06:44 . بـ600 مليار دولار.. ترامب وولي عهد السعودية يوقعان وثيقة شراكة استراتيجية... المزيد
05:12 . الجيش الأميركي يستبدل قاذفات بالمحيط الهندي بعد الاتفاق مع الحوثيين... المزيد
04:54 . ليبيا.. الدبيبة يعلن بسط الأمن في طرابلس عقب اشتباكات مسلحة... المزيد
04:43 . أكاديميون يدعون لدمج الذكاء الاصطناعي في التعليم مع ضوابط أخلاقية... المزيد
04:42 . الرئيس الأمريكي يصل إلى السعودية في مستهل جولة إقليمية... المزيد
11:24 . قطر تطرح مبادرة إقليمية شاملة حول حرب غزة وعقوبات سوريا والاتفاق النووي مع إيران... المزيد
11:22 . الطيران المدني الدولي تحمّل روسيا مسؤولية إسقاط طائرة الرحلة "إم إتش 17"... المزيد
11:18 . البيت الأبيض يمنع صحفيين من مرافقة ترامب في رحلته إلى الشرق الأوسط... المزيد
11:17 . قبيل زيارة ترامب.. واشنطن توافق على بيع مروحيات عسكرية للإمارات بأكثر من مليار دولار... المزيد
10:57 . العاهل السعودي يدعو رئيس الدولة لحضور قمة الرياض الخليجية الأمريكية... المزيد
10:48 . عبدالله بن زايد ببحث مع نظيره الإيراني العلاقات الثنائية ومفاوضات نووي طهران... المزيد
10:07 . زيارة ترامب إلى الخليج.. "المال أولاً"... المزيد
08:10 . ترامب: زيارتي إلى السعودية وقطر والإمارات "تاريخية"... المزيد
07:27 . السعودية "ترحب" بزيارة ترامب إلى الخليج... المزيد
«الدفتر الكبير».. سيرة الحرب!
الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 16-12-2018
ذات يوم، ظهرت مجموعة من الأطفال المنتمين لمناطق كان يسيطر عليها تنظيم داعش في العراق وسوريا، وهم يحملون سكاكين وبنادق، يصوبونها تجاه رؤوس أسرى معصوبي الأعين، ضج العالم يومها، وتحدث الجميع عن استغلال الأطفال وتوظيفهم بطريقة لا إنسانية من قبل تجار الدين والحروب! وكأن للحرب وجهاً إنسانياً من الأساس!!
هذه دعوة لنتلصص جماعياً على الدفتر الكبير، هذا الدفتر الذي سجلت فيه كاتبة مجرية، حكاية طفلين وسيرة حرب بشعة، ولنرَ ما فعلت تلك الحرب بهما؟!ليس من شيء يستطيع أن يجعلنا نفغر أفواهنا برعب، ونفتح أعيننا بهلع، ونحن نقرأ عن الحرب، وكأننا نشهدها فعلاً، إلا الأدب والروايات التي تأخذنا بقسوة لتلقينا على حافة مناطق الحروب ومعسكرات التعذيب وغارات الطائرات، وهي تلقي القنابل على رؤوس السكان في بيوتهم وحدائقهم، فيتشظون في أمكنتهم، ويدفنهم أبناؤهم في الحفرة نفسها التي أحدثتها القنبلة في الحديقة، ويهيلون عليهم التراب، ثم ينصرفون لتناول الغداء، هكذا، وبهذه القسوة المتجردة من أي مشاعر وانفعالات، تزج بنا الروائية المجرية (أغوتا كريستوف)، في خضم روايتها «الدفتر الكبير»!
بمهارة قاسية، تسجل الكاتبة يوميات حياة طفلين توأمين في السادسة من عمرهما، تودعهما والدتهما عند جدتهما المشعوذة البخيلة، لأنها أصبحت عاجزة عن إطعامهما وحمايتهما من ويلات الحرب، فيعيش الطفلان ظروف الحياة القاسية، في ظل الحرب، مع جدة بخيلة وبشعة، ويتقبلان كافة اشتراطاتها.إن الكاتبة لا تسمي أحداً من أبطال روايتها، ذلك أن دمار وتشويهات الحرب، يمكنها أن تطال الجميع حيثما وُجِدوا، وبالطريقة نفسها!
لا تكتب «أغوتا» كثيراً عن القتلى والغارات والمقابر الجماعية ومعسكرات التعذيب، لكنها تكتب بطريقة ضربات سكين مؤلمة، كيف يتفتح وعي الصغيرين خلال الحرب، على انهيار أخلاق الأم والجدة والأب والجارة والضابط والجميع دون استثناء، إنها أخلاق الحرب، التي تدمر ما هو أهم من البيوت، لقد لوثت الحرب طفلي «أغوتا» في الرواية، وغيّرتهما، ومحت كل أثر للطفولة والبراءة فيهما، ودفعتهما لأسوأ ما يمكن تصوره! تفعل أغوتا كريستوف ذلك بلغة ساحرة، وبأسلوب سردي، قلّما تكتب به رواية تتحدث عن الحرب!