أحدث الأخبار
  • 12:18 . اليمن.. مقتل ما لا يقل عن ثمانية جراء السيول... المزيد
  • 12:50 . "التعاون الخليجي" يدعو المجتمع الدولي إلى إلزام "إسرائيل" بفتح المعابر فوراً... المزيد
  • 12:44 . جيش الاحتلال يواصل جرائمه بحق المدنيين في غزة... المزيد
  • 12:43 . استقالة وزير خارجية هولندا بسبب موقف حكومة بلاده من العدوان الصهيوني على غزة... المزيد
  • 12:11 . عبد الله بن زايد ورئيس وزراء مونتينيغرو يبحثان تعزيز العلاقات والتعاون المشترك... المزيد
  • 12:10 . "إيكاد" تفضح تلاعب الناشطة روضة الطنيجي بمصادر أمريكية لتشويه الجيش السوداني... المزيد
  • 11:29 . زيارة سرية لمساعد نتنياهو إلى أبوظبي لإصلاح العلاقات وسط مخاوف من هجمات محتملة... المزيد
  • 11:26 . الإمارات تسلّم مطلوبَين دوليين إلى فرنسا وبلجيكا في قضايا اتجار بالمخدرات... المزيد
  • 09:55 . واشنطن تستهدف شبكات وسفن مرتبطة بالنفط الإيراني بينها شركات في الإمارات... المزيد
  • 09:54 . حماس: إعلان المجاعة بغزة يستدعي تحركا دوليا لوقف الحرب ورفع الحصار... المزيد
  • 09:53 . بريطانيا: منع "إسرائيل" إدخال المساعدات لغزة "فضيحة أخلاقية"... المزيد
  • 06:25 . "هيئة الطيران" تصدر لائحة جديدة لإدارة الأزمات في المطارات... المزيد
  • 06:24 . رصد هلال آخر شهر صفر في سماء أبوظبي... المزيد
  • 11:50 . واشنطن تراجع أوضاع 55 مليون أجنبي يحملون تأشيرات دخول سارية... المزيد
  • 11:41 . نتنياهو يأمر بمفاوضات فورية لإطلاق الأسرى ويعتمد خطة احتلال غزة... المزيد
  • 10:32 . التربية تعتمد مواعيد الدوام المدرسي للعام الدراسي الجديد... المزيد

الحوثيون خطر إيراني داهم

الكـاتب : حمد الماجد
تاريخ الخبر: 23-09-2014

الحراك الثوري الحوثي بلغ ذروته بتطويق العاصمة اليمنية صنعاء، ثم مداهمة مقر التلفزيون اليمني أولا، ثم خرت سبحة المقار الحكومية في يد الحوثيين، بما فيها رئاسة الجيش، كما خرت المقار الحكومية العراقية في الشمال العراقي في يد «داعش». هذا التصعيد الحوثي الخطير جاء متزامنا مع قرع طبول «الحرب الدولية» ضد «داعش».. هل هو تزامن وحسب؟ لا طبعا، فإيران تقاتل في اليمن من خلال ذراعها العسكرية، الحوثي، لتكسب ما خسرته على الأرض السورية، تريد أن يتحول الهلال الشيعي الذي يتداعى في دول الشام إلى مطرقة تضرب بها خصومها على سندان الحوثية. ولا ريب في أن الأنظار التي تتجه في هذه الفترة نحو الحرب العالمية الثالثة ضد «داعش» فرصة ذهبية لإيران لتغرز مزيدا من المخالب في الجسد اليمني المنهك. تريد إيران أن تتسلل إلى التراب اليمني كاملا عبر نقع الغبار الذي بدأ يتصاعد من معركة التحالف الدولي ضد «داعش»، فالذئاب لا تفتك إلا إذا ارتفع غبار القطيع وصعبت الرؤية واستحال الهرب.

إيران ستحقق، من خلال التصعيد الأخير في اليمن، هدفين استراتيجيين؛ الأول حلحلة الطوق الذي تفرضه الثورة السورية بدعم من خصوم إيران. الثاني: تثبيت القدم في موقع استراتيجي بالغ الخطورة في شبه الجزيرة العربية، فلو تمكنت إيران عبر ذراعها الحوثي من الاستيلاء على مقاليد الحكم في اليمن فلا ريب في أن هذه ستكون ورقة مساومة وابتزاز لدول المنطقة بل العالم، والذي يدقق في آيديولوجية إيران المتطرفة وأدبياتها وأفعالها في سوريا والعراق ولبنان وما وصلنا من «فلتات» ألسنة قادتها حول أحلامها التوسعية - يدرك تماما أنها تعد العدة للتمدد من اليمن بعد السيطرة عليه والزحف من الشمال العراقي مكونة كماشة طائفية خطيرة، وذلك في حالة حدوث المزيد من الفوضى في المنطقة بسبب تعقيدات ملفاتها السياسية والطائفية والأمنية، وكذلك حالة عدم الاستقرار الذي خلفه ما يسمى الربيع العربي.

وتبدو دول المنطقة المتضررة من تحركات الذئب الإيراني في اليمن في حيرة من أمرها، فهي أمام خيارين أحلاهما مر؛ إما أن تدخل في معركة عسكرية صريحة من خلال حلفائها في اليمن، وهذه مقامرة خطرة، فليس في جبهتها قوى متماسكة متعاضدة كما هو الحال في الجبهة الحوثية، فبعض الحلفاء القدماء الذين فقدوا امتيازاتهم السياسية بعد الثورة اليمنية صاروا «بهلوانا» ينطط بين حبال المتناقضات ويتحالفون مع خصوم الأمس لتحقيق مصالح شخصية، أو النكاية بخصومهم السياسيين الذين كانوا سببا في فقد الوهج السياسي. ليس في الجبهة المنافسة للحوثيين إلا العدد، لكنهم في الواقع خليط غير متجانس، وقد استغل الحوثيون هذه المتناقضات فاشتروا في سوقها وباعوا، وإلا فكيف نفسر استيلاءهم بسهولة على المقار الحكومية بما فيها مكاتب للجيش وانسحاب القوة العسكرية المسؤولة عن حراسة بعض هذه المقرات؟ والخيار الثاني هو اللجوء إلى الضغط السياسي من خلال القنوات الدبلوماسية العالمية، وهذه عملة لا تصرف مع خصم آيديولوجي مدجج بالسلاح، وهذا بالضبط ما أدركته إيران التي توغلت في العمق السوري وقاتلت شعبه المكلوم غير مكترثة بالتنديد الدولي وبيانات الشجب الأممية.

إيران بذرت في اليمن منذ اندلاع ثورتها الطائفية المتطرفة وسقت والآن تحصد، ومنافسوها الأقرب جغرافيًا بذروا في اليمن حتى قبل الثورة الإيرانية وسقوا، لكن طريقة البذر خاطئة والسقي بطريقة خاطئة فكانت النتيجة المنطقية أنهم لم يجدوا ثمرا يحصدونه، فإنك لا تجني من الشوك العنب.