أحدث الأخبار
  • 11:24 . قرقاش: الحروب تحاصر المنطقة والحل في الحوار الإقليمي... المزيد
  • 11:16 . وزير الخارجية السعودي: نعمل على تحديد موعد إطلاق مؤتمر “إقامة دولة فلسطينية”... المزيد
  • 11:06 . إعلام عبري: تل أبيب تلقّت رد حماس بشأن الهدنة في غزة وتوقعات باتفاق وشيك هذا الأسبوع... المزيد
  • 01:32 . وكالة الطاقة الذرية تعلن مغادرة فريق من مفتشيها إيران... المزيد
  • 01:31 . وكالة: إنزال جوي إسرائيلي قرب دمشق وتوغل في درعا... المزيد
  • 01:30 . "التربية" تطلق استبياناً لتطوير المناهج بمشاركة الطلبة وسط تحديات تربوية متراكمة... المزيد
  • 01:28 . مقتل ثلاثة جنود إسرائيليين في عمليات منفصلة للمقاومة بغزة... المزيد
  • 01:27 . حماس تسلم رداً إيجابياً على مقترح وقف العدوان على غزة... المزيد
  • 08:13 . رحيل الفنانة الإماراتية القديرة رزيقة الطارش عن عمر 71 عاماً... المزيد
  • 01:30 . وسط تصاعد الخلافات الإقليمية.. محمد بن سلمان يلتقي طحنون بن زايد في جدة... المزيد
  • 01:29 . رغم مأساة أهل غزة .. زعيم المعارضة لدى الاحتلال يزور أبوظبي لبحث "ملف الأسرى"... المزيد
  • 12:07 . الإمارات "تدين بشدةٍ" دعوات الاحتلال فرض السيطرة على الضفة وتصفه بالتصعيد الخطير... المزيد
  • 12:03 . حدث أمني في خان يونس وهبوط مروحيات للإحتلال في موقع الحدث... المزيد
  • 12:02 . حماس: نبحث مع الفصائل عرضا قدّمه الوسطاء لوقف النار بغزة... المزيد
  • 12:00 . وزير الدفاع السعودي يبحث خفض التصعيد مع ترامب وطهران... المزيد
  • 11:55 . سوريا تطلق هوية بصرية جديدة.. ما الرسائل التي تحملها؟... المزيد

أم الكوارث

الكـاتب : إسماعيل ياشا
تاريخ الخبر: 04-03-2019

إسماعيل ياشا:أم الكوارث- مقالات العرب القطرية

اهتزت مصر يوم الأربعاء الماضي بحادث محطة قطار رامسيس الذي راح ضحيته 20 شخصا، بالإضافة إلى إصابة أكثر من 40 آخرين. وكانت صور الجثث المتفحمة والمشاهد التي التقطتها كاميرات المراقبة، صادمة ومؤلمة للغاية. رحم الله القتلى، وألهم أسرهم الصبر والسلوان، وشفا جميع المصابين.

حوادث القطارات في مصر تتكرر بين الفينة والأخرى، ويعرف الجميع أن القطارات والسكك الحديدية بحاجة ماسة إلى عملية تجديد عاجلة وصيانة شاملة، إلا أن النظام المصري الذي لا يبالي بأرواح أبناء الشعب الغلبان يرى أن الأفضل إيداع الأموال في البنوك للحصول على نسبة من الربا، بدلا من صرفها لإصلاح شبكة السكك الحديدية والقطارات، كما صرح عبد الفتاح السيسي.

المصريون هرعوا بعد الحادث إلى المستشفيات للتبرع بالدم للمصابين، إلا أن أحد الشباب اكتشف أن الدماء التي يتبرع بها المواطنون تسرق وتباع وترمى استمارات التبرع في الزبالة. ولا غرابة في ذلك ما دامت العقلية التي تحكم البلاد تفضل نسبة من الربا على خدمة المواطنين وحماية أرواحهم.

الانقلابيون الذين قتلوا العشرات في «رابعة «و»النهضة»، وحرقوا الناس وهم أحياء، لا يهمهم مقتل 20 أو 30 من المصريين. لأنهم يعرفون أنهم لن يعاقبوا، لا عبر صناديق الاقتراع ولا من قبل المحاكم بسبب تقصيرهم وإهمالهم وسوء إدارتهم وفسادهم. لأن القضاء مجرد أداة بيدهم، وأن الانتخابات ما هي إلا مسرحية لا تمت للديمقراطية والإرادة الشعبية بصلة. وإن خرج الشعب للاحتجاج فمستعدون لضربه بالحديد والنار وقمع المظاهرات حتى لو تطلب ذلك ارتكاب مجازر مروعة.

المجتمع الدولي، الأمريكيون، والأوروبيون، لا تعنيهم الأحكام الجائرة وإعدام الأبرياء، أو مقتل العشرات من المواطنين المصريين العزل في حوادث بسبب الفساد الذي يحكم البلاد. وكل ما يهم الغربيين فقط مصالحهم. وبالتالي، لن يتعرض النظام لأي ضغط من الغربيين.

تجاوز أي كارثة وتبعاتها، أمر بسيط في نظر النظام الحاكم، حيث يخرج أبواقهم في الإعلام يتهمون جماعة الإخوان المسلمين وتركيا وقطر، كما يفعلون في كل فشل ذريع يكشف سوءاتهم. وهكذا فعلوا بعد حادث محطة القطار، ليتحدث أحدهم عن تربية الإخوان لسائقي القطارات، ويصوِّر آخر امرأة مسنة تسب تركيا وقطر كما يلقنها المصوِّر.

مصر تسمى «أم الدنيا». وهناك روايات مختلفة حول سبب هذه التسمية. وبغض النظر هل هي سميت «أم الدنيا» لأنها مهد الحضارات أو أن اسمها ورد في القرآن الكريم، أو أن حفيد نوح عليه السلام عاش فيها بعد الطوفان، أو أن هاجر زوجة النبي إبراهيم عليه السلام وأم النبي إسماعيل عليه السلام كانت من تلك الديار، فإن مصر لها مكانة في التاريخ والمنطقة والعالم العربي وإن فقدت في الآونة الأخيرة شيئا كثيرا منها وتحولت إلى لعبة بيد أمراء مغامرين.

مصر اليوم دولة فقيرة تعاني من مشاكل عدة وبعيدة عن مكانتها السابقة للأسف. ولكن أم الكوارث التي تضعفها وتستنزف قدراتها هي وصاية العسكر . وهذه الكارثة التي تخيم على مصر هي التي تولد الكوارث الأخرى وهي المسؤولة عنها. وتهون كافة الكوارث أمام الكارثة الكبرى التي يشكلها الانقلابيون. وبالتالي، يجب أن يجفف المصريون أولا ذاك المستنقع بدلا من أن ينشغلوا بقتل ذبابه ويشتكوا من رائحته النتنة.