أحدث الأخبار
  • 08:50 . الذكاء الاصطناعي في مجمع الفقه... المزيد
  • 07:26 . الإمارات ترحب بإعلان ترامب رفع العقوبات عن سوريا... المزيد
  • 05:55 . ترامب يصل الدوحة في ثاني جولاته الخليجية... المزيد
  • 01:18 . البيت الأبيض: ترامب يدعو الشرع للانضمام إلى اتفاقيات "التطبيع مع إسرائيل"... المزيد
  • 01:16 . ترامب يجتمع مع الشرع في الرياض بحضور ولي العهد السعودي وأردوغان عبر تقنية الفيديو... المزيد
  • 01:03 . تحذير من التعامل مع مكاتب غير مرخصة لاستقدام العمالة المساعدة... المزيد
  • 12:42 . الاحتلال الإسرائيلي يصدر تحذيرا بإخلاء ثلاثة موانئ غربي اليمن... المزيد
  • 12:38 . ولي العهد السعودي يفتتح القمة الخليجية الأميركية بالرياض... المزيد
  • 12:38 . عقوبات أمريكية على شركات نقل نفط إيراني للصين تزامناً مع زيارة ترامب للخليج... المزيد
  • 12:15 . عبدالله بن زايد يجري مباحثات حول غزة مع نائب عباس في أبوظبي... المزيد
  • 10:53 . رئيس الدولة يغيب عن اجتماع قادة الخليج وترامب في الرياض... المزيد
  • 10:44 . "رويترز": الهدنة مع الحوثيين أعقبت معلومات أمريكية عن سعي الجماعة إلى مخرج... المزيد
  • 10:36 . زلزال في اليونان يهز مصر وتركيا دون تسجيل أضرار... المزيد
  • 12:52 . ترامب يلتقي الشرع اليوم بالرياض ويقرر رفع العقوبات عن سوريا... المزيد
  • 09:50 . صحّ النوم يا أستاذ... المزيد
  • 06:44 . بـ600 مليار دولار.. ترامب وولي عهد السعودية يوقعان وثيقة شراكة استراتيجية... المزيد

هل نخاف عليهم حقاً !

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 09-09-2018

هل نخاف عليهم حقاً ! - البيان

كم شخص ممن يحيطون بك أو ترتبط معهم بعلاقات مقربة يمكنهم أن يتحملوا أية متاعب لتحقيق ما يحلمون أو يؤمنون بأنه من حقهم أن يعرفوه أو يواجهوه؟ هل تعتقد حقاً أن لدى هؤلاء ذلك الشغف الحقيقي للمضي في اختبار الحياة ومواجهتها بقوة، أم أن هناك من يعرقلهم؟

 أحد أهم الأسباب التي ستجعل كثيرات وكثيرين في مجتمعاتنا العربية يضعون عشرة خطوط تحت هذا السؤال هو نظام العلاقات القائمة على مشروعية الوصاية أولاً، والقناعة المؤكدة والمبيّتة بأن الآخر (الابن، الأخ، الأخت، ابن الأخ، الخ..)، صغير، قاصر، بلا تجربة، عديم الخبرة، وغير كفوؤ لتحمل المسؤلية ثانياً، لذا فلا أحقية له ابتداء في أن يمنح أدنى قدر من الحرية لينطلق نحو المسؤولية التي نعيب عليه عدم كفاءته في تحمّل تبعاتها، وإذن فمَن الأول: الحرية أم المسؤوليه، الحرية أم السعي وراء الأحلام والتجربة، البيضة أم الدجاجة؟في الحقيقة نحن شعوب هبطنا من ثقافة العقاب قبل الإثم، ثم تأسّس فينا مخزون من الخوف امتد لقرون نتقاسمه ولا يكاد ينفذ، كما لا نكاد نطيقه ولا نعرف كيف نتخلص منه، لندع العقاب والإثم فهناك من سيضع في وجوهنا من نصوص الدين ما يكفي لنسلم بأنها ليست ثقافة بقدر ما هي منصوص عليها، ولنجرب أن نفهم موضوع الخوف الذي يعرقلنا عن خوض الحياة بأقدام حافية، طبيعية، وقادرة على احتمال خشونة الطريق وآلامه وعثراته ؟لماذا نخاف على أبنائنا من كل شيء ؟ 

الخوف المبرر والفطري لا يناقش، نحن نناقش هذا الخوف المندس في عقولنا الممتلئة بالشك وسوء الظن وعدم الثقة، وكأننا لم نربهم، وكأننا لم نحصنهم بما يجب، وكأننا خلال عشرين عاماً وأكثر لم نمنحهم شيئاً من قوتنا وخبرتنا ومعارفنا، واستدراكاً فإن معظمنا لا يخاف على أبنائه وأخوته من أن يتعرضوا لخطر ما بقدر ما يخاف عليهم أن يقترفوا خطأ ما، وهنا نعود للفكرة الأولى: العقاب قبل ثبوت ارتكاب الخطأ، وهنا فالدفاع جاهز: نحن نحميهم من أنفسهم ! في الحقيقة نحن نحمي أنفسنا من انكشاف فشل تربيتنا وضعف التحصينات التي زرعناها فيهم !

 في الغرب (الكافر الذي لا يقيم وزناً للأخلاق حسب ادعاء الكثيرين)، قالت لي معلمة اللغة الإنجليزية التي درست على يديها في بريطانيا «إنني تركت ابني يسافر حول أوروبا بحقيبة على ظهره، وبضعة جنيهات يتدبر بها امر سفره بالقطارات»، ذلك ليعرف أن الحياة صعبة جداً، وان عليه ان يطأ الارض ليعلم يقينا مدى حدة الصخور وحرارتها وصعوبتها.. فقبل ان يدخل الجامعه، عليه ان ينسى الصور الملونة في دفاتر الحكايات الحالمة، الحياة تحتاج ان نراها لا ان نحلم بها !