أحدث الأخبار
  • 01:06 . قطر تنفي تلقيها بلاغاً مسبقاً بشأن الهجوم الإسرائيلي... المزيد
  • 11:10 . من البحر الأحمر إلى الإمارات.. كيف هزّ انقطاع الإنترنت الاقتصاد الرقمي؟... المزيد
  • 08:42 . الإمارات: الاعتداء الإسرائيلي السافر على قطر يجر المنطقة إلى مسارات خطيرة... المزيد
  • 06:06 . الاحتلال الإسرائيلي يستهدف مقار قادة حماس في العاصمة القطرية الدوحة... المزيد
  • 12:19 . وزيرا خارجية الكويت ومصر يبحثان العلاقات والتطورات الإقليمية... المزيد
  • 12:15 . إثيوبيا تدشّن سد النهضة الضخم وسط خلاف متجدد مع مصر والسودان... المزيد
  • 12:07 . خالد بن محمد بن زايد يؤكد أهمية مجموعة "بريكس" في دعم التنمية الدولية... المزيد
  • 11:31 . مئات العاملين السينمائيين يعلنون مقاطعة المؤسسات الإسرائيلية... المزيد
  • 11:27 . غارات إسرائيلية على مواقع سورية في حمص واللاذقية... المزيد
  • 11:15 . جيش الاحتلال الإسرائيلي يقر بمقتل ضابط وثلاثة جنود في غزة... المزيد
  • 11:06 . "التربية" تلزم بخطط دعم شاملة للطلبة وتقر ضوابط جديدة للإجازات المرضية الطويلة... المزيد
  • 11:05 . هجوم بمسيرة يستهدف "أسطول الصمود" قبالة سواحل تونس... المزيد
  • 07:33 . أبوظبي تواسي الاحتلال الإسرائيلي في قتلى عملية القدس... المزيد
  • 04:25 . الأبيض يواجه البحرين في آخر بروفة قبل الملحق الآسيوي المؤهل إلى المونديال... المزيد
  • 04:22 . "الإمارات للاتصالات" تعلن طرحاً ثانوياً بعد قرار "مبادلة" خفض حصتها... المزيد
  • 04:21 . عشرات الشهداء والجرحى بقصف مكثف على غزة وتدمير أكثر من 50 مبنى... المزيد

حين نقف أمام مفترق حياة!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 02-12-2018

الذين يعتقدون، بشكل جازم، أن الحياة يمكن رسمها بالقلم والمسطرة وتوجيه مساراتها وأقدارها بالتخطيط لكل فعل وردة فعل، عليهم أن يراجعوا ملياً، وبشكل جدي، هذه القناعة؛ فبالرغم من دور التخطيط المسبق لتفاصيل مهمة في حياتنا مثل: (التخصص الدراسي، شريك الحياة والزواج، الوظيفة، مكان السكن والعمل و..)، فإن أحداثاً طارئة، لم نفكر فيها يوماً أو نخطط لها، يمكن أن تغيّر مسار حياتنا تماماً، وتذهب به إلى مصير لم يخطر لنا على بال! 

 في رواية «قطار الليل إلى لشبونة» التي كتبها الروائي والفيلسوف السويسري باسكال ميرسيه، تتغير حياة أستاذ اللغات القديمة في جامعة برن الدكتور رايموند بشكل دراماتيكي في صباح يوم ماطر شديد البرودة؛ فأثناء عبوره الجسر الموصل إلى مقر عمله يفاجأ بفتاة شابة تهم بإلقاء نفسها من فوق الجسر، يتدخل الأستاذ في لمح البصر لإنقاذها، ثم يصطحبها معه لقاعة الدرس من دون أن يدري على وجه الدقة: لماذا أو كيف ستسير الأمور بينهما في الساعات المقبلة!

 ينخرط الأستاذ مع طلبته بينما تغافله الفتاة متسللة من الفصل، وتاركة معطفها الأحمر وبه كتاب صغير ونادر أيضاً، بعد أن تختفي الفتاة يبدأ ريموند تعقب تفاصيل ما سيقرأه في ذلك الكتاب الذي يبدأ بهذه العبارة: «كل فعل بشري هو فعل ناقص بشكل متطرف، تعبير يائس ومثير للسخرية عن حياة داخلية مختبئة في أعماق لا يمكن تخيلها».

 يعرف لاحقاً أن الكتاب عبارة عن مذكرات بقلم الطبيب الثائر البرتغالي أماديو دو برادو، الذي كان قائداً بارزاً في حركة المقاومة البرتغالية ضد الديكتاتور البرتغالي أنطونيو سالازار، ومن خلال هذه المذكرات يطارد الأستاذ حيوات كل أولئك الشباب الثائرين الذين جاء ذكرهم فيها، وعاشوا تلك الحقبة بعلاقاتهم العائلية والعاطفية! 

 يستقل الأستاذ من دون تفكير قطاراً مسائياً إلى لشبونة لتتبع تلك التفاصيل التي وردت في الكتاب، فيتقاطع هناك مع من بقي من تلك المجموعة، أو ما بقي منهم بعد أن بلغوا من العمر عتياً.

 وبعد أن أحاط بكل الملابسات، وعرف تفاصيل العلاقات والحيوات التي عاشوها، وقابل من بقي منهم، وسمع أسراراً لم يبوحوها لبعضهم، قرر أن يضع النقطة الأخيرة في السطر الأخير ويعود إلى حياته وطلابه، وفي المحطة أمام القطار الذي سيقله إلى مدينة «برن» يقف مع سيدة رافقته خلال رحلة التتبع لينقل لها امتنانه للرحلة المعرفية التي اكتشف من خلالها معنى أن نعيش الحياة رغم مصاعبها وخياناتها ومواجهاتها، فذلك أفضل من الحياة الخاوية والمملة التي عاشها هو طوال حياته، والتي سيعود إليها.فماذا لو لم تعد؟ سألته المرأة فجأة، ليقف أمام السؤال كمن يقف أمام مفترق حياة!