أحدث الأخبار
  • 04:25 . الأبيض يواجه البحرين في آخر بروفة قبل الملحق الآسيوي المؤهل إلى المونديال... المزيد
  • 04:22 . "الإمارات للاتصالات" تعلن طرحاً ثانوياً بعد قرار "مبادلة" خفض حصتها... المزيد
  • 04:21 . عشرات الشهداء والجرحى بقصف مكثف على غزة وتدمير أكثر من 50 مبنى... المزيد
  • 04:15 . مقتل ستة إسرائيليين و15 مصابا في إطلاق نار بالقدس... المزيد
  • 04:09 . إسبانيا ستقر مشروع قانون لتطبيق حظر فعلي على الأسلحة ضد "إسرائيل"... المزيد
  • 11:32 . حماس: تلقينا أفكاراً أمريكية عبر الوسطاء لوقف إطلاق النار ومستعدون للتفاوض... المزيد
  • 11:28 . التربية تعتمد برمجة زمنية شاملة لتقييم الطلبة من رياض الأطفال حتى الصف الـ12... المزيد
  • 11:27 . الكويت تقر مذكرة للتعاون الاستخباراتي مع السعودية... المزيد
  • 11:57 . "سفينة الصمود الخليجية" تبحر من تونس نحو غزة الأربعاء... المزيد
  • 07:12 . جيش الاحتلال يعلن اعتراض ثلاث مسيّرات أطلقت من اليمن... المزيد
  • 12:27 . مستهلكون يشكون من عرض سلع وشيكة الانتهاء ضمن عروض التخفيضات... المزيد
  • 12:13 . الشرطة البريطانية تعتقل مئات المشاركين في احتجاج على حظر حركة "فلسطين أكشن"... المزيد
  • 12:00 . كيف تأثرت الشركات الداعمة للاحتلال الإسرائيلي بحملات المقاطعة؟... المزيد
  • 11:25 . المقيمون مقابل السكان المحليين.. صراع ثقافي متنامٍ في الإمارات تزيد حدته الشركات "الإسرائيلية"... المزيد
  • 12:54 . إيران: اتفاق وشيك مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية... المزيد
  • 07:15 . اتهمتها باستخدام أسلحة محظورة.. "أدلة" سودانية جديدة ضد أبوظبي أمام مجلس الأمن... المزيد

لماذا علينا أن نتحاور؟

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 26-06-2018

لماذا علينا أن نتحاور؟، ببساطة كي نفهم ونعرف أكثر، ولكي نعي ونقتنع أن الحياة في أصلها قائمة على التواصل والتفاهم، إن المتطرفين المتعصبين بشكل أعمى لأنفسهم وأفكارهم وطائفيتهم وشوفينيتهم ومصالحهم، لا يقيمون بناء متماسكاً في الحياة، يمكن لآخرين أن يقاربوه أو يكملوه أو يبنوا عليه، هؤلاء الذين لا يقيمون وزناً للحوار، لا يراكمون أي منتج إيجابي يقود لمنفعة أو فائدة أو حتى ذائقة، لأن المتعصب أو المتطرف أو الغوغائي، فيما ينفث أو يرسل من أفكار وأفعال ومقاربات واستعانات بالمقدس والسلطوي، لا ينوي من الأساس أن يفعل أو يبني، إنه يشبه السكين التي تقطع اللحم من الداخل لتمزق وتهدم، ليستمر الدمار ولتستقيم القطيعة مع الحياة التي لا يفهمونها ولا يعرفون شروطها!!

لماذا علينا أن نتحاور؟، ببساطة، لأننا لا يمكن أن نحيط بكل شيء علماً، هناك ما يجب أن نستكمل معرفته، ولكنه موجود عند غيرنا، لذلك، نسعى إليهم لنحصل على ما ينقصنا، ولأن هناك أفكاراً لا نعرفها ولا نفهم كيف تأسست وكيف يتعايش معها أصحابها، نحن لا نرفضها، لكننا نريد أن نعرفها بشكل واضح، لذا، يجب أن نسعى لهذه المعرفة، وهناك ظروف تكثر فيها الاختلافات فجأة، ويتزايد عدد مثيري الفتن وموزعي الإشاعات والاتهامات، وهنا أيضاً علينا أن نفهم بوعي، وبشكل صحيح، قبل أن نصدر أي حكم، لذا، علينا أن نسعى، وأن نتحاور مع هذا المختلف كي نعرفه جيداً، قد تقودنا كل تلك المحاولات لنتيجة ما أكثر وضوحاً، وهذا هو أساس وظيفة الحوار، وقد لا نفعل، لكننا نكون قد قمنا بما يجب علينا.

لماذا علينا أن نتحاور؟، ببساطة، لأن الحوار هو المعنى المرادف للآية الكريمة (وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا)، وهو التطبيق الفعلي لمحاولات (حوار الحضارات، وحوار الأديان)، بدت عصية وصعبة جداً، لكنها استمرت ولا تزال، لأن الإنسان مؤمن أن بقاءه مرهون بالتواصل والمعرفة، وليس بالإقصاء والتعالي، هذا الإقصاء الذي هدم مدناً ودمر حضارات، وأباد شعوباً، وأشعل أحقاداً وكراهيات بلا حساب، وكأن الإنسانية تتخبط في بطن حوت، لا تريد الخروج منه، ولا التطهر من قذارات جوفه المظلم!

نحن نتحاور لهذا السبب بالضبط، لنعرف ونفهم ونقتنع، إذا اقتنعنا، عن بينة، أو نظل على قناعاتنا التي نحن عليها، ولكن دون أن نجاهر الآخرين،غباء منا، بالكفر والخيانة والجنون والعمالة... إلخ، كما يفعل كثير ممن نشهد حواراتهم منذ سنوات، والتي ليست إلا تعبيراً عن الجهل وعناد والتعصب والتطرف، لا تقود إلى أي طريق ينتهي إلى نور!

إن الحوار هو النافذة الكبيرة المشرعة على الكون، والتي علينا أن نفتحها أولاً ليصلنا هذا النور، لا أن نغلقها ونظل نلعن الظلام.