أحدث الأخبار
  • 11:36 . الرئيس الإيراني يقر بدء تنفيذ قانون تعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية... المزيد
  • 11:34 . "رويترز": إيران استعدت لتلغيم مضيق هرمز أثناء الهجوم الإسرائيلي... المزيد
  • 11:31 . قرقاش: تواصلنا مع البرهان وحميدتي بطلب أممي لتفادي الحرب في السودان... المزيد
  • 11:22 . رئيس الدولة يجري مباحثات هاتفية مع رئيسي كوريا الجنوبية ونيجيريا لتعزيز التعاون الثنائي... المزيد
  • 11:00 . الاتحاد الأوروبي يعرض تسهيل استئناف المفاوضات النووية مع إيران... المزيد
  • 10:56 . أربع وفيات ومفقودون في انقلاب بارجة سعودية بخليج السويس... المزيد
  • 10:54 . فرنسا تسلم السنغال قاعدة عسكرية في إطار انسحاب قواتها من البلاد... المزيد
  • 07:14 . منظمة حقوقية: أحكام المؤبد الجديدة تجسد وحشية أبوظبي ضد معتقلي الرأي... المزيد
  • 05:28 . "نيويورك تايمز": منصور بن زايد يقود أدواراً سرية ومؤثرة في حروب المنطقة بعيداً عن أضواء الرياضة... المزيد
  • 11:01 . "التربية" تفتح باب مراجعة الدرجات لطلبة الثاني عشر وتعلن مواعيد نتائج باقي الصفوف... المزيد
  • 10:45 . الرياض وواشنطن تبحثان تعزيز الشراكة الدفاعية وسط توترات إقليمية... المزيد
  • 10:17 . "أكسيوس": واشنطن تبحث اتفاقاً أمنياً محتملاً بين سوريا و"إسرائيل"... المزيد
  • 10:16 . الصحة العالمية: الموت جوعا في غزة يجب أن يتوقف... المزيد
  • 10:10 . مجموعة السبع تدعو إلى استئناف المحادثات بشأن برنامج طهران النووي... المزيد
  • 10:07 . الأغذية العالمي: الجوع يهدد أربعة ملايين لاجئ سوداني في دول الجوار... المزيد
  • 09:52 . خفايا توسّع أبوظبي في أفريقيا.. كيف تحول النفوذ الاقتصادي لأطماع جيوسياسية؟!... المزيد

ما الذي يجمع بين الصين وروسيا؟

الكـاتب : عبد الله جمعة الحاج
تاريخ الخبر: 16-08-2014

قبل انهيار الاتحاد السوفييتي السابق كان المعتقد أن الأيديولوجيا الشيوعية هي التي كانت تجمع بين الطرفين، لكن واقع الحال كان يفصح دائماً بأن ما كان يفرق العملاقين الشيوعيين أكثر من ما كان يجمع بينهما أثناء فترة الحرب الباردة، خاصة بعد استتباب الأمور في الصين لصالح الحزب الشيوعي وماو تسي تونج وبقية «الرفاق»، ولكن ما الذي يجمع بين الطرفين الآن وفي هذه المرحلة بالتحديد؟ في مايو 2014 قام الطرفان بالاتفاق على صفقة مشتركة تقوم روسيا بموجبها بتزويد الصين بكميات ضخمة من الغاز تبلغ قيمتها في المجمل 400 مليار دولار أميركي. وبالإضافة إلى ذلك، فإن الطرفان متفقان حول العديد من القضايا في المنطقة العربية وجوارها الجغرافي وآسيا وشرق أوروبا وأفريقيا، فما الذي يحدث؟

بالنظر إلى البواعث الروسية في سوريا مثلاً، يلاحظ بأنها متعددة، لكن الباعث الرئيسي هو عدم السماح بحدوث تغيير في النظام الحاكم حالياً بنظام آخر موالي للغرب، وينحسر ذلك على جميع نظم الدول المستقلة في الدول ذات السيادة في العالم النامي. هذا المبدأ يوحّد بين مواقف روسيا والصين في سياستهما الخارجية، وتنظر روسيا أيضاً إلى الصراع الدائر في سوريا عبر عدسة توضح بأنه صراع بالإنابة بين الدول العربية وإيران، تقوده دول مجلس التعاون الخليجي. وبالنسبة لموسكو، يتم النظر إلى دول مجلس التعاون وأصدقائها وحلفائها أصحاب المصالح في المنطقة، كأعداء جيوبوليتيكيين لروسيا لأنهم يدعمون الحركات الإسلامية في شمال القوقاز وفي روسيا ذاتها وفي آسيا الوسطى، ورغم أن ذلك أمر لا يمكن الجزم به بشكل قاطع إلا أن روسيا تنطلق منه بشكل مؤكد في تعاملها مع الأطراف الداخلة فيه. ويقابل ذلك أن إيران من المنظور الروسي هي الحليف الجيوبوليتيكي في هذه المسألة تحديداً.

الصين لديها نظرة مشابهة فيما يتعلق بدور الحركات الإسلامية في إقليم زينجيانج في غرب الصين، لكن اعتماد الصين المتزايد على النفط والغاز المستورد، بما في ذلك الآتي من كل من دول مجلس التعاون الخليجي وإيران يجعلها تتبنى مواقف وسياسات أقل حدة تجاه قضايا المنطقة بما في ذلك الشأن السوري. ومن جانب آخر يوجد لدى كل من روسيا والصين قلق مشترك حول القدرات الصاروخية المتطورة للولايات المتحدة، وكلتيهما تعارضان استخدام سياسات العقوبات الاقتصادية الدولية كأداة سياسية تستخدم حالياً ضد إيران بشدة إلى ما قبل بدء مفاوضات «5 + 1» حول البرنامج النووي الإيراني، وتوغل "داعش" في أراضي العراق وإقامتها لدولتها الإسلامية. وفي الوقت الذي ترغب فيه روسيا والصين في حدوث نجاح غربي في أفغانستان فإنهما تعارضان فكرة إطالة فترة التواجد العسكري الغربي.

وبالتأكيد أن روسيا والصين لا تتفقان حول جميع القضايا، فهما تقفان أمام حائط مسدود منذ سنوات تجاه العديد من القضايا السياسية والاقتصادية العالقة بينهما، وهما تتنافسان حالياً بالقدر نفسه الذي تتعاونان به في القارة الآسيوية على الأقل، لكن يبقى أمراً لافتاً للنظر الاتفاق الأخير حول صفقة الغاز، وقيام فلاديمير بوتين بالتصريح مراراً بأن علاقات بلاده بالصين هي علاقات تعاون وثيق.

وربما أن روسيا تريد أن تضع نفسها بثبات كدولة «موازنة» بحيث يصبح دعمها لكل من الصين والولايات المتحدة أمراً يتنافس عليه الطرفان، تماماً مثلما فعلت كل من الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي السابق تجاه الصين أثناء الحرب الباردة. ودون شك أن الروس قلقون بشأن أن يجدوا أنفسهم وهم غارقون في الديون لصالح جارهم الآسيوي الذي ينمو ويتطور اقتصادياً بشكل سريع، لكن بالنسبة لهذه المرحلة، يبدو أن روسيا تميل إلى صالح الصين في عدد من القضايا الجوهرية التي تهم السياسة الخارجية والأمنية للولايات المتحدة. وبغض النظر عمن يجلس في كرسي الرئاسة بالبيت الأبيض، فإن التطلع إلى دعم موسكو لواشنطن تجاه قضايا من قبيل أفغانستان وسوريا والعراق والبرنامج النووي الإيراني وقضايا أخرى مشابهة سيستمر في أن يكون مهماً ومؤثراً. لكن على ضوء ما يحدث حالياً من تطورات في أوكرانيا وسوريا والعراق سيجعل من أمر دعم فلاديمير بوتين لواشنطن يسير باتجاه التناقض السريع، والصين هي الرابح الأول من كل ذلك.