أحدث الأخبار
  • 12:18 . اليمن.. مقتل ما لا يقل عن ثمانية جراء السيول... المزيد
  • 12:50 . "التعاون الخليجي" يدعو المجتمع الدولي إلى إلزام "إسرائيل" بفتح المعابر فوراً... المزيد
  • 12:44 . جيش الاحتلال يواصل جرائمه بحق المدنيين في غزة... المزيد
  • 12:43 . استقالة وزير خارجية هولندا بسبب موقف حكومة بلاده من العدوان الصهيوني على غزة... المزيد
  • 12:11 . عبد الله بن زايد ورئيس وزراء مونتينيغرو يبحثان تعزيز العلاقات والتعاون المشترك... المزيد
  • 12:10 . "إيكاد" تفضح تلاعب الناشطة روضة الطنيجي بمصادر أمريكية لتشويه الجيش السوداني... المزيد
  • 11:29 . زيارة سرية لمساعد نتنياهو إلى أبوظبي لإصلاح العلاقات وسط مخاوف من هجمات محتملة... المزيد
  • 11:26 . الإمارات تسلّم مطلوبَين دوليين إلى فرنسا وبلجيكا في قضايا اتجار بالمخدرات... المزيد
  • 09:55 . واشنطن تستهدف شبكات وسفن مرتبطة بالنفط الإيراني بينها شركات في الإمارات... المزيد
  • 09:54 . حماس: إعلان المجاعة بغزة يستدعي تحركا دوليا لوقف الحرب ورفع الحصار... المزيد
  • 09:53 . بريطانيا: منع "إسرائيل" إدخال المساعدات لغزة "فضيحة أخلاقية"... المزيد
  • 06:25 . "هيئة الطيران" تصدر لائحة جديدة لإدارة الأزمات في المطارات... المزيد
  • 06:24 . رصد هلال آخر شهر صفر في سماء أبوظبي... المزيد
  • 11:50 . واشنطن تراجع أوضاع 55 مليون أجنبي يحملون تأشيرات دخول سارية... المزيد
  • 11:41 . نتنياهو يأمر بمفاوضات فورية لإطلاق الأسرى ويعتمد خطة احتلال غزة... المزيد
  • 10:32 . التربية تعتمد مواعيد الدوام المدرسي للعام الدراسي الجديد... المزيد

من هو المتصهين؟!

الكـاتب : زياد الدريس
تاريخ الخبر: 03-09-2014

1


لأول مرة، منذ اشتعلت القضية الفلسطينية قبل قرابة ٧٠ عاماً، يختلف العرب في الموقف من عدوان إسرائيلي ومقاومة فلسطينية، في العدوان الأخير على غزة.

لم يحدث هذا في حروب 1948 و 1956 و 1967 و 1973، أو حروب الشوارع أثناء الانتفاضتين الأولى والثانية. ربما وُجد حينذاك من يؤيد إسرائيل أو لا يعبأ بدعم فلسطين، لكنه كان يفعل ذلك سراً ويستحي من الجهر بمشاعره تلك.

الوضع اختلف خلال الحرب على غزة مؤخراً، فقد أعلن العرب المتعاطفون مع الجانب الإسرائيلي أو غير المؤيدين للصف الفلسطيني عن موقفهم المثير، من دون مواربة ومن دون خجل!

لو سُئلت عن عدد قتلى الغارات الإسرائيلية على غزة لما ترددت في إضافة العرب المؤيدين للعدوان الإسرائيلي مع أولئك القتلى!

أستذكر هنا ما قاله لي ديبلوماسي غربي، عقب تصويتنا على قرار فلسطيني في اليونسكو، قال: أنتم العرب تختلفون وتتباعدون وتتشاتمون وربما تتقاتلون، لكن إذا حضرت فلسطين نسيتم كل خلافاتكم واتفقتم من جديد ورجعتم متحّدين.

هذه المرجعية الوحدوية الفذة واليتيمة أصبحت أيضاً الآن محل تشكّك، بعد أن أصابتنا (عين) الدبلوماسي الغربي!

 

٢

الانقسامات العربية منذ مجيء «الربيع الشائك» أدت إلى حالة شعبوية غير مسبوقة من تبادل التهم والتجريم والتخوين المتبادل. لكن الانقسام العربي الجديد والمفاجئ في شأن فلسطين أدى إلى خلق حزمة جديدة وحادة من التهم التي سيظل يتراشق بها العرب لسنوات مقبلة.

تهمة «التصهين» كانت هي الأحدث والأعنف في لائحة الاتهام المتبادل، إذ فاقت في تأثيراتها وأوجاعها تهماً سابقة لها كـ «الأخونة» و»الأمركة»، بل وفاقت حتى تهماً لاحقة لها كـ «الدعشنة» (رغم بشاعة ما يصنعه «الدواعش»).

يدرك المتهمون بـ «الصهينة» ما يعنيه «التصهين» من بشاعة، ليس في الثقافة المحلية أو العربية فقط، بل وفي القاموس الاجتماعي الدولي، إذ ظلت الصهيونية دوماً رمزاً للانتهازية والوحشية والعدوان. ولذا فلا عجب من الألم والوجع الذي أحدثته هذه التهمة على من طاولتهم، ولكنها هي أيضاً انطلقت من ألم ووجع غشي العرب جراء رؤيتهم لبعض أبنائهم وهم يبررون العدوان الإسرائيلي الهمجي على أهل غزة ومستضعفيها بمبررات حزبية، لكن بلبوس الغيرة على الدم المهدر في معركة حمقاء غير متكافئة.

الآن، وبعد توقف الحرب واتضاح صورة الأرباح والخسائر بشكل أكبر، في تقارير وتحليلات ليست من صنع المتعاطفين مع فلسطين بل بإقرار دوائر إسرائيلية وغربية عديدة، أصبح موقف أولئك المخذّلين، ولن أقول المتصهينين، أشد حرجاً أمام الرأي العام!

 

٣

لماذا قلت «المخذّلين» ولم أقل المتصهينين؟!

لأني رأيت توسّعاً غير مبرر في قذف تهمة «التصهين» على من يستحق ومن لا يستحق هذه التهمة الشنيعة والبشعة. وبشاعتها يجب أن تحثنا على أن نتريث ونَعْدل في استخدامها، أولاً حتى لا نمنح «الصهاينة» من أبنائنا مزيداً من الجنود بغير استحقاق، وثانياً حتى لا تفقد التهمة امتياز وجعها على مستحقيها.

إذ لا يستحق لقب «متصهين» من اعتقد أن حركة «حماس» هي التي بدأت الهجوم وأنها كان يجب أن لا تبدأ. هذا مغرّر به لا متصهين.

ولا يستحق لقب «متصهين» من اعتقد أن «حماس» و»كتائب القسام» جازفت بالدخول في معركة غير متكافئة مع عدو شرس يفوقها عدداً وعدة. هذا مجتهد لا متصهين.

ولا يستحق لقب «متصهين» من اعتقد أن «حماس» تتلاعب بمشاعر الرأي العام وتقاتل بأسلحة وهمية وصواريخ كرتونية. هذا مخذّل لا متصهين.

لكن «المتصهين» حقاً هو من فرح بالغارات الإسرائيلية على غزة حتى تقضي على حركة «حماس» (الإخوانية)... هكذا بكل حزبية عمياء مقيتة.

والمتصهين حقاً من ظل يشمت بدماء وجراح أهل غزة بالتلميح أو التصريح، أيّاً كانت مسوغاته لهذه الشماتة الدنيئة.

والمتصهين حقاً من فرح بالعدوان الإسرائيلي وتمنى المزيد، حتى «يخلص» من القضية الفلسطينية التي شغلته عن قضاياه الوطنية!

 

٤

علينا أن نميّز بين المتصهينين حقاً وغيرهم ممن لبستهم التهمة جزافاً. بل يجب أن لا ننسى أنّ وضعنا خط رجعة للمتصهينين من أبنائنا هو من النبل الذي يُستحسن أن نستحضره دوماً في خلافاتنا، لا أن نغلق الباب في وجوههم، لو أرادوا العودة، فتفتح إسرائيل لهم الأبواب.