أحدث الأخبار
  • 08:50 . الذكاء الاصطناعي في مجمع الفقه... المزيد
  • 07:26 . الإمارات ترحب بإعلان ترامب رفع العقوبات عن سوريا... المزيد
  • 05:55 . ترامب يصل الدوحة في ثاني جولاته الخليجية... المزيد
  • 01:18 . البيت الأبيض: ترامب يدعو الشرع للانضمام إلى اتفاقيات "التطبيع مع إسرائيل"... المزيد
  • 01:16 . ترامب يجتمع مع الشرع في الرياض بحضور ولي العهد السعودي وأردوغان عبر تقنية الفيديو... المزيد
  • 01:03 . تحذير من التعامل مع مكاتب غير مرخصة لاستقدام العمالة المساعدة... المزيد
  • 12:42 . الاحتلال الإسرائيلي يصدر تحذيرا بإخلاء ثلاثة موانئ غربي اليمن... المزيد
  • 12:38 . ولي العهد السعودي يفتتح القمة الخليجية الأميركية بالرياض... المزيد
  • 12:38 . عقوبات أمريكية على شركات نقل نفط إيراني للصين تزامناً مع زيارة ترامب للخليج... المزيد
  • 12:15 . عبدالله بن زايد يجري مباحثات حول غزة مع نائب عباس في أبوظبي... المزيد
  • 10:53 . رئيس الدولة يغيب عن اجتماع قادة الخليج وترامب في الرياض... المزيد
  • 10:44 . "رويترز": الهدنة مع الحوثيين أعقبت معلومات أمريكية عن سعي الجماعة إلى مخرج... المزيد
  • 10:36 . زلزال في اليونان يهز مصر وتركيا دون تسجيل أضرار... المزيد
  • 12:52 . ترامب يلتقي الشرع اليوم بالرياض ويقرر رفع العقوبات عن سوريا... المزيد
  • 09:50 . صحّ النوم يا أستاذ... المزيد
  • 06:44 . بـ600 مليار دولار.. ترامب وولي عهد السعودية يوقعان وثيقة شراكة استراتيجية... المزيد

بين الوهم والحقيقة .. المسافة

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 04-10-2018

ليس هناك حقيقة محددة وثابتة يمكن أن تصف شخصاً ما، فالإنسان مجموعة حقائق أو مجموعة وجوه قد يناقض بعضها بعضاً، ليس هناك خير بحت ولا شر مجرد، وليس هناك من هم بصفات الملائكة، كما أنه لا يوجد من لا يخفي الكثير من الحقائق عن أقرب المقربين، هناك دائماً وجوه متعددة للشخص أو الأشخاص الذين نعرفهم أو نتعامل معهم أو يمرون بنا في حياتنا، لذلك فهناك فرق بين ما نعتقد أنه حقيقة وبين الحقيقة فعلاً، وهو أمر لا يكاد ينكره أحد حتى وإن وجد فيه البعض أمراً مفاجئا! 

 لذلك فليس عجيباً أن يعيش بعضنا حياة كاملة متوهماً أشياء ومتبنياً أفكاراً وتصورات حول الأشخاص المقربين منه أو الأفكار وحتى الأمكنة أحياناً، حيث يظن أن ما يراه أو يعرفه هو حقائق مطلقة كما يراها بعينيه، وبالتالي يتحدث عنها ويدافع عنها ويحملها في داخله كحقائق لا تقبل الجدل، يحمل لها الكثير من التبجيل دون أن يفكر أبداً في مراجعة قناعاته هذه أو إخضاعها للتمحيص والمساءلة! 

إن هناك مسافة كبيرة بين ما نراه ونؤمن به، وبين الحقيقة.سنجد ذلك جلياً حين نتحدث عن السعادة مثلًا، أو عن البيوت الأولى التي سكناها في طفولتنا، وعن المدرسة والحي وساحة اللعب، وعن أقاربنا وأصدقائنا وحتى عن أبنائنا. 

 في طفولتنا، نرى مدرستنا كبيرة جداً ذات طوابق عالية وسور بلا نهاية وبوابة ضخمة تتسع لدخول كل الطلاب الصغار دفعة واحدة، بيتنا أيضاً نتحدث عنه على أنه كان كبيراً وجميلاً ومختلفاً، لكن الحقيقة هي أن المدرسة صغيرة وعادية والبيت في منتهى التواضع، نحن نؤمن بأفكار ونحتفظ بتصورات ذهنية نصدقها ونحملها في داخلنا زمناً طويلاً دون أن نفكر في التثبت منها. 

 حين مررت على مدرستي الابتدائية التي درست فيها، وجدتها صغيرة جداً وبوابتها حديدية متواضعة، بينما بقيت عمراً كاملاً أتصورها كبيرة إلى درجة أننا لم نكن نستطيع أن نقطعها بسهولة من أولها لآخرها في ذات النهار.وتلك المرأة التي كانت تبكي وهي تتحدث عن ابنها الذي تغير في تعامله معها بسبب زوجته التي استحوذت على اهتمامه وهداياه، بينما الحقيقة أن هذا الابن كان بخيلاً وأنانياً في تعامله مع والدته طيلة حياته، بحيث لم يقدم لها هدية بسيطة في أي يوم حتى عندما أصبح موظفاً، صورة الابن البار كانت صورة ذهنية في خيال الأم وليست حقيقية أبدا!