أحدث الأخبار
  • 11:10 . من البحر الأحمر إلى الإمارات.. كيف هزّ انقطاع الإنترنت الاقتصاد الرقمي؟... المزيد
  • 08:42 . الإمارات: الاعتداء الإسرائيلي السافر على قطر يجر المنطقة إلى مسارات خطيرة... المزيد
  • 06:06 . الاحتلال الإسرائيلي يستهدف مقار قادة حماس في العاصمة القطرية الدوحة... المزيد
  • 12:19 . وزيرا خارجية الكويت ومصر يبحثان العلاقات والتطورات الإقليمية... المزيد
  • 12:15 . إثيوبيا تدشّن سد النهضة الضخم وسط خلاف متجدد مع مصر والسودان... المزيد
  • 12:07 . خالد بن محمد بن زايد يؤكد أهمية مجموعة "بريكس" في دعم التنمية الدولية... المزيد
  • 11:31 . مئات العاملين السينمائيين يعلنون مقاطعة المؤسسات الإسرائيلية... المزيد
  • 11:27 . غارات إسرائيلية على مواقع سورية في حمص واللاذقية... المزيد
  • 11:15 . جيش الاحتلال الإسرائيلي يقر بمقتل ضابط وثلاثة جنود في غزة... المزيد
  • 11:06 . "التربية" تلزم بخطط دعم شاملة للطلبة وتقر ضوابط جديدة للإجازات المرضية الطويلة... المزيد
  • 11:05 . هجوم بمسيرة يستهدف "أسطول الصمود" قبالة سواحل تونس... المزيد
  • 07:33 . أبوظبي تواسي الاحتلال الإسرائيلي في قتلى عملية القدس... المزيد
  • 04:25 . الأبيض يواجه البحرين في آخر بروفة قبل الملحق الآسيوي المؤهل إلى المونديال... المزيد
  • 04:22 . "الإمارات للاتصالات" تعلن طرحاً ثانوياً بعد قرار "مبادلة" خفض حصتها... المزيد
  • 04:21 . عشرات الشهداء والجرحى بقصف مكثف على غزة وتدمير أكثر من 50 مبنى... المزيد
  • 04:15 . مقتل ستة إسرائيليين و15 مصابا في إطلاق نار بالقدس... المزيد

المتشبثون بهويتهم

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 18-10-2018

في مرحلة ما من عمرك تعتقد أنه من حقك أن تكون كما تريد، أو كما تحلم، وأن تعيش حياتك بالأسلوب الذي تظن أنه مناسب لك، وأنه يجدر بك أن تمضي أيامك بتلك الخفة والحرية التي تعينك على تحقيق ما حلمت وما تطلعت إليه، يشمل ذلك نوعية الأفكار والقناعات والتوجهات التي تملأ رأسك، وتنطلق منها في تعاملك مع خالقك، نفسك، أهلك، أصدقائك، ومع الآخرين والحياة كلها، مع السفر والكتب والموسيقى والسينما والطعام، ونمط الثياب والأزياء التي ترتديها، ونوعية القهوة التي تعدل مزاجك، وتعالج بها صداع رأسك، كل ذلك من حقك طالما كنت قادراً على تحمل استحقاقات هذه الحرية!

 ليس لأحد أن يعترض على أصدقائك، أو فرع الدراسة التي اخترتها، أو على جنسية أصدقائك، أو موضة بنطالك، أو كمية السكر في فنجان القهوة خاصتك، أو روايات الجريمة التي تدمن قراءتها، بينما أنت تتجاوز سن الشباب بسنوات وتبدو ناضجاً بما يكفي لأن تتجه - حسب رأي الآخرين - لقراءات نوعية ككتب التاريخ والاقتصاد، أو روايات نجيب محفوظ وغارسيا ماركيز، بينما تعتقد أنت أن ذائقة الكتب التي تفضلها تخصك وحدك، فأنت تقرأ هذه الكتب لأنها تروقك، وتحقق لك توازناً ومتعة من نوع ما، ثم نقطة على السطر!!

 مثل هذه التفاصيل التي لا يصح أن يتدخل فيها الآخرون، أو يقال عنها صغيرة، أو غير ذات أهمية طالما أنها تصنع الفرق في حياتنا، وتشكل فارقاً حقيقياً في توازننا ودرجة ثقتنا بأنفسنا، فنحن إن لم نتعلم باكراً كيف نختار ما يحدد تضاريس شخصيتنا، وكل الجهات الأصلية والفرعية التي تأخذنا إلى فضاءاتها ومتاهاتها لنتعرف إلى أنفسنا، وإلى قدرتنا على الاختيار وطرح الأسئلة والبحث عن الإجابات، إن لم نتدرب على ذلك منذ طفولتنا وبعيداً عن الوصاية المرهقة والرقابة اللصيقة وتعليمات (افعل ولا تفعل)، فإننا يقيناً لن نتعرف إلى إمكانياتنا وحدودنا، ولن نعي هويتنا الفعلية التي سننطلق بها للعالم ونحن نتعامل معه، ونسافر إليه ونتناول طعامنا معه، ونقرأ كتبه، ونشتري منه ونتحدث لغته! 

 يدمن الكبار، بكل المعاني التي يحيل إليها وصف الكبار، ممارسة لعبة تأطيرنا، وتحديد الصورة التي يجب أن نكونها ونظهر بها أمام الآخرين، لأنها الصورة التي تروقهم وتناسبهم وتريح قناعاتهم، ثم ماذا؟ ماذا عنا؟ عن هذه الفتاة أو هذا الشاب الصغير الذي يبحث عن هويته الخاصة، ليست تلك التي تحددها البطاقة المدنية، ولكن التي تتفق مع خريطته الروحية والذهنية بعيداً عما يروق الآخرين؟؟