أحدث الأخبار
  • 09:55 . واشنطن تستهدف شبكات وسفن مرتبطة بالنفط الإيراني بينها شركات في الإمارات... المزيد
  • 09:54 . حماس: إعلان المجاعة بغزة يستدعي تحركا دوليا لوقف الحرب ورفع الحصار... المزيد
  • 09:53 . بريطانيا: منع "إسرائيل" إدخال المساعدات لغزة "فضيحة أخلاقية"... المزيد
  • 06:25 . "هيئة الطيران" تصدر لائحة جديدة لإدارة الأزمات في المطارات... المزيد
  • 06:24 . رصد هلال آخر شهر صفر في سماء أبوظبي... المزيد
  • 11:50 . واشنطن تراجع أوضاع 55 مليون أجنبي يحملون تأشيرات دخول سارية... المزيد
  • 11:41 . نتنياهو يأمر بمفاوضات فورية لإطلاق الأسرى ويعتمد خطة احتلال غزة... المزيد
  • 10:32 . التربية تعتمد مواعيد الدوام المدرسي للعام الدراسي الجديد... المزيد
  • 10:30 . اجتماع طارئ "للتعاون الإسلامي" الاثنين لبحث مواجهة احتلال غزة... المزيد
  • 10:29 . السعودية وأمريكا توقعان اتفاقية شراكة عسكرية جديدة... المزيد
  • 12:10 . ماكرون: فرنسا والسعودية تقودان مساراً ملزماً للاعتراف بفلسطين... المزيد
  • 12:09 . الشرع يصدق على النظام الانتخابي المؤقت لمجلس الشعب السوري... المزيد
  • 11:34 . استطلاع: أغلبية الأمريكيين يؤيدون الاعتراف بفلسطين ودعم المدنيين في غزة... المزيد
  • 10:50 . رغم مخالفته الشريعة وهوية الدولة.. تسجيل 43 ألف عقد "زواج مدني" في أبوظبي منذ 2021... المزيد
  • 10:48 . انخفاض درجات الحرارة وفرصة أمطار غداً في بعض المناطق... المزيد
  • 09:58 . قرقاش: الإمارات ثابتة في دعم حقوق الفلسطينيين وأهالي غزة... المزيد

العقلية المؤامراتية أخطر من «كورونا»

الكـاتب : إسماعيل ياشا
تاريخ الخبر: 12-04-2020

فتح تفشي فيروس كورونا المستجد، حول العالم، الأبواب على مصراعيها أمام نظريات المؤامرة التي تواصل انتشارها كالنار في الهشيم، عبر وسائل التواصل الاجتماعي التي تمنح الجميع فرصة التعبير عن آرائه، بغض النظر عن مدى تأهله للحديث في مثل هذه الأمور، ومهما كانت تلك الآراء بعيدة عن الحقائق العلمية.
العقلية المؤامراتية التي تفسّر كل ما يحدث في العالم بالمؤامرة، قالت أولاً إن فيروس كورونا المستجد أنتجته الولايات المتحدة في المعامل، ثم أرسلته إلى الصين لتدمر اقتصادها. وكان أكبر دليل لدى هؤلاء على صحة تحليلهم ظهور الفيروس في مدينة ووهان الصينية. ولكن الوباء خرج من الصين، ليصل إلى الدول الأوروبية والولايات المتحدة، لينهار ذاك التحليل المؤامراتي، إلا أن العقلية ذاتها سرعان ما وجدت تحليلات أخرى لا تختلف في جوهرها عن التحليل الأول.
الأطباء والباحثون المتخصصون يبذلون هذه الأيام جهوداً جبارة لمعرفة الفيروس الجديد، وتطوير دواء يعالج المصابين به، ولقاح وقائي يحمي الناس منه. كما أن الحكومات في أنحاء العالم تتخذ تدابير مختلفة لحماية مواطنيها من الفيروس، إلا أن التحليلات والنظريات التي تبثها العقلية المؤامراتية تكذّب كل تلك الآراء العلمية، وتقول للناس إن ما يجري مجرد حرب بيولوجية لا علاقة له بالوباء، ولا داعي لكل تلك التدابير.
الشائعات التي بثتها العقلية المؤامراتية حول وجود صلة بين شبكات الجيل الخامس وتفشي فيروس كورونا، أدَّت إلى إحراق أبراج بث لشبكات الاتصالات في بريطانيا. كما أن هناك شائعات أخرى حول شريحة سيتم زرعها تحت الجلد بحجة أنها لقاح يحمي الإنسان من الإصابة بفيروس كورونا، بهدف مراقبته وتوجيهه عن بعد. ومن المحتمل أن تؤدي هذه النظرية المؤامراتية إلى تجنّب كثير من الناس من أخذ اللقاح، وتعريض حياتهم لخطر الإصابة بالفيروس، خوفاً من
المراقبة التوجيه.
فوضى الآراء والتحليلات التي نشهدها تفتح الأبواب أيضاً أمام الخرافات والخزعبلات، مثل النصيحة بتناول أكلة «الشلولو» لعلاج «كورونا». ولعل الأخطر من تلك النظريات المؤامراتية والآراء الغريبة، تلك التي تخلط المعلومات الصحيحة بالأوهام والأكاذيب، وتقدِّمها كحقائق علمية من أجل تضليل الناس، كما يفعل الشياطين الذين يسترقون السمع لحديث أهل السماء.
وباء فيروس كورونا المستجد خطر حقيقي يهدد العالم أجمع، ولا ينبغي أن يستهان به. ومن الأفضل اتخاذ تدابير لحماية الناس من الآثار السلبية التي تسببها نظريات المؤامرة والشائعات، بالتوازي مع التدابير المتخذة ضد تفشي الفيروس؛ لأنه من وظائف الحكومات حماية صحة المواطنين العقلية، إلى جانب حماية صحتهم البدنية، ومعاقبة نشر الأكاذيب والشائعات والمعلومات المضللة.
الأزمة التي يواجهها العالم حالياً غيَّرت الأولويات. ويؤكد معظم الخبراء أن العالم بعد وباء كورونا لن يكون كما قبله. وشكلت الدول لجاناً علمية لمكافحة الفيروس، إلا أن الأفضل تحويل تلك اللجان المؤقتة إلى دائمة، لتواصل أعمالها حتى بعد انتهاء الوباء، لبحث سبل الوقاية والحلول العلمية لمثل هذه الأزمات التي يمكن أن يواجهها العالم في المستقبل.
اللجان العلمية يجب أن تضم علماء الدين والاجتماع والنفس، إلى جانب الأطباء والباحثين المتخصصين، لوضع خطط الطوارئ، وبرامج تعليمية لرفع الوعي، وتدريب المجتمع على التأقلم مع ظروف الوباء، حتى يكون مستعداً لمواجهة الأزمات المماثلة.