أحدث الأخبار
  • 12:18 . هجوم جديد بطائرة مسيّرة على أسطول الصمود قبالة تونس... المزيد
  • 12:02 . بعد قصف الدوحة.. تساؤلات حول إصرار أبوظبي على التطبيع مع "إسرائيل"... المزيد
  • 11:58 . رابطة إماراتية: العدوان على قطر يفضح خطورة التطبيع ويدعو للانسحاب من الاتفاقيات... المزيد
  • 11:56 . ترامب يقول إن الهجوم على قطر قرار "نتنياهو ولن يتكرر مجددا"... المزيد
  • 11:35 . موجة إدانات عربية وإسلامية ودولية واسعة للهجوم الإسرائيلي على الدوحة... المزيد
  • 11:30 . إيران تعلن التوصل مع الوكالة الذرية إلى تفاهم جديد بشأن استئناف التعاون... المزيد
  • 11:28 . الجيش الأميركي ينفي ضلوعه في الهجوم الإسرائيلي على قطر... المزيد
  • 11:13 . خلف الحبتور يزور دمشق ويعلن استعداده للاستثمار في مشاريع تنموية... المزيد
  • 11:03 . محمد بن راشد يعلن تعيين وزيرين جديدين في حكومة الإمارات... المزيد
  • 01:06 . قطر تنفي تلقيها بلاغاً مسبقاً بشأن الهجوم الإسرائيلي... المزيد
  • 11:10 . من البحر الأحمر إلى الإمارات.. كيف هزّ انقطاع الإنترنت الاقتصاد الرقمي؟... المزيد
  • 08:42 . الإمارات: الاعتداء الإسرائيلي السافر على قطر يجر المنطقة إلى مسارات خطيرة... المزيد
  • 06:06 . الاحتلال الإسرائيلي يستهدف مقار قادة حماس في العاصمة القطرية الدوحة... المزيد
  • 12:19 . وزيرا خارجية الكويت ومصر يبحثان العلاقات والتطورات الإقليمية... المزيد
  • 12:15 . إثيوبيا تدشّن سد النهضة الضخم وسط خلاف متجدد مع مصر والسودان... المزيد
  • 12:07 . خالد بن محمد بن زايد يؤكد أهمية مجموعة "بريكس" في دعم التنمية الدولية... المزيد

الذاكرة وسطوتها!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 17-02-2019

الذاكرة وسطوتها! - البيان

الذاكرة تشبه الصناديق القديمة، صناديق مصنوعة بإتقانٍ شديد وبألق، اجتهد صاحبها في أن يسكب فيها تفاصيل شخصيته، انتقاءاته، تفضيلاته، وأهواء قلبه، صناديق من ألوان وروائح وأسماء وأمكنة، أحياناً تصير حوانيت صغيرة ضيقة متصلة، أحدها يقود للآخر بطريقة غرائبية ولافتة في الوقت نفسه، وجرِّب أن تُغمض عينيك وتتذكر، تذكر ذلك الزقاق الضيق الذي مشيت فيه ذات مساء بارد في منطقة الحسين بالقاهرة، انحرف يميناً ستجد نفسك في شارع المعز، أبقِ عينيك مغمضتين وواصل المشي، ماذا تسمع؟ أصوات الأذان، روائح مختلطة، ضوضاء أبواق السيارات والدراجات، بائعي الفضيات يدعونك للدخول إلى متاجرهم بينما رائحة القهوة تعبق في المكان!

هذه هي صناديق الذاكرة، هكذا تنفتح بمجرد أن تلمسها رائحة مشابهة أو يلوح أمامك اسم مكان كنت قد قرأته في روايات نجيب محفوظ، ذلك هو سجلّ الذاكرة وسطوتها، وبصمة الأمكنة التي لا تجارى، واعتماداً على تلك السطوة انهمر إبداع العملاق نجيب محفوظ، ناهلاً من الأمكنة تفاصيل الناس والأسماء والروائح والأصوات، فتكونت رواية الحارة المصرية، وسجل الأزقة التي نحفظها، نحن الذين قرأنا أدب محفوظ اليوم أكثر مما تفعل وزارة السياحة أو هيئات الثقافة، كما حفظتها روايات محفوظ نفسه!

نمشي في الحسين، في الغورية، في خان الخليلي، في شارع المعز، نبحث عن زقاق المدقّ، وقصر الشوق والسكرية، عن الحارة والحرافيش والست أمينة والسيد عبد الجواد، لماذا هذا الحرص في البحث ورغبة الالتقاء بهذه الكائنات والموجودات؟! لماذا حالة النوستالجيا هذه أو الحنين للأمكنة القديمة، للبيوت والقصور والحارات؟! هل هو بحث عن واقع نظنه كان أفضل؟ هل هو إثبات لهوية نعتقد أنها تضيع أو تتسرب من بين أيدينا؟ هل هو سعي حثيث وراء معنى عميق وحميم يلتف الجميع حوله متناسين اختلافاتهم وخلافاتهم التي أتعبتهم وتعبوا منها؟ هل.. وهل.. ؟

هاجمتني عاصفة أسئلة وأنا ألج بيت السحيمي لأحضر لقاءً أدبياً ضمن فعاليات مهرجان القاهرة الأدبي في منطقة الحسين، وما هدأت العاصفة إلا حين صارت كلمات على الورق!