أحدث الأخبار
  • 01:06 . قطر تنفي تلقيها بلاغاً مسبقاً بشأن الهجوم الإسرائيلي... المزيد
  • 11:10 . من البحر الأحمر إلى الإمارات.. كيف هزّ انقطاع الإنترنت الاقتصاد الرقمي؟... المزيد
  • 08:42 . الإمارات: الاعتداء الإسرائيلي السافر على قطر يجر المنطقة إلى مسارات خطيرة... المزيد
  • 06:06 . الاحتلال الإسرائيلي يستهدف مقار قادة حماس في العاصمة القطرية الدوحة... المزيد
  • 12:19 . وزيرا خارجية الكويت ومصر يبحثان العلاقات والتطورات الإقليمية... المزيد
  • 12:15 . إثيوبيا تدشّن سد النهضة الضخم وسط خلاف متجدد مع مصر والسودان... المزيد
  • 12:07 . خالد بن محمد بن زايد يؤكد أهمية مجموعة "بريكس" في دعم التنمية الدولية... المزيد
  • 11:31 . مئات العاملين السينمائيين يعلنون مقاطعة المؤسسات الإسرائيلية... المزيد
  • 11:27 . غارات إسرائيلية على مواقع سورية في حمص واللاذقية... المزيد
  • 11:15 . جيش الاحتلال الإسرائيلي يقر بمقتل ضابط وثلاثة جنود في غزة... المزيد
  • 11:06 . "التربية" تلزم بخطط دعم شاملة للطلبة وتقر ضوابط جديدة للإجازات المرضية الطويلة... المزيد
  • 11:05 . هجوم بمسيرة يستهدف "أسطول الصمود" قبالة سواحل تونس... المزيد
  • 07:33 . أبوظبي تواسي الاحتلال الإسرائيلي في قتلى عملية القدس... المزيد
  • 04:25 . الأبيض يواجه البحرين في آخر بروفة قبل الملحق الآسيوي المؤهل إلى المونديال... المزيد
  • 04:22 . "الإمارات للاتصالات" تعلن طرحاً ثانوياً بعد قرار "مبادلة" خفض حصتها... المزيد
  • 04:21 . عشرات الشهداء والجرحى بقصف مكثف على غزة وتدمير أكثر من 50 مبنى... المزيد

إرهاب القراء!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 18-11-2018

أورد مؤلف كتاب «هكذا تكلم القارئ»، حكاية صديقه الذي كان يذهب لشراء الكتب خفية عن أعين أصحابه الذين يجتمع معهم باستمرار، فيتداولون عناوين كتب قرؤوها، وأسماء مؤلفين كبار، أو كما يصفونهم «كلاسيكيين»، يجب على كل مثقف أو قارئ كُتب، أن يكون قد قرأ نتاجهم كله، أو بعضاً منه على الأقل، وإلا، فإنه لم يقرأ شيئاً، ودعونا نستنتج بعضاً من هذه الأسماء «الكلاسيكية»، التي ربما أوقعنا عدم قراءتنا لهم في براثن اتهام بالجهل أو الغفلة، ربما أو عدم تقدير ما يجب أن يقدَّر (أبرز هؤلاء: تولستوي، ديستويفسكي، ديكنز، هوغو، بروست، غوركي، تشيكوف، ماركيز، محفوظ، معلوف... إلخ)، إن عليك أيها القارئ أن تكون قد ختمت رواياتهم، كي يمنحك النقاد وأوصياء القراءة شهادة «قارئ» حقيقي!الصديق الذي كان يذهب متخفياً إلى المكتبات، وعندما يتأكد أن لا أحد ممن يعرف من القراء الكبار في طريقه لأية مكتبة، يحمل أكياساً قماشية لا تظهر محتوياتها للعيان، بعكس الأكياس البلاستيكية أو الشفافة، فينتقي تلك العناوين التي سمع أصحابه يذكرونها في جلساتهم، فيدّعي أنه قرأ مثلهم، وأنه يعرفها كما يعرفونها هم، خوفاً من تلك التهمة، إلى أن جعله سوء حظه ذات يوم، يلتقي أحدهم فيكتشف ما كان يخفي من كتب في أكياسه تلك، منتزعاً منه سره الذي اجتهد في إخفائه عنهم! 

 هذه الإشكالية لا تنحصر في ظاهرها الذي قد نحسبه بسيطاً أو تافهاً، ولا يستحق مجرد التوقف عنده، في الحقيقة، ينطوي الأمر على استخدام الأسماء الكبيرة للكُتاب التاريخيين، كسيف يسلط أحياناً على خيارات وتوجهات القراءة، فحين لا تعجبك رواية لديستويفسكي مثلاً، أو ربيع جابر، أو نجيب محفوظ، ومن ثم تورد أدلتك وبراهينك على ما ذهبت إليه بعد قراءة متمعنة للكتاب، ومن ثم تتجرأ وتعلن رأيك ذاك على الملأ، فثق بأن هجوماً كاسحاً سوف يُشن عليك بسبب ذلك الرأي، وستخرج في النهاية خاسراً أمام القراء الذين يعتنون بأصنامهم من الكُتاب، وأمام النقاد الذين لا يفعلون شيئاً أكثر من تكريس الأسماء التقليدية، ودفع القراء للنظر إليهم باعتبارهم ذواتاً مبدعة حد العصمة، بحيث لا ينطقون عن الهوى أبداً، وبالتالي، فاحذر، يقولون لك مباشرة وضمناً، من أن تتطاول على آلهة الأدب! 

 لقد انتقد الغرب كل شيء، بدءاً بالكنيسة وانتهاء بالأفكار العظمى والسرديات الكبيرة، بما فيهم ديستويفسكي، الذين كان لا يتورع عن حشو رواياته بأمور لا ضرورة لها، ابتغاء لمضاعفة سعر الرواية.

إرهاب القراء! - البيان