أحدث الأخبار
  • 01:30 . وسط تصاعد الخلافات الإقليمية.. محمد بن سلمان يلتقي طحنون بن زايد في جدة... المزيد
  • 01:29 . رغم مأساة أهل غزة .. زعيم المعارضة لدى الاحتلال يزور أبوظبي لبحث "ملف الأسرى"... المزيد
  • 12:07 . الإمارات "تدين بشدةٍ" دعوات الاحتلال فرض السيطرة على الضفة وتصفه بالتصعيد الخطير... المزيد
  • 12:03 . حدث أمني في خان يونس وهبوط مروحيات للإحتلال في موقع الحدث... المزيد
  • 12:02 . حماس: نبحث مع الفصائل عرضا قدّمه الوسطاء لوقف النار بغزة... المزيد
  • 12:00 . وزير الدفاع السعودي يبحث خفض التصعيد مع ترامب وطهران... المزيد
  • 11:55 . سوريا تطلق هوية بصرية جديدة.. ما الرسائل التي تحملها؟... المزيد
  • 08:02 . الكشف عن تحويلات قادمة من الإمارات في واحدة من أكبر قضايا غسيل الأموال بكندا... المزيد
  • 01:13 . "الأرصاد": ارتفاع في درجات الحرارة والرطوبة خلال يوليو وتأثيرات جوية متقلبة... المزيد
  • 11:31 . اتفاقيات استراتيجية بين شركات سعودية وإندونيسية بـ27 مليار دولار... المزيد
  • 11:25 . محمد بن زايد ورئيس وزراء اليونان يبحثان التطورات الإقليمية وسبل تعزيز الأمن والسلام... المزيد
  • 11:23 . "الأوراق المالية" تحذر من التعامل مع شركات وهمية... المزيد
  • 11:21 . "التربية": لا استثناءات للسفر أو المرض المؤقت يمنحان الطالب حق أداء الاختبارات "عن بعد"... المزيد
  • 11:16 . تحقيق: متعاقدون أميركيون يطلقون النار ويستخدمون قنابل صوتية ضد فلسطينيين خلال توزيع مساعدات بغزة... المزيد
  • 11:09 . إعلام عبري: السعودية تدخلت لإسقاط مسيّرات وصواريخ إيرانية كانت في طريقها نحو "إسرائيل"... المزيد
  • 11:36 . الرئيس الإيراني يقر بدء تنفيذ قانون تعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية... المزيد

ذاكرة ملونة.. أم معطوبة؟

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 10-11-2018

للمصابين بالحنين ذاكرة ملونة وذات ضجيج على الدوام، الصور فيها متحركة، الشخوص جميلون والألوان تحتفظ بطزاجتها كزهور عباد الشمس في الحقول الندية، إنهم لا ينسون لون ثيابهم التي لبسوها في أعياد طفولتهم ولا ألوان ثياب أمهاتهم والبنات الصغيرات اللواتي لعبن معهم، إنهم يحتفظون بذاكرة روائح قوية تذكر ببطل رواية «العطر».

 كما أنهم جيدون في علم الهندسة، لذلك فهم يتذكرون جيداً مساحات الغرف التي سكنوها في تلك السنين البعيدة، ومساحة فناء المدرسة الابتدائية والساحة المتربة التي طالما تعثروا فيها بأقدام حافية، هؤلاء ليسوا مرضى، لكنهم مغروسون في الماضي بقوة، وهم رومانسيون أو مثاليون أكثر مما يحتمله الواقع، وهي ميزات ربما، لكنها ليست تهماً أو ضلالات كما قد يفهم البعض! 

 هؤلاء يعذبهم الحنين أحياناً وقد يبكيهم أيضاً، ذلك ليس سيئاً على أي حال، فالأوفياء الذين يبكون أصبحوا قلة لكثرة ما صار الناس ينسون ولا يبالون، ولكثرة ما يتراكم عليهم خلال نهار واحد أو شهر مثلاً، فيجدون لكثرة الأشياء التي يشترونها أو الأشخاص الذين يقابلونهم والأمكنة والكلام والسلع والمشاهد والقضايا والصور التي تتوالى عليهم، يجدون أنهم مزدحمون ومتعبون ولا وقت لديهم ولا مزاج لهم، ولكن من دون أن يعلموا لماذا وكيف وأين ذهب الوقت ومن قابلوا وماذا قالوا اليوم والبارحة والأسبوع الماضي؟ 

 وتسأل أحدهم: هل تتذكر الكلام الذي قلناه على الغداء منذ أسبوع؟ يبتسم بسخرية، ويقول: لا أظنني أتذكر ماذا تغديت البارحة؟! ألا يبدو الأمر مخيفاً حين يتعلق الأمر بأناس ما زالوا شباباً وأمامهم عمر طويل ليصابوا بعطب الذاكرة؟! 

 الناس هذه الأيام لن تراكم ذاكرة للآتي من الأيام، الهواتف النقالة والشرائح المضغوطة ومواقع التواصل تقوم بذلك نيابة عنهم، تحفظ الصور، تحفظ أرقام الأهل والأصدقاء، تذكرهم بتواريخ أعياد ميلاد أبنائهم وأحبتهم، ويرن المنبه ليوقظهم صباحاً وليذكرهم بالاجتماعات والمواعيد والفواتير المستحقة الدفع، ماذا تفعل الذاكرة التي في القلب والعقل؟المصابون بالتعلق بطقوسهم الخاصة التي كانوا يمارسونها صغاراً أو في سنوات مراهقتهم وشبابهم المبكر، يختلفون عن هؤلاء، لكنهم ينزعجون تماماً حين يكتشفون أنهم تركوا إحدى عاداتهم القديمة أو أحد طقوسهم الثابتة، هؤلاء ينسون أن الإنسان يكبر ويتغير، وتتغير اهتماماته وعاداته وتطرأ على الحياة أمور ومتغيرات تجبره على ذلك، كمن يفتقد الكتابة بالقلم مثلاً أو الاستماع للمذياع أو تناول الغداء في الثانية ظهراً أو استخدام التلفون الأرضي (بو قرص)! الحياة تتغير والذاكرة ترشح بما تحمل.

ذاكرة ملونة.. أم معطوبة؟ - البيان