أحدث الأخبار
  • 08:50 . الذكاء الاصطناعي في مجمع الفقه... المزيد
  • 07:26 . الإمارات ترحب بإعلان ترامب رفع العقوبات عن سوريا... المزيد
  • 05:55 . ترامب يصل الدوحة في ثاني جولاته الخليجية... المزيد
  • 01:18 . البيت الأبيض: ترامب يدعو الشرع للانضمام إلى اتفاقيات "التطبيع مع إسرائيل"... المزيد
  • 01:16 . ترامب يجتمع مع الشرع في الرياض بحضور ولي العهد السعودي وأردوغان عبر تقنية الفيديو... المزيد
  • 01:03 . تحذير من التعامل مع مكاتب غير مرخصة لاستقدام العمالة المساعدة... المزيد
  • 12:42 . الاحتلال الإسرائيلي يصدر تحذيرا بإخلاء ثلاثة موانئ غربي اليمن... المزيد
  • 12:38 . ولي العهد السعودي يفتتح القمة الخليجية الأميركية بالرياض... المزيد
  • 12:38 . عقوبات أمريكية على شركات نقل نفط إيراني للصين تزامناً مع زيارة ترامب للخليج... المزيد
  • 12:15 . عبدالله بن زايد يجري مباحثات حول غزة مع نائب عباس في أبوظبي... المزيد
  • 10:53 . رئيس الدولة يغيب عن اجتماع قادة الخليج وترامب في الرياض... المزيد
  • 10:44 . "رويترز": الهدنة مع الحوثيين أعقبت معلومات أمريكية عن سعي الجماعة إلى مخرج... المزيد
  • 10:36 . زلزال في اليونان يهز مصر وتركيا دون تسجيل أضرار... المزيد
  • 12:52 . ترامب يلتقي الشرع اليوم بالرياض ويقرر رفع العقوبات عن سوريا... المزيد
  • 09:50 . صحّ النوم يا أستاذ... المزيد
  • 06:44 . بـ600 مليار دولار.. ترامب وولي عهد السعودية يوقعان وثيقة شراكة استراتيجية... المزيد

المتشبثون بهويتهم

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 18-10-2018

في مرحلة ما من عمرك تعتقد أنه من حقك أن تكون كما تريد، أو كما تحلم، وأن تعيش حياتك بالأسلوب الذي تظن أنه مناسب لك، وأنه يجدر بك أن تمضي أيامك بتلك الخفة والحرية التي تعينك على تحقيق ما حلمت وما تطلعت إليه، يشمل ذلك نوعية الأفكار والقناعات والتوجهات التي تملأ رأسك، وتنطلق منها في تعاملك مع خالقك، نفسك، أهلك، أصدقائك، ومع الآخرين والحياة كلها، مع السفر والكتب والموسيقى والسينما والطعام، ونمط الثياب والأزياء التي ترتديها، ونوعية القهوة التي تعدل مزاجك، وتعالج بها صداع رأسك، كل ذلك من حقك طالما كنت قادراً على تحمل استحقاقات هذه الحرية!

 ليس لأحد أن يعترض على أصدقائك، أو فرع الدراسة التي اخترتها، أو على جنسية أصدقائك، أو موضة بنطالك، أو كمية السكر في فنجان القهوة خاصتك، أو روايات الجريمة التي تدمن قراءتها، بينما أنت تتجاوز سن الشباب بسنوات وتبدو ناضجاً بما يكفي لأن تتجه - حسب رأي الآخرين - لقراءات نوعية ككتب التاريخ والاقتصاد، أو روايات نجيب محفوظ وغارسيا ماركيز، بينما تعتقد أنت أن ذائقة الكتب التي تفضلها تخصك وحدك، فأنت تقرأ هذه الكتب لأنها تروقك، وتحقق لك توازناً ومتعة من نوع ما، ثم نقطة على السطر!!

 مثل هذه التفاصيل التي لا يصح أن يتدخل فيها الآخرون، أو يقال عنها صغيرة، أو غير ذات أهمية طالما أنها تصنع الفرق في حياتنا، وتشكل فارقاً حقيقياً في توازننا ودرجة ثقتنا بأنفسنا، فنحن إن لم نتعلم باكراً كيف نختار ما يحدد تضاريس شخصيتنا، وكل الجهات الأصلية والفرعية التي تأخذنا إلى فضاءاتها ومتاهاتها لنتعرف إلى أنفسنا، وإلى قدرتنا على الاختيار وطرح الأسئلة والبحث عن الإجابات، إن لم نتدرب على ذلك منذ طفولتنا وبعيداً عن الوصاية المرهقة والرقابة اللصيقة وتعليمات (افعل ولا تفعل)، فإننا يقيناً لن نتعرف إلى إمكانياتنا وحدودنا، ولن نعي هويتنا الفعلية التي سننطلق بها للعالم ونحن نتعامل معه، ونسافر إليه ونتناول طعامنا معه، ونقرأ كتبه، ونشتري منه ونتحدث لغته! 

 يدمن الكبار، بكل المعاني التي يحيل إليها وصف الكبار، ممارسة لعبة تأطيرنا، وتحديد الصورة التي يجب أن نكونها ونظهر بها أمام الآخرين، لأنها الصورة التي تروقهم وتناسبهم وتريح قناعاتهم، ثم ماذا؟ ماذا عنا؟ عن هذه الفتاة أو هذا الشاب الصغير الذي يبحث عن هويته الخاصة، ليست تلك التي تحددها البطاقة المدنية، ولكن التي تتفق مع خريطته الروحية والذهنية بعيداً عما يروق الآخرين؟؟