أحدث الأخبار
  • 08:02 . الكشف عن تحويلات قادمة من الإمارات في واحدة من أكبر قضايا غسيل الأموال بكندا... المزيد
  • 01:13 . "الأرصاد": ارتفاع في درجات الحرارة والرطوبة خلال يوليو وتأثيرات جوية متقلبة... المزيد
  • 11:31 . اتفاقيات استراتيجية بين شركات سعودية وإندونيسية بـ27 مليار دولار... المزيد
  • 11:25 . محمد بن زايد ورئيس وزراء اليونان يبحثان التطورات الإقليمية وسبل تعزيز الأمن والسلام... المزيد
  • 11:23 . "الأوراق المالية" تحذر من التعامل مع شركات وهمية... المزيد
  • 11:21 . "التربية": لا استثناءات للسفر أو المرض المؤقت يمنحان الطالب حق أداء الاختبارات "عن بعد"... المزيد
  • 11:16 . تحقيق: متعاقدون أميركيون يطلقون النار ويستخدمون قنابل صوتية ضد فلسطينيين خلال توزيع مساعدات بغزة... المزيد
  • 11:09 . إعلام عبري: السعودية تدخلت لإسقاط مسيّرات وصواريخ إيرانية كانت في طريقها نحو "إسرائيل"... المزيد
  • 11:36 . الرئيس الإيراني يقر بدء تنفيذ قانون تعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية... المزيد
  • 11:34 . "رويترز": إيران استعدت لتلغيم مضيق هرمز أثناء الهجوم الإسرائيلي... المزيد
  • 11:31 . قرقاش: تواصلنا مع البرهان وحميدتي بطلب أممي لتفادي الحرب في السودان... المزيد
  • 11:22 . رئيس الدولة يجري مباحثات هاتفية مع رئيسي كوريا الجنوبية ونيجيريا لتعزيز التعاون الثنائي... المزيد
  • 11:00 . الاتحاد الأوروبي يعرض تسهيل استئناف المفاوضات النووية مع إيران... المزيد
  • 10:56 . أربع وفيات ومفقودون في انقلاب بارجة سعودية بخليج السويس... المزيد
  • 10:54 . فرنسا تسلم السنغال قاعدة عسكرية في إطار انسحاب قواتها من البلاد... المزيد
  • 07:14 . منظمة حقوقية: أحكام المؤبد الجديدة تجسد وحشية أبوظبي ضد معتقلي الرأي... المزيد

مشايخ ورموز.. بين السقوط والصمود

الكـاتب : ياسر الزعاترة
تاريخ الخبر: 13-06-2018

خلال أسابيع قليلة، انشغلت مواقع التواصل الاجتماعي بجملة من أخبار العلماء والدعاة الذين سقطوا في وحل السياسة والمال، بين من اشتغل في مجال الدعاية والإعلان، وبين من غيّر مساره وانقلب على مواقفه واصطدم بالوعي الجمعي للأمة، وبين من راح يبشّر بالتسوية مع الصهاينة، وصولاً إلى من حذف تغريدة قديمة له تنتصر للشعب الفلسطيني، حين رأى الأجواء في اتجاه آخر.
كان مثيراً للحزن أن تجتمع كل هذه الأخبار في أسابيع قليلة، لا سيما أن الضجة حيالها في مواقع التواصل كانت كبيرة جداً، الأمر الذي يثير مخاطر على وعي الأجيال الجديدة، التي يُخشى أن يصل بها الحال حد النظر بعين الشك إلى أي شيخ أو عالم أو رمز.
لا شك أن الأفكار لا تنتقل بالوعظ وحسب، بل تنتقل بالنموذج. وحين يسقط من يعظون الناس في وحل المواقف الإشكالية بعد صعودهم بفعل الكلام المسموع أو المقروء، فإن معادلة النموذج ستسقط بالضرورة، وهنا تكون الصحوة في خطر كبير، ولعل ذلك هو ما يريده البعض ممن يسعون لضرب ظاهرة التدين برمتها، لأنهم يرونها حاضنة للإسلام السياسي. وحين يجري إبراز نماذج علمانية بوصفها مراجع تفتي في قضايا الدين، فهذا يكشف محاولة لتشكيك الأجيال الجديدة في دينها، وليس مسعى لتصحيح مسيرة التدين أو خطابه.
ما ينبغي أن يُقال ابتداءً هو أن العالم أو الداعية أو حتى المفكر، هو إنسان قبل أي شيء، ويخضع لما يخضع له الإنسان من صعود وهبوط، وتقدم وتراجع، وخضوع لمنطق الإغراءات من جهة، أو الخوف من جهة أخرى.
الفارق بالطبع بينه وبين الإنسان العادي هو أن حجم ما يتعرّض له من تهديد، وما يتعرض له من إغراءات هو أكبر بكثير، ما يجعل احتمال خضوعه أكبر بالضرورة من أي إنسان آخر.
ما تفعله الأنظمة الشمولية في كل مراحل التاريخ هو أنها تستهدف المؤثرين من الناس، إن كان بالإغراء أم بالتهديد، وهذا يشمل المشايخ والكتاب والإعلاميين والشعراء وغيرهم من أهل التأثير، بما في ذلك شيوخ القبائل، وكذا المشتغلون بالسياسة، خاصة المعارضين في الزمن الراهن.
وما تؤكده التجربة الإنسانية هو أن السقوط في عالم السياسة والعمل العام لا صلة له بالأيديولوجيا، بل هو عابر لها، إذ يشمل كل الألوان الفكرية والسياسية والتنظيمية، ولا ينجو منه أي فكر، ومن يدّعي أن «تجمعه» عصي على ذلك، فهو يكذب، أو لعله يتجاهل حقيقة أن تجمعه ليس مهماً حتى تُستهدف رموزه بمساعي الشراء أو التهديد أصلاً.
من جانب آخر، فإن ما يجهله الكثير من أهل السياسة في هذا المضمار هو أن الوعي الجمعي للأمة يبقى عصياً على التزييف، فهو يتابع هذا العالم أو الرمز أو المفكر، ويحبه أيضاً، لكنه ما إن يسقط في وحل السياسة، حتى يتركه دون تردد، بينما يظل منحازاً لمن يصمدون أمام الإغراء والتهديد، ويواصلون الانحياز لقضايا دينهم وأمتهم.
هنا يمكن القول إن الجماهير قد تقبل من العالم أو الرمز أن لا يقول كل الحق، تبعاً لظروف صعبة تحيط به، لكنه لا يُقبل منه أن ينحاز لباطل، أو يبرر مواقف تصطدم مع وعيها الجمعي.
بقي القول إن على المعنيين بمصالح الأمة أن لا يتوقفوا فقط عند من يتساقطون من العلماء والدعاة، بل يجب أيضاً الحديث الدائم عن حشد أكبر بكثير من العلماء والدعاة والرموز الذين يصمدون، والذين تزدحم ببعضهم السجون العربية، وهذه مسألة بالغة الأهمية حتى لا يجري بث الإحباط في أوساط الأمة، ولا سيما الأجيال الجديدة من أبنائها.;