أحدث الأخبار
  • 01:18 . البيت الأبيض: ترامب يدعو الشرع للانضمام إلى اتفاقيات "التطبيع مع إسرائيل"... المزيد
  • 01:16 . ترامب يجتمع مع الشرع في الرياض بحضور ولي العهد السعودي وأردوغان عبر تقنية الفيديو... المزيد
  • 01:03 . تحذير من التعامل مع مكاتب غير مرخصة لاستقدام العمالة المساعدة... المزيد
  • 12:42 . الاحتلال الإسرائيلي يصدر تحذيرا بإخلاء ثلاثة موانئ غربي اليمن... المزيد
  • 12:38 . ولي العهد السعودي يفتتح القمة الخليجية الأميركية بالرياض... المزيد
  • 12:38 . عقوبات أمريكية على شركات نقل نفط إيراني للصين تزامناً مع زيارة ترامب للخليج... المزيد
  • 12:15 . عبدالله بن زايد يجري مباحثات حول غزة مع نائب عباس في أبوظبي... المزيد
  • 10:53 . رئيس الدولة يغيب عن اجتماع قادة الخليج وترامب في الرياض... المزيد
  • 10:44 . "رويترز": الهدنة مع الحوثيين أعقبت معلومات أمريكية عن سعي الجماعة إلى مخرج... المزيد
  • 10:36 . زلزال في اليونان يهز مصر وتركيا دون تسجيل أضرار... المزيد
  • 12:52 . ترامب يلتقي الشرع اليوم بالرياض ويقرر رفع العقوبات عن سوريا... المزيد
  • 09:50 . صحّ النوم يا أستاذ... المزيد
  • 06:44 . بـ600 مليار دولار.. ترامب وولي عهد السعودية يوقعان وثيقة شراكة استراتيجية... المزيد
  • 05:12 . الجيش الأميركي يستبدل قاذفات بالمحيط الهندي بعد الاتفاق مع الحوثيين... المزيد
  • 04:54 . ليبيا.. الدبيبة يعلن بسط الأمن في طرابلس عقب اشتباكات مسلحة... المزيد
  • 04:43 . أكاديميون يدعون لدمج الذكاء الاصطناعي في التعليم مع ضوابط أخلاقية... المزيد

إرهاب القراء!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 18-11-2018

أورد مؤلف كتاب «هكذا تكلم القارئ»، حكاية صديقه الذي كان يذهب لشراء الكتب خفية عن أعين أصحابه الذين يجتمع معهم باستمرار، فيتداولون عناوين كتب قرؤوها، وأسماء مؤلفين كبار، أو كما يصفونهم «كلاسيكيين»، يجب على كل مثقف أو قارئ كُتب، أن يكون قد قرأ نتاجهم كله، أو بعضاً منه على الأقل، وإلا، فإنه لم يقرأ شيئاً، ودعونا نستنتج بعضاً من هذه الأسماء «الكلاسيكية»، التي ربما أوقعنا عدم قراءتنا لهم في براثن اتهام بالجهل أو الغفلة، ربما أو عدم تقدير ما يجب أن يقدَّر (أبرز هؤلاء: تولستوي، ديستويفسكي، ديكنز، هوغو، بروست، غوركي، تشيكوف، ماركيز، محفوظ، معلوف... إلخ)، إن عليك أيها القارئ أن تكون قد ختمت رواياتهم، كي يمنحك النقاد وأوصياء القراءة شهادة «قارئ» حقيقي!الصديق الذي كان يذهب متخفياً إلى المكتبات، وعندما يتأكد أن لا أحد ممن يعرف من القراء الكبار في طريقه لأية مكتبة، يحمل أكياساً قماشية لا تظهر محتوياتها للعيان، بعكس الأكياس البلاستيكية أو الشفافة، فينتقي تلك العناوين التي سمع أصحابه يذكرونها في جلساتهم، فيدّعي أنه قرأ مثلهم، وأنه يعرفها كما يعرفونها هم، خوفاً من تلك التهمة، إلى أن جعله سوء حظه ذات يوم، يلتقي أحدهم فيكتشف ما كان يخفي من كتب في أكياسه تلك، منتزعاً منه سره الذي اجتهد في إخفائه عنهم! 

 هذه الإشكالية لا تنحصر في ظاهرها الذي قد نحسبه بسيطاً أو تافهاً، ولا يستحق مجرد التوقف عنده، في الحقيقة، ينطوي الأمر على استخدام الأسماء الكبيرة للكُتاب التاريخيين، كسيف يسلط أحياناً على خيارات وتوجهات القراءة، فحين لا تعجبك رواية لديستويفسكي مثلاً، أو ربيع جابر، أو نجيب محفوظ، ومن ثم تورد أدلتك وبراهينك على ما ذهبت إليه بعد قراءة متمعنة للكتاب، ومن ثم تتجرأ وتعلن رأيك ذاك على الملأ، فثق بأن هجوماً كاسحاً سوف يُشن عليك بسبب ذلك الرأي، وستخرج في النهاية خاسراً أمام القراء الذين يعتنون بأصنامهم من الكُتاب، وأمام النقاد الذين لا يفعلون شيئاً أكثر من تكريس الأسماء التقليدية، ودفع القراء للنظر إليهم باعتبارهم ذواتاً مبدعة حد العصمة، بحيث لا ينطقون عن الهوى أبداً، وبالتالي، فاحذر، يقولون لك مباشرة وضمناً، من أن تتطاول على آلهة الأدب! 

 لقد انتقد الغرب كل شيء، بدءاً بالكنيسة وانتهاء بالأفكار العظمى والسرديات الكبيرة، بما فيهم ديستويفسكي، الذين كان لا يتورع عن حشو رواياته بأمور لا ضرورة لها، ابتغاء لمضاعفة سعر الرواية.

إرهاب القراء! - البيان