أحدث الأخبار
  • 06:06 . الاحتلال الإسرائيلي يستهدف مقار قادة حماس في العاصمة القطرية الدوحة... المزيد
  • 12:19 . وزيرا خارجية الكويت ومصر يبحثان العلاقات والتطورات الإقليمية... المزيد
  • 12:15 . إثيوبيا تدشّن سد النهضة الضخم وسط خلاف متجدد مع مصر والسودان... المزيد
  • 12:07 . خالد بن محمد بن زايد يؤكد أهمية مجموعة "بريكس" في دعم التنمية الدولية... المزيد
  • 11:31 . مئات العاملين السينمائيين يعلنون مقاطعة المؤسسات الإسرائيلية... المزيد
  • 11:27 . غارات إسرائيلية على مواقع سورية في حمص واللاذقية... المزيد
  • 11:15 . جيش الاحتلال الإسرائيلي يقر بمقتل ضابط وثلاثة جنود في غزة... المزيد
  • 11:06 . "التربية" تلزم بخطط دعم شاملة للطلبة وتقر ضوابط جديدة للإجازات المرضية الطويلة... المزيد
  • 11:05 . هجوم بمسيرة يستهدف "أسطول الصمود" قبالة سواحل تونس... المزيد
  • 07:33 . أبوظبي تواسي الاحتلال الإسرائيلي في قتلى عملية القدس... المزيد
  • 04:25 . الأبيض يواجه البحرين في آخر بروفة قبل الملحق الآسيوي المؤهل إلى المونديال... المزيد
  • 04:22 . "الإمارات للاتصالات" تعلن طرحاً ثانوياً بعد قرار "مبادلة" خفض حصتها... المزيد
  • 04:21 . عشرات الشهداء والجرحى بقصف مكثف على غزة وتدمير أكثر من 50 مبنى... المزيد
  • 04:15 . مقتل ستة إسرائيليين و15 مصابا في إطلاق نار بالقدس... المزيد
  • 04:09 . إسبانيا ستقر مشروع قانون لتطبيق حظر فعلي على الأسلحة ضد "إسرائيل"... المزيد
  • 11:32 . حماس: تلقينا أفكاراً أمريكية عبر الوسطاء لوقف إطلاق النار ومستعدون للتفاوض... المزيد

نحن والكثير من الأقنعة!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 19-08-2018

قلت لصديقة عزيزة يوماً، لماذا تجتهدين لتظهري أمام البعض بأنك شخص ساذج، لا علاقة له بالثقافة والأفكار العميقة، مع أنها كانت من العمق وكثافة التجربة الحياتية وحدّة الذكاء ما يجعلني أتساءل لماذا تصرّ على أن تبدو خلاف ذلك أمام محيطها المقرّب من الصديقات والجارات!كان جوابها: تلك أقنعة نرتديها أمام البعض لأنهم يشعرون بالاطمئنان حين يرون هذا الوجه تحديداً! 

إن الوجه المخالف لما اعتادوا عليه يبدو متعالياً عليهم لذلك يرفضونه، أنا لا أتخلى عن شخصيتي، لكنني أتنازل لهم قليلاً كي يشعروا بالارتياح، إننا نعيش وسط مجتمعات تفضلك ساذجاً، وذا اهتمامات تافهة، تفضلك بسيطاً تنزلق على تفاصيل الحياة كسحلية لزجة على سطح أملس، أما أن تأخذ الأمور بجدية وتبدو مثقفاً وعميقاً فستتهم بأنك «مثقف ومعقّد ومغرور»، وسينفضّون من حولك، هذا هو الثمن.. 

لم أقتنع بحديثها، لكنني أقدر أن لكل إنسان خياراته!حين نكون صغاراً نحلّق بأجنحة من أحلام ونجري بأحذية من ريح، نصل إلى آخر المدى في كل شيء ، نذهب إلى حيث تأخذنا أقدامنا، نفعل ما يخطر ببالنا، لا نفهم معنى الوقت، ولا معنى الموت، ولا ماهية الألم، أقصى آلامنا حين نتعثر بحجارة الطريق، ومنتهى سعادتنا حين نخرج إلى فضاء الأزقة متحررين من الأوامر والنواهي الأسرية، لا نحب أقنعة أمهاتنا ونخاف من براقع جداتنا (البراقع أقنعة في نهاية الأمر). 

وكلما كبرنا ثقلت أجسادنا عن الذهاب إلى آخر الشارع، وثقلت أرواحنا عن احتمال أحلامنا، فنضعها جانباً متعللين بالظروف وصعوبة الأحوال، ونبدأ في اختيار الأقنعة!تنتابنا حالة الفقد إزاء أصغر المواقف، وتهطل الذاكرة كسماء لا تعرف التوقف، هطول الذاكرة ينعش يباس القلب وينزع الأقنعة كلها، فنحن نراكم أقنعة من كل الأشكال بقدر ما نراكم همومنا، ونتخلى عن أن نكون نحن كما يجب أن نكون، لذا فربما يتحول القناع في لحظة ما إلى جزء منا، أو يصير «نحن» في نهاية المطاف، عندها يكون الأمر قد انتهى ونظل نتحرك كأشخاص منفصلين عن مداراتنا الحقيقية ككوكب فقد مداره وخرج عن جاذبيته بشكل نهائي! 

 ليست طفولة أو مرضاً أو سعياً للألم أن ننزع الأقنعة ونعود إلى ذاكرتنا وأن نقلبها أو نبحث فيها، الأمر قد يكون مؤلماً لكنه إنساني جداً في عالم يتحول كل لحظة ويسعى كباره إلى تحويلنا إلى مجرد أشياء تستهلك أشياء، تمهيداً لتحويلنا إلى روبوتات أو كائنات آلية، نحن حين ننفصل عن حقيقتنا نصير مخلوقات آلية، ويصير كلُّ شيء متشابهاً ولا يثير فينا أي حساسية من أي نوع.

نحن والكثير من الأقنعة! - البيان