أحدث الأخبار
  • 07:42 . الإمارات تمنع الشركات الإسرائيلية من المشاركة في معرض دبي للطيران... المزيد
  • 07:25 . الغارديان: رئيس وزراء بريطانيا السابق ضغط سراً على الإمارات للفوز بمشروع بمليارات الدولارات... المزيد
  • 07:00 . هجوم جديد بطائرة مسيّرة على أسطول الصمود قبالة تونس... المزيد
  • 12:02 . بعد قصف الدوحة.. تساؤلات حول إصرار أبوظبي على التطبيع مع "إسرائيل"... المزيد
  • 11:58 . رابطة إماراتية: العدوان على قطر يفضح خطورة التطبيع ويدعو للانسحاب من الاتفاقيات... المزيد
  • 11:56 . ترامب يقول إن الهجوم على قطر قرار "نتنياهو ولن يتكرر مجددا"... المزيد
  • 11:35 . موجة إدانات عربية وإسلامية ودولية واسعة للهجوم الإسرائيلي على الدوحة... المزيد
  • 11:30 . إيران تعلن التوصل مع الوكالة الذرية إلى تفاهم جديد بشأن استئناف التعاون... المزيد
  • 11:28 . الجيش الأميركي ينفي ضلوعه في الهجوم الإسرائيلي على قطر... المزيد
  • 11:13 . خلف الحبتور يزور دمشق ويعلن استعداده للاستثمار في مشاريع تنموية... المزيد
  • 11:03 . محمد بن راشد يعلن تعيين وزيرين جديدين في حكومة الإمارات... المزيد
  • 01:06 . قطر تنفي تلقيها بلاغاً مسبقاً بشأن الهجوم الإسرائيلي... المزيد
  • 11:10 . من البحر الأحمر إلى الإمارات.. كيف هزّ انقطاع الإنترنت الاقتصاد الرقمي؟... المزيد
  • 08:42 . الإمارات: الاعتداء الإسرائيلي السافر على قطر يجر المنطقة إلى مسارات خطيرة... المزيد
  • 06:06 . الاحتلال الإسرائيلي يستهدف مقار قادة حماس في العاصمة القطرية الدوحة... المزيد
  • 12:19 . وزيرا خارجية الكويت ومصر يبحثان العلاقات والتطورات الإقليمية... المزيد

الأسماء الوهمية وفلسفة مواقع التواصل

الكـاتب : ياسر الزعاترة
تاريخ الخبر: 21-08-2019

ياسر الزعاترة:الأسماء الوهمية وفلسفة مواقع التواصل- مقالات العرب القطرية

ليست لي دراية بحال مواقع التواصل في الدول التي تتمتع بالحرية الجيدة، وإن كنت أتوقع أن الأمر فيها يختلف عنه في ديارنا.

لي نشاط معقول على موقع التواصل «تويتر»، ولديّ ما يزيد على مليون متابع، وعدد لا بأس به في «فيس بوك»، وإن كان حساباً لا أشارك فيه بالحوار لضيق الوقت وأكتفي بنقل ما أكتب في «تويتر» من خلال أحد أبنائي، خلافاً للأخير الذي غالباً ما أردّ فيه على المتابعين إن كان هناك ما يستحق الرد أو التعليق؛ لأن كثيرين يحبون المشاركة فقط، إما بطرح فكرة جديدة أو بالهجاء والشتائم!

ما يلفت انتباه أي متابع أن نسبة كبرى في «تويتر» -وقد يشمل ذلك مواقع أخرى (الواتس ليس من ضمنها طبعاً لأنه يتبع رقماً هاتفياً معروف الهوية)- هي لأسماء مجهولة أو وهمية أو مستعارة؛ بل ربما النسبة الأكبر.

من الصعب وضع أصحاب الأسماء الوهمية والمستعارة في سلة واحدة؛ لأنهم أنواع مختلفة.

هناك بالطبع السبب الأمني الذي يحول بين الناس وبين استخدام أسمائهم الصريحة؛ لأن وضع الاسم الصريح سيحول بين هؤلاء الناس وبين نشر آرائهم الصريحة.

نفتح قوساً هنا كي نشير إلى وجود حشود من الناس يرزحون في السجون، مع أنهم نشروا آراء بأسماء وهمية تم تصنيفها لصالح العنف أو الإرهاب، أو ضد الأنظمة، لا سيما أن أنظمتنا العربية تتسابق غالباً في جلب أحدث وسائل التنصّت ومتابعة مواقع التواصل، فضلاً عن الهواتف.

لكن ذلك ليس هو السبب الوحيد؛ إذ إن كثيراً من الناس لا يكتبون ما يرتّب عليهم عبئاً أمنياً؛ لكنهم في المقابل يريدون قول كل ما يخطر ببالهم من آراء، وهذا يرتّب عليهم أعباء اجتماعية أيضاً، ولذلك يلجؤون إلى الأسماء الوهمية لأنها تمنحهم كامل الحرية في قول ما يريدون. والخلاصة أن الرقابة الاجتماعية تحضر بوصفها عاملاً فاعلاً في ميل البعض إلى استخدام الأسماء الوهمية، وذلك في مجتمعات ما زالت متماسكة من الناحية الاجتماعية أكثر بكثير من المجتمعات الغربية، ويمكن لرأي شخص في العائلة أن يؤثّر على العائلة برمتها، أو يسبّب لها بعض المشاكل.

هناك الأسماء الوهمية التي يسميها بعضهم «شبيحة» أو «أبواقا» أو «ذباباً إلكترونياً»، وهذه لها حكايتها الخاصة؛ إذ إنها تمارس الوظيفة أكثر من ممارسة النقد والكتابة الحرة، وهي لها من يوجّهها، ومن الطبيعي أن تُستخدم الأسماء المستعارة تبعاً لذلك، وهي تُستخدم لهجاء خصوم المشغّلين، كما تُستخدم لتخويفهم، في الوقت ذاته الذي تُستخدم فيه لتشويه الرأي العام، وإشعار الناس بأن رأيها المعزول يمثّل قطاعات أكبر من الناس، كما تُستخدم في بث الإشاعات، وترويج الوسوم (الهاشتاجات) وما شابه.

اللافت بالطبع أن هذه الحسابات باتت مفضوحة؛ فأنت لست بحاجة إلى كثير من الذكاء كي تعرف هويتها؛ ذلك أن من يمدح نظامه لن يكون في حاجة إلى إخفاء اسمه؛ لأنه مديح يفيده ولا يضره. ثم إن أصحابها يغيّرون حساباتهم بشكل شبه يومي؛ لأنهم يُواجهون بـ «البلوك» من قِبل من يهجونهم، فيُضطرون إلى فتح حسابات جديدة دائماً، وستعرفهم من خلال عدد متابعيهم الذين غالباً ما يكونون بالعشرات فقط، وهي الأسماء ذاتها الوهمية التي يستخدمها، أو يستخدمها زملاؤه في المهنة!

والحال أن استمرار هذه الظاهرة (الأسماء الوهمية) هو جزء من استمرار نهج الشمولية والقمع، وما ينسحب عليه من رقابة حثيثة من قِبل الأنظمة على مواقع التواصل. وما دام هذا الواقع قائماً، فستبقى الظاهرة، وستحرم بالضرورة الناس من الحوار الجاد والنافع، وستحرم كثيرين من الفائدة أيضاً؛ لأن المشارك يدخل بنفسية المحارب والمناكف، وليس بنفسية المحاور الذي يبحث عن الحق والفائدة.

إنها أزمة الحرية التي جاء ربيع العرب يطلبها، فردّت عليه الثورة المضادة بالحديد والنار، وهي ذاتها من «عسكرت» مواقع التواصل، بجانب من تبقّى من أنظمة القمع أيضاً.