أحدث الأخبار
  • 12:19 . وزيرا خارجية الكويت ومصر يبحثان العلاقات والتطورات الإقليمية... المزيد
  • 12:15 . إثيوبيا تدشّن سد النهضة الضخم وسط خلاف متجدد مع مصر والسودان... المزيد
  • 12:07 . خالد بن محمد بن زايد يؤكد أهمية مجموعة "بريكس" في دعم التنمية الدولية... المزيد
  • 11:31 . آلاف العاملين السينمائيين يعلنون مقاطعة المؤسسات الإسرائيلية... المزيد
  • 11:27 . غارات إسرائيلية على مواقع سورية في حمص واللاذقية... المزيد
  • 11:15 . جيش الاحتلال الإسرائيلي يقر بمقتل ضابط وثلاثة جنود في غزة... المزيد
  • 11:06 . "التربية" تلزم بخطط دعم شاملة للطلبة وتقر ضوابط جديدة للإجازات المرضية الطويلة... المزيد
  • 11:05 . هجوم بمسيرة يستهدف "أسطول الصمود" قبالة سواحل تونس... المزيد
  • 07:33 . أبوظبي تواسي الاحتلال الإسرائيلي في قتلى عملية القدس... المزيد
  • 04:25 . الأبيض يواجه البحرين في آخر بروفة قبل الملحق الآسيوي المؤهل إلى المونديال... المزيد
  • 04:22 . "الإمارات للاتصالات" تعلن طرحاً ثانوياً بعد قرار "مبادلة" خفض حصتها... المزيد
  • 04:21 . عشرات الشهداء والجرحى بقصف مكثف على غزة وتدمير أكثر من 50 مبنى... المزيد
  • 04:15 . مقتل ستة إسرائيليين و15 مصابا في إطلاق نار بالقدس... المزيد
  • 04:09 . إسبانيا ستقر مشروع قانون لتطبيق حظر فعلي على الأسلحة ضد "إسرائيل"... المزيد
  • 11:32 . حماس: تلقينا أفكاراً أمريكية عبر الوسطاء لوقف إطلاق النار ومستعدون للتفاوض... المزيد
  • 11:28 . التربية تعتمد برمجة زمنية شاملة لتقييم الطلبة من رياض الأطفال حتى الصف الـ12... المزيد

كأصدقاء حميمين.. وأكثر!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 20-07-2018

لنتحدث كأصدقاء قدامى يبوحون لبعضهم بتلك الأسرار الصغيرة التي لا يمكن للإنسان أن يقولها إلا لأصدقائه المقربين جداً، الذين صحبهم وجربهم طويلاً، على مدى سنوات بعيدة، اختلف واتفق معهم، غضب وابتعد ثم عاد يبحث عنهم، سافروا معاً وتقاسموا الأكل في الطبق ذاته، وربما شربوا من زجاجة المياه المعدنية نفسها ذات ظهيرة، وهم يتسكعون في شوارع مدينة يكاد يغمى عليهم من شدة حرها، شاكسوا بعضهم بكلمات خارجة على حدود اللياقات أحياناً، لا شك أنهم لائقون ومهذبون جداً، لكنهم يفعلون ذلك إمعاناً في إظهار القرب ومتانة الصداقة بينهم، لنتحدث كهؤلاء إن استطعنا.

كأصدقاء حميمين نعرف بعضنا جيداً، ونحتمل بعضنا ونتلمس هموم وقلق بعضنا بعضاً، أريد أن أفضي لكم بسر صغير: إن الكاتب الذي تجلسون إليه كل صباح أو كل ظهيرة أو كلما سمح لكم الوقت بقراءة شطحات ذهنه اليومية، يجلس أحياناً كثيرة متأملاً أمامه، يتأمل لأكثر من ساعة أحياناً، يطارد فكرة أو يبحث عن معنى، ثم يتنبه إلى أنه قد أطال التأمل دون نتيجة، لقد كان يتأمل تلك الفتاة التي في اللوحة والتي تقرأ جريدة الصباح في مطبخها البسيط بحسب ما توحي به انعكاسات الضوء، تعطي الناظر إليها ظهرها فلا يبدو وجهها ولكن الجريدة التي بين يديها تبدو واضحة من خلف كتفيها، حين تأملها مساء البارحة فكر بجدية واضحة: ماذا كانت تقرأ تلك الفتاة في مطبخها البسيط في ذلك الصباح؟

يكتشف كاتبكم أنه كان معنياً تماماً بالجريدة التي بين يدي الفتاة أكثر من عنايته بالفتاة، كان معنياً بفكرة الموضوع الذي يمكن أن يكون قد لفت نظرها وسحبها تماماً من عالمها الظاهر إلى عالم تلك التفاصيل التي تقرأها، فإذا به يسأل نفسه: كم فتاة بسيطة تجلس الآن في مطبخها البسيط تقرأ باهتمام حقيقي -كفتاة اللوحة- ما كتبه البارحة؟ وكم رجلاً يقرأ جريدته بتركيز واضح بينما يرفع عينيه كلما طرقت أذنيه وقع خطوات داخلة أو خارجة من المقهى الذي يجلس فيه؟

هو لا يدري كم عدد الذين يقرأونه، أو من هم على وجه التحديد، أو إن كان أحد يقرأ من الأساس ما كابد ليكتبه مساء البارحة، لكنه يعلم أنه يكابد طويلاً ويفتش كثيراً ليكتب هذا الذي تقرأونه، وهذه معاناة يومية يتورط فيها كاتبكم الذي تجلسون إليه صباحاً أو مساء لتفتشوا جيوب لغته بحثاً عن نواياه وأخطائه، بينما يحاول هو أن يكتب لكم موعد لقائه بكم بلغة تشبه عين الحسناء التي إن نظرت إليها فلا تملك سوى أن تستمر في النظر، أو تستمر في القراءة!