلك يصبح الحدث عن التوافق بين مكونات الطيف الوطني العراقي والفاعلين الاقليميين والدوليين، والذي يشكل مفتاحاً ونقطة البداية لإيجاد حلول مرْضية تحفظ وحدة العراق وسلامة أراضيه، حديثاً ممجوجاً وربما سقيماً، فالأحداث تتطور سريعاً وبشكل درامي، وتضع العراق على مفترق طرق خطير، وتجعل من قدرة أي طرف على فرض الحلول المناسبة وتنفيذها أمراً غير ممكن، فما بالك بإيجاد توافق بين أطراف مصالحها وقلوبها شتى، وتحمل البغضاء لبعضها بعضاً بطريقة تثير الاستغراب، ولكن غير المستغرب هو ما آلَ إليه أمر وحدة العراق، لأن الذي يحدث كان متوقعاً منذ اللحظات الأولى للغزو الذي زرع بذرة الشر الأولى لتحطيم العراق.