أحدث الأخبار
  • 10:16 . لواء إسرائيلي يزور أبوظبي لبحث ملف المساعدات في غزة... المزيد
  • 08:41 . الإمارات ترحب بوقف إطلاق النار بين الهند وباكستان... المزيد
  • 06:25 . ترامب: باكستان والهند وافقتا على وقف "فوري" لإطلاق النار... المزيد
  • 02:25 . أردوغان يمنح "أم الإمارات" وسام الجمهورية التركية... المزيد
  • 01:00 . إطارات تالفة تخلف 37.9 ألف مخالفة و20 حادثاً مميتاً في الدولة خلال عام... المزيد
  • 11:26 . مبعوث ترامب يهدد بتجميد المفاوضات مع إيران: "إما نتائج ملموسة أو مسار بديل"... المزيد
  • 11:22 . جامعة كولومبيا تعلّق دراسة 65 طالبا من مناهضي الإبادة الإسرائيلية في غزة... المزيد
  • 11:16 . باكستان ترد على الهجوم الهندي بعملية عسكرية واسعة وتستنفر هيئتها النووية تحسبا لأي تصعيد... المزيد
  • 11:04 . إعلام عبري: "إسرائيل" تعتزم توسيع هجماتها باليمن وضرب أهداف بإيران... المزيد
  • 11:00 . شباب الأهلي يتوج بلقب كأس رئيس الدولة على حساب الشارقة... المزيد
  • 10:14 . وزير الخارجية الإيراني يزور السعودية وقطر تمهيداً لمفاوضات مسقط النووية... المزيد
  • 10:13 . الهند وباكستان.. اشتباكات حدودية وتبادل اتهامات بالتصعيد... المزيد
  • 10:12 . "التعليم والمعرفة": تعديل رسوم المدارس الخاصة مرتبط بجودة التعليم وكلفة التشغيل... المزيد
  • 10:12 . ملايين الإسرائيليين يفرون للملاجئ بعد هجوم صاروخي من اليمن وتوقف الطيران في "بن غوريون"... المزيد
  • 10:12 . جمعية الإمارات للفلك: عيد الأضحى يوم الجمعة 6 يونيو والإجازات تبدأ من وقفة عرفة... المزيد
  • 10:12 . اتفاقيات الإمارات وكينيا العسكرية والاقتصادية.. هل تُوظَّف لتمويل "الدعم السريع" في السودان؟... المزيد

الدلالة الأهم لما جرى في الجزائر

الكـاتب : ياسر الزعاترة
تاريخ الخبر: 14-03-2019

ياسر الزعاترة:الدلالة الأهم لما جرى في الجزائر- مقالات العرب القطرية

ما جرى ويجري في الجزائر، بداية بالاحتجاحات على ترشح بوتفليقة لولاية خامسة، وليس انتهاءً بقراره عدم الترشح، لم يكن عاديا بحال، وكذلك الأمر فيما خصّ ما يجري في السودان أيضا، وإن كان المشهد الجزائري أكثر قوة ووضوحا.

يمكن بالطبع إضافة الكثير من الاحتجاجات العربية خلال الأعوام الأخيرة؛ من العراق إلى موريتانيا إلى الأردن ولبنان والمغرب، بجانب بعض الاحتجاجات السلمية في الثورة السورية بين حين وآخر، ومؤخرا بعض أشكال الاحتجاج المحدود في مصر رغم شراسة القمع.

لهذه الاحتجاجات أكثر من دلالة، لكن دلالتها الأهم هي أن الهدف الأهم الذي أرادت الثورة المضادة العربية تحقيقه، والتقى معها المحور «الممانع»!! الذي وصم ربيع العرب بأنه مؤامرة صهيونية أمريكية.. ذلك الهدف لم يتحقق. أعني هدف تأديب الشعوب كي لا تعود إلى الشوارع من جديد، مستخدمة مقولة: «هل تريدون أن يحدث لكم ما حدث في سوريا؟».

وتبدو الجزائر حالة بالغة الأهمية لسبب بسيط هو أنها البلد الذي لم يشهد أي تحرّك إبان اندلاع موجة الربيع العربي، وكانت تحذيرات ما يعرف بـ»العشرية السوداء» هي التي تُستخدم في تلك الأثناء للحيلولة دون نزول الناس إلى الشوارع.

اليوم؛ لا تحذيرات «العشرية السوداء»، لقيت آذانا صاغية، ولا «سوريا» ومصيرها، فالناس قد ضاقوا ذرعا بالوضع الراهن، وحيث يعاني البلد المدجج بالشباب والثروات من حكم «محنط» بائس، دفع أبناءه لمطاردة الهجرة بحثا عن أمل في الغرب.

بالانتصار الجزئي الذي حققه الجزائريون، عبر فرض تراجع بوتفليقة عن الترشح؛ تتبخر أحلام الثورة المضادة في تأديب الشعوب، ويتم التأكيد مرة إثرمرة، بأن لهذه الأمة حيوية استثنائية، وأنها قد تنحني للعاصفة لبعض الوقت، لكنها لا تلبث أن تعود إلى حيويتها من جديد، ويتم التأكيد أيضا على أن أحلام الربيع العربي لا زالت تسكن ضمائر الناس. أعني أحلام الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية.

لم تنته القصة بعد، وقد يفرض ميزان القوى الداخلي والخارجي نفسه، ويتم الالتفاف على خيارات الشعب الجزائري من جديد، لكن ذلك لن يغير في حقيقة أن النضال من أجل الحرية والتحرر يمثل مسيرة طويلة، وستكون خاتمتها خيرا، إن عاجلا أم آجلا.

ثمة جانب آخر بالغ الأهمية فيما جرى ويجري، ففي حين تم إلصاق تهمة «الربيع العربي» بما يعرف بـ»الإسلام السياسي»، وعلى هذه القاعدة تمت مطاردته على نحو مجنون، ودُفعت في السياق عشرات المليارات، بل وصل الحال حد الدفع من أجل ضرب حالة التدين، بوصفها الحاضنة الشعبية لقواه؛ يثبت الآن ما يعرفه العقلاء ممثلا في أن الربيع العربي لم يكن احتجاجا دينيا، وأن تصدر قوى الإسلام السياسي له لم يكن إلا لأنها كانت الأكثر تماسكا في ذلك الحين، لكن جوهره لم يكن احتجاجا دينيا، لأن الأنظمة في تلك الأثناء كانت تجامل الدين على نحو من الأنحاء، وتتقرب من رموزه بطرق شتى؛ وإن في سياق من احتواء قواه وتهميشها.

هكذا تُنسف أيضا نظرية أن محاربة «الإسلام السياسي» ستمنع الناس من الاحتجاج، بل إن تصدر قوىً أخرى للاحتجاج سيجعل مهمة القمع أكثر صعوبة، لأن تفاعل العالم الخارجي معها سيكون أفضل، بينما تعاني قوى الإسلام السياسي من اليُتم عمليا، فضلا عن سهولة وصمها أو بعضها بالعنف والإرهاب.

ما يعنينا في السياق، هو بالضبط ما يصيب أنصار الثورة المضادة، ومعهم الشبيحة إياهم، بالصداع، ممثلا في أن هذه الجماهير العربية لم تتخلّ عن أشواقها في الحرية والتحرر والعدالة الاجتماعية، بينما تحضر التبعية للخارج، والتخلي عن قضايا الأمة، وفي مقدمتها قضية فلسطين بقوة أيضا كدافع، فيما لا تنفع متاجرة الطرف الثاني بها لإخراجه من دائرة القمع والفساد. والنتيجة أن تجدد الربيع هو قدر محتوم، سواء حدث ذلك اليوم أم انتظر لبعض الوقت.