أحدث الأخبار
  • 09:21 . الاتحاد العالمي لمتضرري الإمارات... المزيد
  • 06:52 . السعودية تنفذ حكم القتل لمدان يمني متهم بقتل قائد التحالف بحضرموت... المزيد
  • 06:51 . بين توحيد الرسالة وتشديد الرقابة.. كيف ينعكس إنشاء الهيئة الوطنية للإعلام على حرية الصحافة في الإمارات؟... المزيد
  • 06:41 . أمير قطر: كأس العرب جسّدت قيم الأخوّة والاحترام بين العرب... المزيد
  • 11:33 . "رويترز": اجتماع رفيع في باريس لبحث نزع سلاح "حزب الله"... المزيد
  • 11:32 . ترامب يلغي رسميا عقوبات "قيصر" على سوريا... المزيد
  • 11:32 . بعد تغيير موعد صلاة الجمعة.. تعديل دوام المدارس الخاصة في دبي... المزيد
  • 11:31 . "فيفا" يقر اقتسام الميدالية البرونزية في كأس العرب 2025 بين منتخبنا الوطني والسعودية... المزيد
  • 11:29 . اعتماد العمل عن بُعد لموظفي حكومة دبي الجمعة بسبب الأحوال الجوية... المزيد
  • 08:14 . قانون اتحادي بإنشاء هيئة إعلامية جديدة تحل محل ثلاث مؤسسات بينها "مجلس الإمارات للإعلام"... المزيد
  • 12:50 . "قيصر" عن إلغاء العقوبات الأمريكية: سيُحدث تحوّلا ملموسا بوضع سوريا... المزيد
  • 12:49 . الجيش الأمريكي: مقتل أربعة أشخاص في ضربة عسكرية لقارب تهريب... المزيد
  • 12:47 . أمطار ورياح قوية حتى الغد… "الأرصاد" يحذّر من الغبار وتدني الرؤية ويدعو للحذر على الطرق... المزيد
  • 11:53 . "الموارد البشرية" تدعو إلى توخي الحيطة في مواقع العمل بسبب الأحوال الجوية... المزيد
  • 11:52 . 31 ديسمبر تاريخ رسمي لاحتساب القبول بـرياض الأطفال والصف الأول... المزيد
  • 11:50 . حزب الإصلاح اليمني: الإمارات لديها تحسّس من “الإسلام السياسي” ولا علاقة لنا بالإخوان... المزيد

حتى لا نقف حيارى في تفسير ما يحدث

الكـاتب : فاطمة الصايغ
تاريخ الخبر: 07-09-2014


أمامنا من تغيرات فكرية راديكالية وفي أسباب انتشارها وفي نوعية مروجيها ومعتنقيها. والسبب في حيرتنا ليس فقط في راديكالية بعض تلك الأفكار بل وفي طبيعة مجتمعنا نفسه.

فمجتمعات الخليج والتي كانت إلى وقت قريب تصف بأنها تقليدية ومحافظة وبطيئة التغير الاجتماعي وقليلة الحراك الفكري، أصبحت مصْدراً لبعض الأفكار المتطرفة التي تؤثر على المحيط المحلي والعالمي.

أسباب هذا التغير واضحة وبارزة للعيان، على الأقل في عيون من يراقبنا ويرصد خطواتنا، وأن كنا نحن وفي دواخل نفوسنا نرفض أن نصدق بأن ما يحدث أمامنا يحدث فعلاً، ونرفض أن نصدق بأن مجتمعاتنا تتغير بهذه السرعة وبأنها معرضة كغيرها من مجتمعات العالم إلى حراك فكري راديكالي مؤثر.

لقد تعرضت منطقتنا منذ السبعينيات لطفرة غير مسبوقة، طفرة اقتصادية تلتها طفرة اجتماعية جلبت معها مؤثرات تغير غير مسبوقة.

ولكن حتى فترة التسعينيات كانت العلائق الاجتماعية بين البشر بسيطة وكان الحراك الفكري محدوداً وأن وجدت بعض الأفكار الراديكالية فمروجوها من الخارج. ولكن الانفتاح والتطور التقني الذي حصل منذ تلك الفترة كانت له آثار جانبية كبيرة أحدها هو ذلك الحراك الراديكالي والتغير في البناء الاجتماعي والذي سمح لبعض الأفكار الشاذة بالتغلغل بين أوساط شبابنا.

فالطفرة التي حصلت أحدثت فجوة بين الأجيال، بين جيل الأمس واليوم وبين أجيال الغد. لم تكن الفجوة اجتماعية واقتصادية فحسب بل فكرية أيضاً.

فجيل الأمس الذي تربى على قيم معينة أنشأ أولاده على قيم أخرى مستمدة من مبادئ عصرية جديدة. لقد اعتمد على مقولة «ربوا أولادكم لعصر غير عصركم ولوقت غير وقتكم». ويبدو أنهم أسرفوا كثيراً في عملية التغيير والتنشئة ليخرج جيل يحمل مبادئ مغايرة كثيرة لما يحمله من قبله.

فعقدة الفقر والفاقة والجهل التي عانى منها الجيل القديم جعلته يعمل وبإصرار على أن ينال الجيل الجديد حظه من كامل الرفاهية، وعقدة العمل الشاق جعلت من الجيل القديم يأخذ على عاتقه كل المسؤولية الاجتماعية اعتقاداً منه أنه يخفف على الأبناء، وعقدة الطاعة المبالغ فيها جعلته يعطي لأبنائه قدراً كبيراً من الحرية والاستقلالية.

وفي الوقت نفسه ساهمت الطفرة الاقتصادية في تمويل عملية التحول القسري هذه، حيث ساهمت عملية الانفتاح والتطورات التقنية المتزايدة في توافد تيارات فكرية جديدة لعبت دوراً مهماً في تشكيل ذهنية الأجيال الجديدة.

فلم تعد القيم الاجتماعية التقليدية مؤثرة، فقد طور الجيل الجديد لنفسه أنماطاً حياتية وفكرية جديدة تحكمها الرفاهية وغياب المسؤولية الاجتماعية والانفتاح الفكري على العالم الخارجي بكل ما فيه.

وبحكم الفجوة بين الأجيال لم يلحظ الجيل القديم، أو بالأحرى لم يبال بمعرفة ما يحدث من اختلالات فكرية في أوساط الأجيال الجديدة وأن عرف بها أوعزها إلى الحداثة والانفتاح والعصرنة.

لم تكن تلك الاختلالات كبيرة في البداية ولكنها كبرت مع الزمن ومع اتساع الفجوة بين الأجيال حتى غدا من الصعب تجسيرها. وعلى الرغم من إصرار البعض بأن عملية التغير هذه طبيعية وعادية بالنسبة لمجتمع كمجتمعنا إلا أنها في واقع الحال باتت خارج السيطرة.

فطبيعة العلائق الاجتماعية السائدة في مجتمعاتنا مغايرة مثلاً للمجتمعات الغربية. لذا فمن الصعب وضع مجتمعاتنا في مقارنة مع مجتمعات أخرى. فلا غرو أن تصبح تلك التطورات الفكرية مصدر قلق اجتماعياً وهاجساً أمنياً.

الإجراءات العامة والتي اتخذت لمواجهة تلك التيارات الراديكالية قد جاءت متأخرة بعض الشيء ولكنها إن جرت على أسس مدروسة، فسوف تنجح تدريجياً في إيقاف المد الراديكالي.

فالتوعية في أوساط الشباب من إفرازات الأفكار المتطرفة ومحاولة ردم الفوهة بين الأجيال واتخاذ الإجراءات الكفيلة من شأنها أن تعطي للشباب قدراً من المسؤولية الاجتماعية وهي خطوات فعّالة لمواجهة لأفكار المتطرفة. فمثلاً إحدى أهم الخطوات التي اتخذت أخيراً هي إشراك الشباب في حماية الوطن عن طريق الخدمة الوطنية.

فجعل الشباب مسؤولاً هو خطوة مهمة ترمي إلى تعزيز روح المسؤولية وتنمية الولاء للوطن وخدمة المجتمع. كما أن التوعية الجيدة لعبت دوراً مهماً في تحفيز الشباب ودفعهم نحو الإقبال على الخدمة الوطنية.

إن مجتمعنا يتغير بسرعة وأن لم تتكاتف جهود علماء الاجتماع وصناع القرار لوضع استراتيجية وطنية مدروسة للحفاظ على ما تحقق من منجز حضاري ومادي فإن مجتمعنا مهدد بالانحراف في اتجاهات قد لا نرغب فيها.