أحدث الأخبار
  • 11:24 . قرقاش: الحروب تحاصر المنطقة والحل في الحوار الإقليمي... المزيد
  • 11:16 . وزير الخارجية السعودي: نعمل على تحديد موعد إطلاق مؤتمر “إقامة دولة فلسطينية”... المزيد
  • 11:06 . إعلام عبري: تل أبيب تلقّت رد حماس بشأن الهدنة في غزة وتوقعات باتفاق وشيك هذا الأسبوع... المزيد
  • 01:32 . وكالة الطاقة الذرية تعلن مغادرة فريق من مفتشيها إيران... المزيد
  • 01:31 . وكالة: إنزال جوي إسرائيلي قرب دمشق وتوغل في درعا... المزيد
  • 01:30 . "التربية" تطلق استبياناً لتطوير المناهج بمشاركة الطلبة وسط تحديات تربوية متراكمة... المزيد
  • 01:28 . مقتل ثلاثة جنود إسرائيليين في عمليات منفصلة للمقاومة بغزة... المزيد
  • 01:27 . حماس تسلم رداً إيجابياً على مقترح وقف العدوان على غزة... المزيد
  • 08:13 . رحيل الفنانة الإماراتية القديرة رزيقة الطارش عن عمر 71 عاماً... المزيد
  • 01:30 . وسط تصاعد الخلافات الإقليمية.. محمد بن سلمان يلتقي طحنون بن زايد في جدة... المزيد
  • 01:29 . رغم مأساة أهل غزة .. زعيم المعارضة لدى الاحتلال يزور أبوظبي لبحث "ملف الأسرى"... المزيد
  • 12:07 . الإمارات "تدين بشدةٍ" دعوات الاحتلال فرض السيطرة على الضفة وتصفه بالتصعيد الخطير... المزيد
  • 12:03 . حدث أمني في خان يونس وهبوط مروحيات للإحتلال في موقع الحدث... المزيد
  • 12:02 . حماس: نبحث مع الفصائل عرضا قدّمه الوسطاء لوقف النار بغزة... المزيد
  • 12:00 . وزير الدفاع السعودي يبحث خفض التصعيد مع ترامب وطهران... المزيد
  • 11:55 . سوريا تطلق هوية بصرية جديدة.. ما الرسائل التي تحملها؟... المزيد

هجوم نيوزيلندا والهجوم على البخاري

الكـاتب : إسماعيل ياشا
تاريخ الخبر: 17-03-2019

إسماعيل ياشا:هجوم نيوزيلندا والهجوم على البخاري- مقالات العرب القطرية

نفَّذ إرهابي أسترالي الجمعة الماضية هجوماً مسلحاً استهدف مسجدين في منطقة كرايست تشيرش بنيوزيلندا، ليقتل ويصيب عشرات من المسلمين بدم بارد، خلال استعدادهم لصلاة الجمعة، كما بث تسجيلاً مصوراً مباشراً عبر تطبيق «فيس بوك لايف» ليوثق فيه المذبحة المروعة من بدايتها إلى نهايتها. وأدانت رئيسة وزراء نيوزيلندا، جاسيندا أرديرن، الهجوم المسلح على المسجدين، ووصفته بـ «العمل الإرهابي».

الآراء التي نشرها الإرهابي في مواقع التواصل الاجتماعي قبل ارتكابه الجريمة البشعة تشير بوضوح إلى أنه يعادي الإسلام والمسلمين، ويحمل في قلبه الأسود أحقاد التاريخ، بالإضافة إلى كم هائل من العنصرية والكراهية. ولا يمكن تفسير هذه المذبحة بـ «الإسلاموفوبيا» فحسب، بل هي إحدى حلقات الهجمة الممنهجة التي تستهدف كل ما يمت للإسلام بصلة.

ومما لا شك فيه أن هجوم نيوزيلندا الإرهابي الشنيع لم يأت من فراغ، وأنه من نتائج التحريض ضد المسلمين واتهامهم -ظلماً وبهتاناً- بالإرهاب. ويعيد إلى الأذهان تلك التصريحات التي أطلقها مسؤولون في بعض الدول الإسلامية ليحثوا الغربيين على استهداف المساجد والتضييق عليها، بدعوى أن الإرهابيين يتخرجون منها.

الهجوم الإرهابي الذي استهدف المصلين العزل في نيوزيلندا، تزامن مع الهجوم الذي يستهدف صحيح البخاري الذي يصفه العلماء المسلمون بأنه أصح كتاب بعد كتاب الله عز وجل. وقالت أكاديمية إماراتية قبل أيام إن «البعد الاجتماعي العربي لا يزال متخلفاً لإيمانه بما يسمى كتاب البخاري»، مضيفة أن «هذا الكتاب المتخلف يقيّد حرية الإنسان منذ 1400 سنة».

هذه الأكاديمية الإماراتية في الحقيقة تتهم الإسلام نفسه بالتخلف والرجعية، وإن لم تعبر عنه بشكل صريح، لأن الإمام البخاري رحمه الله ولد عام 194 هجرياً، وتوفي عام 256 هجرياً، ولا يمكن أن يقيد كتابه حرية الإنسان قبل أن يولد مؤلفه، كما تدعي الأكاديمية الإماراتية. ومن المعروف أن العلمانيين المتطرفين وأعداء الإسلام الذين يتهمونه بالتخلف يستخدمون في خطاباتهم وكتاباتهم الأسلوب والتبرير ذاته، ويقولون إن الإسلام الذي جاء قبل 1400 سنة لا يمكن تطبيق تعاليمه اليوم بدعوى أنها لا تصلح لعالمنا في القرن الواحد والعشرين.

الهجوم على البخاري يهدف إلى هدم الثقة بأصح المصادر الإسلامية وأهمها بعد كتاب الله عز وجل، ليتسنى بعد ذلك لكل من هب ودب أن يفسر تعاليم الإسلام وأحكامه على هواه. ولا علاقة للهجوم الذي يستهدف صحيح البخاري اليوم بالنقد العلمي الذي قام به بعض علماء الحديث، بغض النظر عن كونهم أصابوا في ذلك أم أخطأوا، لأنهم لم يتهموا الإمام البخاري يوماً بالتخلف، ولا قالوا إن صحيحه يقيّد حرية الإنسان.

العالم الإسلامي تحت الهجوم، للأسف، وهناك من يستهدفه من الخارج وآخرون يحاولون هدمه من الداخل. وتداعت علينا الأمم كما تتداعى الأكلة إلى قصعتها. مساجدنا تستباح، وأقصانا مهدد بالتهويد، وعقيدتنا تتهم بالتخلف والرجعية والإرهاب، وعلماؤنا ودعاتنا يزج بهم في السجون بتهم واهية. ولا نقول إلا «حسبنا الله ونعم الوكيل».

الإسلام نور.. أخرج الله به الإنسانية من الظلمات والعبودية للعباد والأصنام. وهؤلاء الذين يستهدفون المساجد والمصلين والعقيدة الإسلامية ومصادرها الصحيحة «يريدون أن يطفؤوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون».