أحدث الأخبار
  • 08:02 . الكشف عن تحويلات قادمة من الإمارات في واحدة من أكبر قضايا غسيل الأموال بكندا... المزيد
  • 01:13 . "الأرصاد": ارتفاع في درجات الحرارة والرطوبة خلال يوليو وتأثيرات جوية متقلبة... المزيد
  • 11:31 . اتفاقيات استراتيجية بين شركات سعودية وإندونيسية بـ27 مليار دولار... المزيد
  • 11:25 . محمد بن زايد ورئيس وزراء اليونان يبحثان التطورات الإقليمية وسبل تعزيز الأمن والسلام... المزيد
  • 11:23 . "الأوراق المالية" تحذر من التعامل مع شركات وهمية... المزيد
  • 11:21 . "التربية": لا استثناءات للسفر أو المرض المؤقت يمنحان الطالب حق أداء الاختبارات "عن بعد"... المزيد
  • 11:16 . تحقيق: متعاقدون أميركيون يطلقون النار ويستخدمون قنابل صوتية ضد فلسطينيين خلال توزيع مساعدات بغزة... المزيد
  • 11:09 . إعلام عبري: السعودية تدخلت لإسقاط مسيّرات وصواريخ إيرانية كانت في طريقها نحو "إسرائيل"... المزيد
  • 11:36 . الرئيس الإيراني يقر بدء تنفيذ قانون تعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية... المزيد
  • 11:34 . "رويترز": إيران استعدت لتلغيم مضيق هرمز أثناء الهجوم الإسرائيلي... المزيد
  • 11:31 . قرقاش: تواصلنا مع البرهان وحميدتي بطلب أممي لتفادي الحرب في السودان... المزيد
  • 11:22 . رئيس الدولة يجري مباحثات هاتفية مع رئيسي كوريا الجنوبية ونيجيريا لتعزيز التعاون الثنائي... المزيد
  • 11:00 . الاتحاد الأوروبي يعرض تسهيل استئناف المفاوضات النووية مع إيران... المزيد
  • 10:56 . أربع وفيات ومفقودون في انقلاب بارجة سعودية بخليج السويس... المزيد
  • 10:54 . فرنسا تسلم السنغال قاعدة عسكرية في إطار انسحاب قواتها من البلاد... المزيد
  • 07:14 . منظمة حقوقية: أحكام المؤبد الجديدة تجسد وحشية أبوظبي ضد معتقلي الرأي... المزيد

لماذا تابعت جماهير الأمة انتخابات تركيا باهتمام؟

الكـاتب : ياسر الزعاترة
تاريخ الخبر: 29-06-2018


لم يكونوا عناصر في جماعات أو تنظيمات إسلامية كل أولئك الذين كانوا يوم الأحد الماضي يتابعون باهتمام كبير، بل بقلق أيضاً، تفاصيل الأرقام وهي تظهر تباعاً في عمليات الفرز للانتخابات التركية، والتي كانت تُبث مباشرة على الهواء، ويتابعها الناس عبر هواتفهم النقالة.
نعم، لم يكونوا كذلك، إذ إن الغالبية الساحقة منهم كانت من الناس العاديين الذين تابعوا قبل ذلك تلك الحملة الرهيبة على أردوغان في أرجاء العالم، بجانب استطلاعات رأي كانت تبشّر بهزيمته وحزبه في الانتخابات، أقله في الجولة الأولى بالنسبة إليه.
هذه الغالبية من الناس كانت ترى في الحملة إياها استمراراً للثورة المضادة التي أطاحت بالربيع العربي، وكان لافتاً أنها شملت المعسكرين المتناقضين في المشهد الإقليمي، أعني الإيراني والعربي، ما جعلها (الغالبية) على يقين من أن استهداف الرجل كان ذا صلة بعموم المعركة التي تجري في الإقليم منذ 2011، ولغاية الآن، وبدا أن كلا جناحي الثورة المضادة قد حققا فيها قدراً من الانتصار؛ الأول في سوريا ظاهراً، وإن كان مأزقه هناك كبيراً، والثاني في عموم الربيع العربي، وإن لم تضع الحرب أوزارها بالكامل في أكثر من نقطة، كما في تونس وليبيا، مع وضع خاص للمشهد اليمني الذي اجتمع الطرفان فيه على الثورة اليمنية؛ الأول في المرحلة الأولى، والثاني بانقلاب الحوثي على إرادة شعب كان يحاول لملمة جراحه.
بجانب ذلك؛ حضر من دون شك الخطاب الإسلامي الذي يتميز به أردوغان، والذي جعله معبّراً على نحو ما عن هواجس الغالبية من المسلمين، وإن لم يتمكن عملياً من ترجمة الخطاب إلى فعل واقعي على الأرض، لأن ميزان القوى والمصالح القُطرية كانت تفرض نفسها في نهاية المطاف.
هناك أيضاً ذلك الحنين إلى الحرية والديمقراطية الذي حضر في الوعي الجمعي للأمة التي تراقب، فهي ترى أن من يقودون الحملة على الرجل هم أعداء للحرية والديمقراطية. وحين يتهمه أولئك بأنه ديكتاتور، على ما هم عليه من رفض للتعددية، فمن الطبيعي أن تنحاز إليه على ذلك النحو الذي تابعه الجميع.
وإذا قيل إن الغرب الذي كان يهاجمه أيضاً ديمقراطي وحرٌ، فإن المشهد لا يتغير هنا أيضاً، فهم يرون كيف ينحاز ذلك الغرب إلى ديكتاتوريات شمولية، لا لشيء إلا لأنها تحقق مصالحه، بينما يُستهدف أردوغان لأنه يبحث عن قدر من الاستقلالية لبلاده، وقدر من المكانة للمسلمين أيضاً.
للرجل الكثير من الأخطاء السياسية من دون شك، وفي إدارته للسياسة الخارجية خلال السنوات الأخيرة وقع في جملة من الأخطاء في تقدير المواقف: ما اضطره إلى التراجع مراراً، لكن الموقف هنا لا يتعلق بالإرادة ولا بالنوايا، بل بالإمكانات، وهو كثيراً ما كان يتورط إغراء الخطابة متجاهلاً إمكاناته الواقعية؛ وليضطر إلى التراجع لاحقاً، كما هو الحال في معركته مع روسيا بعد إسقاط الطائرة (لم يهتم الناس في الخارج بمبالغته في حملة التطهير بعد محاولة الانقلاب، بل ربما برر له البعض ذلك، وفي اعتقادي-بجانب الأمل- فإن انفراجاً سيحدث على هذا الصعيد بعد شعور الرجل بالاطمئنان لوضعه).
في المحصلة يمكن القول إن غالبية من تابعوا باهتمام تلك المعركة الانتخابية وفرحوا فرحاً عارماً بالفوز الذي حققه أردوغان وحزبه، ليست لديهم أوهام حول قدرة الرجل على إخراج الأمة من مأزقها الكبير، لكنهم كانوا ينظرون إلى المعسكر الذي يستهدف من جهة، فيما كانوا من جهة أخرى يرون فيه زعيماً مقاتلاً يخطئ ويصيب، ويبدو أكثر انحيازاً لقضايا أمته من كثيرين في المشهد المحيط، وإن استبطن قطاع من الناس في دواخلهم صورة البطل في ظل هزائم تتواصل رغم ضخامة التضحيات التي تُقدّم.