أحدث الأخبار
  • 06:06 . الاحتلال الإسرائيلي يستهدف مقار قادة حماس في العاصمة القطرية الدوحة... المزيد
  • 12:19 . وزيرا خارجية الكويت ومصر يبحثان العلاقات والتطورات الإقليمية... المزيد
  • 12:15 . إثيوبيا تدشّن سد النهضة الضخم وسط خلاف متجدد مع مصر والسودان... المزيد
  • 12:07 . خالد بن محمد بن زايد يؤكد أهمية مجموعة "بريكس" في دعم التنمية الدولية... المزيد
  • 11:31 . مئات العاملين السينمائيين يعلنون مقاطعة المؤسسات الإسرائيلية... المزيد
  • 11:27 . غارات إسرائيلية على مواقع سورية في حمص واللاذقية... المزيد
  • 11:15 . جيش الاحتلال الإسرائيلي يقر بمقتل ضابط وثلاثة جنود في غزة... المزيد
  • 11:06 . "التربية" تلزم بخطط دعم شاملة للطلبة وتقر ضوابط جديدة للإجازات المرضية الطويلة... المزيد
  • 11:05 . هجوم بمسيرة يستهدف "أسطول الصمود" قبالة سواحل تونس... المزيد
  • 07:33 . أبوظبي تواسي الاحتلال الإسرائيلي في قتلى عملية القدس... المزيد
  • 04:25 . الأبيض يواجه البحرين في آخر بروفة قبل الملحق الآسيوي المؤهل إلى المونديال... المزيد
  • 04:22 . "الإمارات للاتصالات" تعلن طرحاً ثانوياً بعد قرار "مبادلة" خفض حصتها... المزيد
  • 04:21 . عشرات الشهداء والجرحى بقصف مكثف على غزة وتدمير أكثر من 50 مبنى... المزيد
  • 04:15 . مقتل ستة إسرائيليين و15 مصابا في إطلاق نار بالقدس... المزيد
  • 04:09 . إسبانيا ستقر مشروع قانون لتطبيق حظر فعلي على الأسلحة ضد "إسرائيل"... المزيد
  • 11:32 . حماس: تلقينا أفكاراً أمريكية عبر الوسطاء لوقف إطلاق النار ومستعدون للتفاوض... المزيد

هل نخاف عليهم حقاً !

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 09-09-2018

هل نخاف عليهم حقاً ! - البيان

كم شخص ممن يحيطون بك أو ترتبط معهم بعلاقات مقربة يمكنهم أن يتحملوا أية متاعب لتحقيق ما يحلمون أو يؤمنون بأنه من حقهم أن يعرفوه أو يواجهوه؟ هل تعتقد حقاً أن لدى هؤلاء ذلك الشغف الحقيقي للمضي في اختبار الحياة ومواجهتها بقوة، أم أن هناك من يعرقلهم؟

 أحد أهم الأسباب التي ستجعل كثيرات وكثيرين في مجتمعاتنا العربية يضعون عشرة خطوط تحت هذا السؤال هو نظام العلاقات القائمة على مشروعية الوصاية أولاً، والقناعة المؤكدة والمبيّتة بأن الآخر (الابن، الأخ، الأخت، ابن الأخ، الخ..)، صغير، قاصر، بلا تجربة، عديم الخبرة، وغير كفوؤ لتحمل المسؤلية ثانياً، لذا فلا أحقية له ابتداء في أن يمنح أدنى قدر من الحرية لينطلق نحو المسؤولية التي نعيب عليه عدم كفاءته في تحمّل تبعاتها، وإذن فمَن الأول: الحرية أم المسؤوليه، الحرية أم السعي وراء الأحلام والتجربة، البيضة أم الدجاجة؟في الحقيقة نحن شعوب هبطنا من ثقافة العقاب قبل الإثم، ثم تأسّس فينا مخزون من الخوف امتد لقرون نتقاسمه ولا يكاد ينفذ، كما لا نكاد نطيقه ولا نعرف كيف نتخلص منه، لندع العقاب والإثم فهناك من سيضع في وجوهنا من نصوص الدين ما يكفي لنسلم بأنها ليست ثقافة بقدر ما هي منصوص عليها، ولنجرب أن نفهم موضوع الخوف الذي يعرقلنا عن خوض الحياة بأقدام حافية، طبيعية، وقادرة على احتمال خشونة الطريق وآلامه وعثراته ؟لماذا نخاف على أبنائنا من كل شيء ؟ 

الخوف المبرر والفطري لا يناقش، نحن نناقش هذا الخوف المندس في عقولنا الممتلئة بالشك وسوء الظن وعدم الثقة، وكأننا لم نربهم، وكأننا لم نحصنهم بما يجب، وكأننا خلال عشرين عاماً وأكثر لم نمنحهم شيئاً من قوتنا وخبرتنا ومعارفنا، واستدراكاً فإن معظمنا لا يخاف على أبنائه وأخوته من أن يتعرضوا لخطر ما بقدر ما يخاف عليهم أن يقترفوا خطأ ما، وهنا نعود للفكرة الأولى: العقاب قبل ثبوت ارتكاب الخطأ، وهنا فالدفاع جاهز: نحن نحميهم من أنفسهم ! في الحقيقة نحن نحمي أنفسنا من انكشاف فشل تربيتنا وضعف التحصينات التي زرعناها فيهم !

 في الغرب (الكافر الذي لا يقيم وزناً للأخلاق حسب ادعاء الكثيرين)، قالت لي معلمة اللغة الإنجليزية التي درست على يديها في بريطانيا «إنني تركت ابني يسافر حول أوروبا بحقيبة على ظهره، وبضعة جنيهات يتدبر بها امر سفره بالقطارات»، ذلك ليعرف أن الحياة صعبة جداً، وان عليه ان يطأ الارض ليعلم يقينا مدى حدة الصخور وحرارتها وصعوبتها.. فقبل ان يدخل الجامعه، عليه ان ينسى الصور الملونة في دفاتر الحكايات الحالمة، الحياة تحتاج ان نراها لا ان نحلم بها !