أحدث الأخبار
  • 12:18 . هجوم جديد بطائرة مسيّرة على أسطول الصمود قبالة تونس... المزيد
  • 12:02 . بعد قصف الدوحة.. تساؤلات حول إصرار أبوظبي على التطبيع مع "إسرائيل"... المزيد
  • 11:58 . رابطة إماراتية: العدوان على قطر يفضح خطورة التطبيع ويدعو للانسحاب من الاتفاقيات... المزيد
  • 11:56 . ترامب يقول إن الهجوم على قطر قرار "نتنياهو ولن يتكرر مجددا"... المزيد
  • 11:35 . موجة إدانات عربية وإسلامية ودولية واسعة للهجوم الإسرائيلي على الدوحة... المزيد
  • 11:30 . إيران تعلن التوصل مع الوكالة الذرية إلى تفاهم جديد بشأن استئناف التعاون... المزيد
  • 11:28 . الجيش الأميركي ينفي ضلوعه في الهجوم الإسرائيلي على قطر... المزيد
  • 11:13 . خلف الحبتور يزور دمشق ويعلن استعداده للاستثمار في مشاريع تنموية... المزيد
  • 11:03 . محمد بن راشد يعلن تعيين وزيرين جديدين في حكومة الإمارات... المزيد
  • 01:06 . قطر تنفي تلقيها بلاغاً مسبقاً بشأن الهجوم الإسرائيلي... المزيد
  • 11:10 . من البحر الأحمر إلى الإمارات.. كيف هزّ انقطاع الإنترنت الاقتصاد الرقمي؟... المزيد
  • 08:42 . الإمارات: الاعتداء الإسرائيلي السافر على قطر يجر المنطقة إلى مسارات خطيرة... المزيد
  • 06:06 . الاحتلال الإسرائيلي يستهدف مقار قادة حماس في العاصمة القطرية الدوحة... المزيد
  • 12:19 . وزيرا خارجية الكويت ومصر يبحثان العلاقات والتطورات الإقليمية... المزيد
  • 12:15 . إثيوبيا تدشّن سد النهضة الضخم وسط خلاف متجدد مع مصر والسودان... المزيد
  • 12:07 . خالد بن محمد بن زايد يؤكد أهمية مجموعة "بريكس" في دعم التنمية الدولية... المزيد

أم الكوارث

الكـاتب : إسماعيل ياشا
تاريخ الخبر: 04-03-2019

إسماعيل ياشا:أم الكوارث- مقالات العرب القطرية

اهتزت مصر يوم الأربعاء الماضي بحادث محطة قطار رامسيس الذي راح ضحيته 20 شخصا، بالإضافة إلى إصابة أكثر من 40 آخرين. وكانت صور الجثث المتفحمة والمشاهد التي التقطتها كاميرات المراقبة، صادمة ومؤلمة للغاية. رحم الله القتلى، وألهم أسرهم الصبر والسلوان، وشفا جميع المصابين.

حوادث القطارات في مصر تتكرر بين الفينة والأخرى، ويعرف الجميع أن القطارات والسكك الحديدية بحاجة ماسة إلى عملية تجديد عاجلة وصيانة شاملة، إلا أن النظام المصري الذي لا يبالي بأرواح أبناء الشعب الغلبان يرى أن الأفضل إيداع الأموال في البنوك للحصول على نسبة من الربا، بدلا من صرفها لإصلاح شبكة السكك الحديدية والقطارات، كما صرح عبد الفتاح السيسي.

المصريون هرعوا بعد الحادث إلى المستشفيات للتبرع بالدم للمصابين، إلا أن أحد الشباب اكتشف أن الدماء التي يتبرع بها المواطنون تسرق وتباع وترمى استمارات التبرع في الزبالة. ولا غرابة في ذلك ما دامت العقلية التي تحكم البلاد تفضل نسبة من الربا على خدمة المواطنين وحماية أرواحهم.

الانقلابيون الذين قتلوا العشرات في «رابعة «و»النهضة»، وحرقوا الناس وهم أحياء، لا يهمهم مقتل 20 أو 30 من المصريين. لأنهم يعرفون أنهم لن يعاقبوا، لا عبر صناديق الاقتراع ولا من قبل المحاكم بسبب تقصيرهم وإهمالهم وسوء إدارتهم وفسادهم. لأن القضاء مجرد أداة بيدهم، وأن الانتخابات ما هي إلا مسرحية لا تمت للديمقراطية والإرادة الشعبية بصلة. وإن خرج الشعب للاحتجاج فمستعدون لضربه بالحديد والنار وقمع المظاهرات حتى لو تطلب ذلك ارتكاب مجازر مروعة.

المجتمع الدولي، الأمريكيون، والأوروبيون، لا تعنيهم الأحكام الجائرة وإعدام الأبرياء، أو مقتل العشرات من المواطنين المصريين العزل في حوادث بسبب الفساد الذي يحكم البلاد. وكل ما يهم الغربيين فقط مصالحهم. وبالتالي، لن يتعرض النظام لأي ضغط من الغربيين.

تجاوز أي كارثة وتبعاتها، أمر بسيط في نظر النظام الحاكم، حيث يخرج أبواقهم في الإعلام يتهمون جماعة الإخوان المسلمين وتركيا وقطر، كما يفعلون في كل فشل ذريع يكشف سوءاتهم. وهكذا فعلوا بعد حادث محطة القطار، ليتحدث أحدهم عن تربية الإخوان لسائقي القطارات، ويصوِّر آخر امرأة مسنة تسب تركيا وقطر كما يلقنها المصوِّر.

مصر تسمى «أم الدنيا». وهناك روايات مختلفة حول سبب هذه التسمية. وبغض النظر هل هي سميت «أم الدنيا» لأنها مهد الحضارات أو أن اسمها ورد في القرآن الكريم، أو أن حفيد نوح عليه السلام عاش فيها بعد الطوفان، أو أن هاجر زوجة النبي إبراهيم عليه السلام وأم النبي إسماعيل عليه السلام كانت من تلك الديار، فإن مصر لها مكانة في التاريخ والمنطقة والعالم العربي وإن فقدت في الآونة الأخيرة شيئا كثيرا منها وتحولت إلى لعبة بيد أمراء مغامرين.

مصر اليوم دولة فقيرة تعاني من مشاكل عدة وبعيدة عن مكانتها السابقة للأسف. ولكن أم الكوارث التي تضعفها وتستنزف قدراتها هي وصاية العسكر . وهذه الكارثة التي تخيم على مصر هي التي تولد الكوارث الأخرى وهي المسؤولة عنها. وتهون كافة الكوارث أمام الكارثة الكبرى التي يشكلها الانقلابيون. وبالتالي، يجب أن يجفف المصريون أولا ذاك المستنقع بدلا من أن ينشغلوا بقتل ذبابه ويشتكوا من رائحته النتنة.