أحدث الأخبار
  • 01:30 . وسط تصاعد الخلافات الإقليمية.. محمد بن سلمان يلتقي طحنون بن زايد في جدة... المزيد
  • 01:29 . رغم مأساة أهل غزة .. زعيم المعارضة لدى الاحتلال يزور أبوظبي لبحث "ملف الأسرى"... المزيد
  • 12:07 . الإمارات "تدين بشدةٍ" دعوات الاحتلال فرض السيطرة على الضفة وتصفه بالتصعيد الخطير... المزيد
  • 12:03 . حدث أمني في خان يونس وهبوط مروحيات للإحتلال في موقع الحدث... المزيد
  • 12:02 . حماس: نبحث مع الفصائل عرضا قدّمه الوسطاء لوقف النار بغزة... المزيد
  • 12:00 . وزير الدفاع السعودي يبحث خفض التصعيد مع ترامب وطهران... المزيد
  • 11:55 . سوريا تطلق هوية بصرية جديدة.. ما الرسائل التي تحملها؟... المزيد
  • 08:02 . الكشف عن تحويلات قادمة من الإمارات في واحدة من أكبر قضايا غسيل الأموال بكندا... المزيد
  • 01:13 . "الأرصاد": ارتفاع في درجات الحرارة والرطوبة خلال يوليو وتأثيرات جوية متقلبة... المزيد
  • 11:31 . اتفاقيات استراتيجية بين شركات سعودية وإندونيسية بـ27 مليار دولار... المزيد
  • 11:25 . محمد بن زايد ورئيس وزراء اليونان يبحثان التطورات الإقليمية وسبل تعزيز الأمن والسلام... المزيد
  • 11:23 . "الأوراق المالية" تحذر من التعامل مع شركات وهمية... المزيد
  • 11:21 . "التربية": لا استثناءات للسفر أو المرض المؤقت يمنحان الطالب حق أداء الاختبارات "عن بعد"... المزيد
  • 11:16 . تحقيق: متعاقدون أميركيون يطلقون النار ويستخدمون قنابل صوتية ضد فلسطينيين خلال توزيع مساعدات بغزة... المزيد
  • 11:09 . إعلام عبري: السعودية تدخلت لإسقاط مسيّرات وصواريخ إيرانية كانت في طريقها نحو "إسرائيل"... المزيد
  • 11:36 . الرئيس الإيراني يقر بدء تنفيذ قانون تعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية... المزيد

إيران والعقوبات الأميركية

الكـاتب : محمد العسومي
تاريخ الخبر: 08-11-2018

صحيفة الاتحاد - إيران والعقوبات الأميركية

في الأسبوع الماضي، ومع اقتراب موعد تطبيق الحزمة الثانية من العقوبات الأميركية على إيران، والتي تشمل أساساً قطاعي الطاقة والبنوك، بدأت أسعار النفط في الانحدار لتنخفض من 80 دولاراً للبرميل إلى 72.5 دولار، أي بنسبة انخفاض بلغت 9%، وذلك برغم توازن العرض والطلب، مما أثار الاستغراب لدى المحللين. إلا أن هذه الغرابة سرعان ما تبددت مع إعلان الإدارة الأميركية نهاية الأسبوع أنها استثنت 8 دول من هذه العقوبات بصورة مؤقتة! وهذه الدول المستثناة من العقوبات هي المستورد الأساسي للنفط الإيراني، إذ تستورد ما يقارب 70% من صادرات النفط الإيرانية، مما يعني باختصار أن لا عقوبات صارمة على صادرات النفط من الناحية العملية. رد الفعل الإيراني جاء سريعاً، حيث قال الرئيس الإيراني روحاني إن بلاده سوف تخرق هذه العقوبات.
والغريب أن تلك الإعفاءات جاءت بعد أن أعلنت سبع من الدول المشمولة بالاستثناء التزامها بالعقوبات الأميركية، فاليابان وكوريا الجنوبية خفضتا كثيراً من وارداتهما من النفط الإيراني وذلك عبر استبداله بإمدادات أخرى بكل سهولة، كما أن شركات تكرير النفط الهندية قامت بدورها بتخفيض وارداتها من إيران، بل إنه حتى بعض الدول من خارج مجموعة الثماني المستثناة، كروسيا، اتخذت إجراءات عملية لوقف التعامل مع إيران في مجال الطاقة، حيث أعلنت شركة «زاروبيج نفت» الروسية المملوكة للدولة الروسية على سبيل المثال أنها قررت الانسحاب من مشروعين لتطوير حقول نفطية إيرانية بتكلفة 674 مليون دولار. كما أن العراق الذي يصنف حليفاً سياسياً لإيران، قال إنه يستعد لإيقاف صادرات نفط كركوك لإيران بسبب العقوبات الأميركية.
وحدهما الهند وتركيا طلبتا بصورة رسمية استثناءهما من العقوبات، ومع ذلك قررت شركاتهما الالتزام بهذه العقوبات، فشركة «أفيسي بترول» التركية قررت الامتناع عن تزويد الطائرات الإيرانية بالوقود من مطار اسطنبول، وقبل ذلك التزمت شركات الاتحاد الأوروبي بالعقوبات، فانسحبت الواحدة منها تلو الأخرى من السوق الإيراني، مما يعني أن لا أحد في العالم يبدو مستعداً للتضحية بمصالحه من أجل دولة مارقة.
ربما ترمي تلك الاستثناءات الأميركية المفاجئة إلى إعطاء فسحة للنظام الإيراني لإعادة النظر في مواقفه، فالعقوبات تهدف أساساً إلى وقف دعم إيران للمنظمات الإرهابية، وإنهاء تدخلاتها في شؤون الدول الأخرى، ووقف العمليات الإرهابية لنظام الملالي، وكان آخرها في الدنمارك التي سحبت سفيرها من طهران الأسبوع الماضي.
هذا مع العلم بأن استثناء أهم مستوردي النفط الإيراني فتح نافذة ليتنفس منها نظام طهران ومنحه فترة للتأمل واتخاذ قراره؛ إما للتصعيد أو لمراجعة مواقفه السابقة ووقف التصادم مع المجتمع الدولي.
فهل يفتح ذلك المجالَ للمساومات، على اعتبار أن التبرير الذي قدمته الإدارة الأميركية لهذه الاستثناءات قام على حجج ضعيفة، حيث قالت إن ذلك سيكون بصورة مؤقتة إلى حين توازن سوق النفط؟!
الحقيقة أن سوق النفط متوازن إلى حد بعيد، وذلك بعد أن رفعت كلٌ من روسيا والسعودية إنتاجهما النفطي ليتخطى 11 مليون برميل يومياً لكل منهما، اللهم إلا إذا كان مقصود الإدارة هو «توازن المتوازن»، على طريقة «نفي النفي» في العلوم الفلسفية!
بالتأكيد هناك عقوبات أخرى ستكون مؤثرة ومؤلمة، إلا أنها لن تكون قاصمة لظهر النظام، كوقف تعاملات إيران وشركاتها من خلال نظام «سويفت» الدولي للتحويلات المالية، ووقف الاستثمارات الأجنبية، بما فيها النفطية وبناء السفن والنقل البحري، إلا أنها لا ترتقى إلى مستوى تأثيرات قطاع النفط الذي يشكل أكثر من 60% من صادرات إيران ونحو 40% من عائداتها الحكومية.
لكن إلى أي مدى زمني ستكون هذه الاستثناءات «مؤقتة»؟ وهل هناك بدائل لم يعلن عنها حتى الآن؟ كل ذلك سيتضح قريباً، وسيجد له انعكاسات خطيرة على مجمل الأوضاع في المنطقة.