أحدث الأخبار
  • 01:32 . وكالة الطاقة الذرية تعلن مغادرة فريق من مفتشيها إيران... المزيد
  • 01:31 . وكالة: إنزال جوي إسرائيلي قرب دمشق وتوغل في درعا... المزيد
  • 01:30 . "التربية" تطلق استبياناً لتطوير المناهج بمشاركة الطلبة وسط تحديات تربوية متراكمة... المزيد
  • 01:28 . مقتل ثلاثة جنود إسرائيليين في عمليات منفصلة للمقاومة بغزة... المزيد
  • 01:27 . حماس تسلم رداً إيجابياً على مقترح وقف العدوان على غزة... المزيد
  • 08:13 . رحيل الفنانة الإماراتية القديرة رزيقة الطارش عن عمر 71 عاماً... المزيد
  • 01:30 . وسط تصاعد الخلافات الإقليمية.. محمد بن سلمان يلتقي طحنون بن زايد في جدة... المزيد
  • 01:29 . رغم مأساة أهل غزة .. زعيم المعارضة لدى الاحتلال يزور أبوظبي لبحث "ملف الأسرى"... المزيد
  • 12:07 . الإمارات "تدين بشدةٍ" دعوات الاحتلال فرض السيطرة على الضفة وتصفه بالتصعيد الخطير... المزيد
  • 12:03 . حدث أمني في خان يونس وهبوط مروحيات للإحتلال في موقع الحدث... المزيد
  • 12:02 . حماس: نبحث مع الفصائل عرضا قدّمه الوسطاء لوقف النار بغزة... المزيد
  • 12:00 . وزير الدفاع السعودي يبحث خفض التصعيد مع ترامب وطهران... المزيد
  • 11:55 . سوريا تطلق هوية بصرية جديدة.. ما الرسائل التي تحملها؟... المزيد
  • 08:02 . الكشف عن تحويلات قادمة من الإمارات في واحدة من أكبر قضايا غسيل الأموال بكندا... المزيد
  • 01:13 . "الأرصاد": ارتفاع في درجات الحرارة والرطوبة خلال يوليو وتأثيرات جوية متقلبة... المزيد
  • 11:31 . اتفاقيات استراتيجية بين شركات سعودية وإندونيسية بـ27 مليار دولار... المزيد

قراءة في خطاب بومبيو القاهرة

الكـاتب : علي حسين باكير
تاريخ الخبر: 15-01-2019

علي حسين باكير:قراءة في خطاب بومبيو القاهرة- مقالات العرب القطرية

في إطار الجولة الإقليمية التي يقوم بها إلى دول المنطقة، توقف وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الأسبوع الماضي في العاصمة المصرية القاهرة، حيث ألقى خطاباً تحت عنوان «أميركا قوة للخير في الشرق الأوسط»، كان من المفترض به أن يكون بمثابة مبادرة في السياسة الخارجية تعكس رؤية الإدارة الأميركية الجديدة إزاء المنطقة والتحديات التي تواجهها، لكن بدلاً من ذلك، بدا أن الخطاب جاء كرد فعل وليس كمبادرة، وقد عكس حالة غير مسبوقة من التطرف اليميني والابتذال والرداءة.
عدا عن ذلك، فقد حمل الخطاب في ثناياه كثيراً من التناقضات مع التوجهات المعلنة للرئيس الأميركي دونالد ترمب، هذا النوع من التخبط المتزايد في توجهات الإدارة الأميركية ومؤسساتها الرئيسية لا يرتبط حصراً بشخصية ترمب، وإنما يعكس حقيقة تراجع موقع ودور الولايات المتحدة في النظام العالمي، وواقع أن وصول ترمب بحد ذاته إلى البيت الأبيض هو نتيجة لذلك، وليس سبباً له، وفي هذا السياق، يُعد خطاب بومبيو تجلياً لهذه الحالة.
يعكس الخطاب صراعاً أميركياً داخلياً لا يزال مستمراً بين معسكر الرئيس الأميركي السابق أوباما، أو ما يحلو للبعض وصفه ببقايا الدولة العميقة للإدارة السابقة من جهة، وبين الرئيس الحالي وأنصاره من جهة أخرى، وبهذا المعنى، تلقي الإدارة الحالية باللائمة على سياسات أوباما في كل ما جرى من سلبيات داخلياً وخارجياً، ولكنها تتناسى أو تتجاهل عمداً المسؤوليات الملقاة على عاتق ترمب في هذا الصدد، وبهذا المعنى، فقد أصبحت المنطقة العربية رهينة صراعات أميركية داخلية تعصف بمصير المنطقة يمنة ويسرة.
الخطاب تقليدي من جهة ثنائية إسرائيل وإيران، وهذا ليس بالأمر الجديد بالنسبة للولايات المتحدة بشكل عام، وهذه الإدارة بشكل خاص، حيث إن حماية إسرائيل ومصالحها تُعد أولوية، لكن الجديد أن الإدارة الحالية تريد توظيف الدول العربية لخدمة أمن ومصالح إسرائيل، من خلال تجاوز الشعب الفلسطيني وحقوقه ومصالحه، أما فيما يتعلق بالملف الإيراني، فيبدو أن الإدارة تريد هي الأخرى توظيفه لخدمة مصالحها، بمعنى آخر، الفارق بين ما تقوله الإدارة وبين ما تطبقه فيما يتعلق بإيران، يشي بأنها تحاول توظيف المخاوف العربية من طهران لصالحها لا أكثر.
فبالرغم من الانسحاب من الاتفاق النووي وإعادة فرض العقوبات السابقة، لا تحمل الإدارة الحالية تصوراً واضحاً إزاء كيفية مواجهة المد الإيراني أو الحد منه، لا بل إن تصرفات الإدارة المتناقضة والتي تصبّ في مصلحة طهران -صفقة القرن، الأزمة الخليجية، الانسحاب من سوريا، دعم المغامرات الإقليمية لبعض القادة الإقليميين... إلخ- ترسل مؤشرات على أن الهدف الحقيقي هو استخدام ملف إيران للحصول على مزيد من المنافع لأميركا، وليس لمواجهتها، أما إذا كانت جادة، فإن ذلك سيتطلب تخليها عن صفقة القرن، وإنهاء الأزمة الخليجية، وتعزيز تواجدها في سوريا والمنطقة، وهو أمر لا يبدو أنه قريب التحقق.
أخيراً، الخطاب يرسل رسالة خاطئة للديكتاتوريين العرب، مفادها أنه -وبحجة تحقيق الاستقرار- باستطاعتكم البقاء في الحكم، على أن تشاطروا الولايات المتحدة الأعباء والمسؤوليات المتعلقة بتواجدها في المنطقة لحمايتكم، ويعزز كلام بومبيو عما أسماه «الإسلام الراديكالي»، و»الإرهابيين الإسلاميين الراديكاليين» من الربط بين بقاء هذه الأنظمة الديكتاتورية وبين صناعتها وخلقها للبيئة المناسبة لولادة وتكاثر التطرف والإرهاب في المنطقة، وهي الوصفة المثالية للفوضى والانفجار الأكبر عاجلاً أم آجلاً.