أحدث الأخبار
  • 08:50 . الذكاء الاصطناعي في مجمع الفقه... المزيد
  • 07:26 . الإمارات ترحب بإعلان ترامب رفع العقوبات عن سوريا... المزيد
  • 05:55 . ترامب يصل الدوحة في ثاني جولاته الخليجية... المزيد
  • 01:18 . البيت الأبيض: ترامب يدعو الشرع للانضمام إلى اتفاقيات "التطبيع مع إسرائيل"... المزيد
  • 01:16 . ترامب يجتمع مع الشرع في الرياض بحضور ولي العهد السعودي وأردوغان عبر تقنية الفيديو... المزيد
  • 01:03 . تحذير من التعامل مع مكاتب غير مرخصة لاستقدام العمالة المساعدة... المزيد
  • 12:42 . الاحتلال الإسرائيلي يصدر تحذيرا بإخلاء ثلاثة موانئ غربي اليمن... المزيد
  • 12:38 . ولي العهد السعودي يفتتح القمة الخليجية الأميركية بالرياض... المزيد
  • 12:38 . عقوبات أمريكية على شركات نقل نفط إيراني للصين تزامناً مع زيارة ترامب للخليج... المزيد
  • 12:15 . عبدالله بن زايد يجري مباحثات حول غزة مع نائب عباس في أبوظبي... المزيد
  • 10:53 . رئيس الدولة يغيب عن اجتماع قادة الخليج وترامب في الرياض... المزيد
  • 10:44 . "رويترز": الهدنة مع الحوثيين أعقبت معلومات أمريكية عن سعي الجماعة إلى مخرج... المزيد
  • 10:36 . زلزال في اليونان يهز مصر وتركيا دون تسجيل أضرار... المزيد
  • 12:52 . ترامب يلتقي الشرع اليوم بالرياض ويقرر رفع العقوبات عن سوريا... المزيد
  • 09:50 . صحّ النوم يا أستاذ... المزيد
  • 06:44 . بـ600 مليار دولار.. ترامب وولي عهد السعودية يوقعان وثيقة شراكة استراتيجية... المزيد

الاستعمار و«إنجازات» تجار الشعارات

الكـاتب : علي العمودي
تاريخ الخبر: 13-09-2018

صحيفة الاتحاد - الاستعمار و«إنجازات» تجار الشعارات

قد يستفز هذا الحديث الكثير من «القومجية» و«الثورجية» وتجار الشعارات الذين غالباً ما ينعتون غيرهم بالرجعية والتخلف باعتبارهم من سلالات «التحضر والتقدمية»، ولكنها الحقيقة المرة، عندما تتأمل اليوم في أحوال الكثير من البلدان في مناطق عدة من العالم الثالث، بعد أكثر من 60 عاماً من رحيل المستعمر.
غير بعيد من منطقتنا كان هناك بلد لا يملك وقتها أي موارد طبيعية، فقط كان يستمد ازدهاره من موقع مينائه الشهير الذي كان ثاني أو ثالث أكثر موانئ العالم ازدحاماً وحركة، وكان الجنود البريطانيون المرابطون فيه يكتبون لذويهم وصاياهم عندما تصدر أوامر نقلهم إلى سنغافورة التي لم تكن سوى غابة من أراض رطبة تستوطنها الأمراض والأوبئة. اليوم سنغافورة سجلت لمواطنيها أكبر معدل دخل للفرد في آسيا، بينما واصل ذلك البلد -بعد رحيل المستعمر- رحلة الغوص في مستنقعات الفقر المدقع، بعد أن جعلت «القبائل الماركسية اللينينية» البلاد قاعاً صفصفاً في حروبهم العبثية، واستخدام صواريخ «سام» في معارك تناحر الرفاق التي لم تخمد إلا بالفرار لأحضان نظام أكثر تخلفاً سرعان ما تبخر في عواصف الولاء الطائفي المتمدد الذي عصف باستقرار المنطقة.
تتأمل في أحوال دول ترقد على ثروات هائلة، وقدمت قوافل ضخمة من الشهداء ليرحل عنها المستعمر، وإذا بها وبعد 70 عاماً من رحيله تعض أصابع الندم، لا تزال متمسكة بلغته، مضطربة الهوية بعد أن تفرغ «أبطال التحرير» للنهب واقتسام الغنائم والمكاسب، وتركوا مواطنيهم للفقر، بعد أن استعصى الوصول لشربة ماء نقية، وأصبح البحث عن كسرة الخبز في سلة الغذاء عزيز المنال، والبنى التحتية من بقايا المستعمر المطرود.
أفعال المتاجرين بالشعارات بحق أوطانهم من القسوة والألم بحيث يصعب تصورها، وهم يستبيحون آدمية وكرامة مواطنيهم، تحت شعارات ما أنزل الله بها من سلطان. كانوا يعلقون فشلهم وخيباتهم على المستعمر الذي كان أرحم منهم على شعوبهم، شاؤوا أم أبوا، ولكنه الواقع المشهود أمام أنظارنا ولا تستطيع التقارير البراقة أن تخفي الوجه القبيح لتلك الإخفاقات الناجمة عن غياب أي مشروع تنموي حقيقي، مجرد شعارات في الهواء لا تسد رمق ملايين الأفواه الجائعة، أو تصنع حياة كريمة لآلاف الشباب المحبطين الذين وجدوا أنفسهم أسرى الإحباط واليأس، أو ركوب قوارب الموت لعبور البحر باتجاه بلدان المستعمر الذي كان.