أحدث الأخبار
  • 12:27 . بينها شركات في الإمارات.. عقوبات أمريكية جديدة على أفراد وكيانات مرتبطة بإيران... المزيد
  • 11:18 . خليل الحية: تسلمنا ضمانات من واشنطن والوسطاء بشأن تنفيذ خطة ترامب... المزيد
  • 06:02 . الإمارات ترحب باتفاق وقف إطلاق النار في غزة... المزيد
  • 01:15 . الغارديان: أبوظبي استخدمت المرتزقة الكولومبيين في أكثر من دولة... المزيد
  • 01:05 . ما مصير مليشيا “أبو شباب” المدعومة من أبوظبي بعد وقف إطلاق النار في غزة؟... المزيد
  • 12:33 . بعد تواطؤها معه.. جيش الاحتلال يرفض إيواء مليشيا "أبو شباب"... المزيد
  • 11:50 . "أدنوك للإمداد" وتعزيز تؤسسان أول ميناء متخصص للكيماويات في الدولة... المزيد
  • 11:20 . ثلاث فرق من جيش الاحتلال الإسرائيلي تبدأ الانسحاب من مدينة غزة... المزيد
  • 11:16 . البرلمان الإسباني يُقرّ قانونا يحظر تصدير الأسلحة للاحتلال الإسرائيلي... المزيد
  • 11:13 . ترحيب دولي واسع باتفاق وقف إطلاق النار بين حماس والاحتلال الإسرائيلي... المزيد
  • 11:11 . الكويت: الأمن الخليجي خط أحمر والتضامن درع موحد في مواجهة التهديدات... المزيد
  • 10:51 . "التعليم العالي" تطلق دليلاً لحوكمة التدريب العملي لطلبة الجامعات... المزيد
  • 10:47 . تحديث سياسة سلوك الطلبة في مدارس أبوظبي لتعزيز السلوك الإيجابي... المزيد
  • 03:28 . حماس والاحتلال يتفقان على إنهاء الحرب في غزة... المزيد
  • 08:13 . الإمارات تسلم السلطات البلجيكية مطلوبين بتجارة مخدرات... المزيد
  • 08:06 . محمد بن زايد وأمير الكويت يبحثان وقف إطلاق النار في غزة... المزيد

العقلية المؤامراتية أخطر من «كورونا»

الكـاتب : إسماعيل ياشا
تاريخ الخبر: 12-04-2020

فتح تفشي فيروس كورونا المستجد، حول العالم، الأبواب على مصراعيها أمام نظريات المؤامرة التي تواصل انتشارها كالنار في الهشيم، عبر وسائل التواصل الاجتماعي التي تمنح الجميع فرصة التعبير عن آرائه، بغض النظر عن مدى تأهله للحديث في مثل هذه الأمور، ومهما كانت تلك الآراء بعيدة عن الحقائق العلمية.
العقلية المؤامراتية التي تفسّر كل ما يحدث في العالم بالمؤامرة، قالت أولاً إن فيروس كورونا المستجد أنتجته الولايات المتحدة في المعامل، ثم أرسلته إلى الصين لتدمر اقتصادها. وكان أكبر دليل لدى هؤلاء على صحة تحليلهم ظهور الفيروس في مدينة ووهان الصينية. ولكن الوباء خرج من الصين، ليصل إلى الدول الأوروبية والولايات المتحدة، لينهار ذاك التحليل المؤامراتي، إلا أن العقلية ذاتها سرعان ما وجدت تحليلات أخرى لا تختلف في جوهرها عن التحليل الأول.
الأطباء والباحثون المتخصصون يبذلون هذه الأيام جهوداً جبارة لمعرفة الفيروس الجديد، وتطوير دواء يعالج المصابين به، ولقاح وقائي يحمي الناس منه. كما أن الحكومات في أنحاء العالم تتخذ تدابير مختلفة لحماية مواطنيها من الفيروس، إلا أن التحليلات والنظريات التي تبثها العقلية المؤامراتية تكذّب كل تلك الآراء العلمية، وتقول للناس إن ما يجري مجرد حرب بيولوجية لا علاقة له بالوباء، ولا داعي لكل تلك التدابير.
الشائعات التي بثتها العقلية المؤامراتية حول وجود صلة بين شبكات الجيل الخامس وتفشي فيروس كورونا، أدَّت إلى إحراق أبراج بث لشبكات الاتصالات في بريطانيا. كما أن هناك شائعات أخرى حول شريحة سيتم زرعها تحت الجلد بحجة أنها لقاح يحمي الإنسان من الإصابة بفيروس كورونا، بهدف مراقبته وتوجيهه عن بعد. ومن المحتمل أن تؤدي هذه النظرية المؤامراتية إلى تجنّب كثير من الناس من أخذ اللقاح، وتعريض حياتهم لخطر الإصابة بالفيروس، خوفاً من
المراقبة التوجيه.
فوضى الآراء والتحليلات التي نشهدها تفتح الأبواب أيضاً أمام الخرافات والخزعبلات، مثل النصيحة بتناول أكلة «الشلولو» لعلاج «كورونا». ولعل الأخطر من تلك النظريات المؤامراتية والآراء الغريبة، تلك التي تخلط المعلومات الصحيحة بالأوهام والأكاذيب، وتقدِّمها كحقائق علمية من أجل تضليل الناس، كما يفعل الشياطين الذين يسترقون السمع لحديث أهل السماء.
وباء فيروس كورونا المستجد خطر حقيقي يهدد العالم أجمع، ولا ينبغي أن يستهان به. ومن الأفضل اتخاذ تدابير لحماية الناس من الآثار السلبية التي تسببها نظريات المؤامرة والشائعات، بالتوازي مع التدابير المتخذة ضد تفشي الفيروس؛ لأنه من وظائف الحكومات حماية صحة المواطنين العقلية، إلى جانب حماية صحتهم البدنية، ومعاقبة نشر الأكاذيب والشائعات والمعلومات المضللة.
الأزمة التي يواجهها العالم حالياً غيَّرت الأولويات. ويؤكد معظم الخبراء أن العالم بعد وباء كورونا لن يكون كما قبله. وشكلت الدول لجاناً علمية لمكافحة الفيروس، إلا أن الأفضل تحويل تلك اللجان المؤقتة إلى دائمة، لتواصل أعمالها حتى بعد انتهاء الوباء، لبحث سبل الوقاية والحلول العلمية لمثل هذه الأزمات التي يمكن أن يواجهها العالم في المستقبل.
اللجان العلمية يجب أن تضم علماء الدين والاجتماع والنفس، إلى جانب الأطباء والباحثين المتخصصين، لوضع خطط الطوارئ، وبرامج تعليمية لرفع الوعي، وتدريب المجتمع على التأقلم مع ظروف الوباء، حتى يكون مستعداً لمواجهة الأزمات المماثلة.