أحدث الأخبار
  • 07:30 . رويترز: الإمارات والولايات المتحدة توقعان اليوم اتفاقية إطارية للتكنولوجيا... المزيد
  • 06:09 . ترامب يؤكد الاقتراب من إبرام اتفاق نووي مع إيران... المزيد
  • 04:42 . ترامب يصل أبوظبي في آخر محطة خليجية... المزيد
  • 02:33 . الإمارات تدعو أطراف الأزمة الليبية إلى الحوار وتجنب التصعيد... المزيد
  • 01:24 . ترامب من قطر: لا أريد أن تتخذ المفاوضات النووية مع إيران "مسارا عنيفا"... المزيد
  • 01:24 . ارتفاع أسعار الخضار والفواكه بنسبة 80% بسبب موجات الحر وارتفاع تكاليف النقل... المزيد
  • 11:09 . مدارس خاصة في الشارقة تُلزم أولياء الأمور بسداد الرسوم قبل اليوم ومطالبات بمرونة في الدفع... المزيد
  • 11:08 . مسؤول إيراني رفيع: طهران مستعدة للتخلي عن اليورانيوم مقابل رفع العقوبات... المزيد
  • 11:05 . رئيس الدولة يبحث مع وزير دفاع السعودية في أبوظبي تطورات المنطقة... المزيد
  • 11:04 . رئيس الوزراء القطري: لا نتوقع تقدما قريبا في المفاوضات بين حماس و"إسرائيل"... المزيد
  • 08:50 . الذكاء الاصطناعي في مجمع الفقه... المزيد
  • 07:26 . الإمارات ترحب بإعلان ترامب رفع العقوبات عن سوريا... المزيد
  • 05:55 . ترامب يصل الدوحة في ثاني جولاته الخليجية... المزيد
  • 01:18 . البيت الأبيض: ترامب يدعو الشرع للانضمام إلى اتفاقيات "التطبيع مع إسرائيل"... المزيد
  • 01:16 . ترامب يجتمع مع الشرع في الرياض بحضور ولي العهد السعودي وأردوغان عبر تقنية الفيديو... المزيد
  • 01:03 . تحذير من التعامل مع مكاتب غير مرخصة لاستقدام العمالة المساعدة... المزيد

مشايخ ورموز.. بين السقوط والصمود

الكـاتب : ياسر الزعاترة
تاريخ الخبر: 13-06-2018

خلال أسابيع قليلة، انشغلت مواقع التواصل الاجتماعي بجملة من أخبار العلماء والدعاة الذين سقطوا في وحل السياسة والمال، بين من اشتغل في مجال الدعاية والإعلان، وبين من غيّر مساره وانقلب على مواقفه واصطدم بالوعي الجمعي للأمة، وبين من راح يبشّر بالتسوية مع الصهاينة، وصولاً إلى من حذف تغريدة قديمة له تنتصر للشعب الفلسطيني، حين رأى الأجواء في اتجاه آخر.
كان مثيراً للحزن أن تجتمع كل هذه الأخبار في أسابيع قليلة، لا سيما أن الضجة حيالها في مواقع التواصل كانت كبيرة جداً، الأمر الذي يثير مخاطر على وعي الأجيال الجديدة، التي يُخشى أن يصل بها الحال حد النظر بعين الشك إلى أي شيخ أو عالم أو رمز.
لا شك أن الأفكار لا تنتقل بالوعظ وحسب، بل تنتقل بالنموذج. وحين يسقط من يعظون الناس في وحل المواقف الإشكالية بعد صعودهم بفعل الكلام المسموع أو المقروء، فإن معادلة النموذج ستسقط بالضرورة، وهنا تكون الصحوة في خطر كبير، ولعل ذلك هو ما يريده البعض ممن يسعون لضرب ظاهرة التدين برمتها، لأنهم يرونها حاضنة للإسلام السياسي. وحين يجري إبراز نماذج علمانية بوصفها مراجع تفتي في قضايا الدين، فهذا يكشف محاولة لتشكيك الأجيال الجديدة في دينها، وليس مسعى لتصحيح مسيرة التدين أو خطابه.
ما ينبغي أن يُقال ابتداءً هو أن العالم أو الداعية أو حتى المفكر، هو إنسان قبل أي شيء، ويخضع لما يخضع له الإنسان من صعود وهبوط، وتقدم وتراجع، وخضوع لمنطق الإغراءات من جهة، أو الخوف من جهة أخرى.
الفارق بالطبع بينه وبين الإنسان العادي هو أن حجم ما يتعرّض له من تهديد، وما يتعرض له من إغراءات هو أكبر بكثير، ما يجعل احتمال خضوعه أكبر بالضرورة من أي إنسان آخر.
ما تفعله الأنظمة الشمولية في كل مراحل التاريخ هو أنها تستهدف المؤثرين من الناس، إن كان بالإغراء أم بالتهديد، وهذا يشمل المشايخ والكتاب والإعلاميين والشعراء وغيرهم من أهل التأثير، بما في ذلك شيوخ القبائل، وكذا المشتغلون بالسياسة، خاصة المعارضين في الزمن الراهن.
وما تؤكده التجربة الإنسانية هو أن السقوط في عالم السياسة والعمل العام لا صلة له بالأيديولوجيا، بل هو عابر لها، إذ يشمل كل الألوان الفكرية والسياسية والتنظيمية، ولا ينجو منه أي فكر، ومن يدّعي أن «تجمعه» عصي على ذلك، فهو يكذب، أو لعله يتجاهل حقيقة أن تجمعه ليس مهماً حتى تُستهدف رموزه بمساعي الشراء أو التهديد أصلاً.
من جانب آخر، فإن ما يجهله الكثير من أهل السياسة في هذا المضمار هو أن الوعي الجمعي للأمة يبقى عصياً على التزييف، فهو يتابع هذا العالم أو الرمز أو المفكر، ويحبه أيضاً، لكنه ما إن يسقط في وحل السياسة، حتى يتركه دون تردد، بينما يظل منحازاً لمن يصمدون أمام الإغراء والتهديد، ويواصلون الانحياز لقضايا دينهم وأمتهم.
هنا يمكن القول إن الجماهير قد تقبل من العالم أو الرمز أن لا يقول كل الحق، تبعاً لظروف صعبة تحيط به، لكنه لا يُقبل منه أن ينحاز لباطل، أو يبرر مواقف تصطدم مع وعيها الجمعي.
بقي القول إن على المعنيين بمصالح الأمة أن لا يتوقفوا فقط عند من يتساقطون من العلماء والدعاة، بل يجب أيضاً الحديث الدائم عن حشد أكبر بكثير من العلماء والدعاة والرموز الذين يصمدون، والذين تزدحم ببعضهم السجون العربية، وهذه مسألة بالغة الأهمية حتى لا يجري بث الإحباط في أوساط الأمة، ولا سيما الأجيال الجديدة من أبنائها.;