أحدث الأخبار
  • 10:57 . "الطوارئ والأزمات" تتابع تطورات الحالة الجوية وتؤكد جاهزيتها للتقلبات المرتقبة... المزيد
  • 09:29 . داخلية غزة تنشر وحداتها من مناطق انسحاب الاحتلال وتتعهد بإنهاء الفوضى... المزيد
  • 09:12 . رئيس وزراء قطر يبحث مع ماكرون تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة... المزيد
  • 08:53 . الاحتلال الإسرائيلي يبدأ انسحاباً تدريجياً من عدة مناطق في غزة... المزيد
  • 08:52 . تقرير: دبي تجذب 440 شركة متخصصة في إدارة الثروات والأصول... المزيد
  • 08:51 . ريم الهاشمي: الإمارات قدّمت 1.8 مليار دولار دعماً إنسانياً وتنموياً لغزة... المزيد
  • 01:34 . فحوص جينية اختيارية لطلبة المدارس المواطنين... المزيد
  • 01:33 . رئيس الدولة يصدر مرسوماً بقانون لتنظيم المصرف المركزي والقطاع المالي... المزيد
  • 11:16 . حكومة الاحتلال تصادق على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة... المزيد
  • 11:14 . اجتماع عربي أوروبي في باريس يطالب بضمان تنفيذ كامل لاتفاق غزة... المزيد
  • 11:12 . شهداء وعشرات المفقودين بقصف إسرائيلي على غزة رغم التصويت على وقف إطلاق النار... المزيد
  • 11:11 . زلزال بقوة 7.6 يضرب الفلبين وتحذيرات من تسونامي... المزيد
  • 01:16 . ضمن "دبلوماسية الذكاء الاصطناعي" لترامب.. واشنطن توافق على بيع رقائق "إنفيديا" لأبوظبي... المزيد
  • 01:02 . سلطان القاسمي يحث سكان الشارقة على تسجيل بياناتهم في التعداد... المزيد
  • 12:27 . بينها شركات في الإمارات.. عقوبات أمريكية جديدة على أفراد وكيانات مرتبطة بإيران... المزيد
  • 11:18 . خليل الحية: تسلمنا ضمانات من واشنطن والوسطاء بشأن تنفيذ خطة ترامب... المزيد

الحروب الداخلية ومقياس تفوق الذات

الكـاتب : شهناز عبد الرازق
تاريخ الخبر: 29-09-2014


حروب كثيرة اضطرمت في أراض متفرقة، وفي عهود متفاوتة، وقد تشن غارات جديدة وتبرم مظاهرات عديدة، ويستعد الجيش للانتشار، وتتبادل المدافع قذف القنابل في كل الاتجاهات، وفي النهاية يسقط مزيد من الضحايا.

وتتفاقم معاناة الشعوب، ثم تسفر حالة من التشرد والضياع والتشتت، ويبقى الفرد راكناً مشاعره وأفكاره، ومعلقاً خططه وأحلامه، ويظل الصراع قائماً، ويبقى الفرد ينسج الغد ربما بمظاهرة قريبة أو حرب أخرى، أو يحبك خيوطاً لمستقبل مبهم.

والحروب في الأغلب إما خارجية ملموسة أو داخلية ذاتية، الحروب الخارجية حين يصارع الأفراد خارج مملكتهم الداخلية أو الذاتية، فهي حروب ملموسة ومادية ولها دواع متفرقة، وقد تؤول إلى ذرائع متعددة وغايات متباينة، منها اختلاف العقائد، الاضطهاد على أوضاع معينة، الاعتراض على سياسات محددة، التمرد على تحديات شرسة أو التصدي لمحن قاهرة، وغيرها.

ومن عناصرها الجنود، موقع الصراع، أدوات أو أسلحة القتال، كما لها أوجه مختلفة، كالمظاهرات أو المشاحنات والمشاجرات، وقد يحتد الصراع وتتفاقم الأوضاع، وتباشر استخدام الأسلحة الفتاكة والمدمرة، وتنجم صور الحروب بأشكالها.

أما الحروب الداخلية أو الذاتية، فهي حروب الأفراد مع مكوناتهم الذاتية أو الداخلية، فالحرب الداخلية تكمن في صراع الفرد نحو تطوير نفسه وإدارة ذاته، والتغلب على أنماط تفكيره الملوثة، وقد تتمثل في السعي إلى اكتساب علوم ومهارات جديدة، أو الكفاح للتغلب على آثار تجاربه الفاشلة.

أو عراكه للإفلات من خصائله السلبية، كالكذب، والغش، وإحلال صفات جديدة أكثر ثباتاً، وأكثر استقراراً مع نفسه ومحيطه، ليبرز في النهاية بطور أثمن فكراً وحلية جديدة أكثر إشراقاً وتميزاً وتناغماً مع البيئة والمحيط.

ومن الضرورة بحث ودراسة آلية أو أدوات لتحفيز الشخص للكفاح والمثابرة خلال حربه الذاتية لتحقيق النصر، والأجدر وجود آلية لقياس مدى نجاح الفرد لتطوير ذاته، ووضع مراحل أو مستويات لصعود سلم التفوق الذاتي، عن طريق قياس درجة تشبع الشخص لرزمة معينة من السمات الإيجابية.

ومقدرته على الإفلات من الخصائل السلبية والضارة، ناشداً الوصول إلى التشبع الذاتي الإيجابي والسمو النفسي المطلوب، على أن يكون تفوقه الذاتي يشمل شتى مجالات الحياة، ولا يكون حكراً على النواحي التجارية أو الاقتصادية والفنية فقط.

بل تتسع الدائرة لتشمل الانتصارات الأدبية والأخلاقية والصحية والثقافية والاجتماعية والفكرية، فوجود مقياس للشخص السوي لبلوغ مستويات رفيعة خلال حربه الذاتية هو النجاح والنصر بحد ذاتهما.

وتلعب الحروب الخارجية علاقة عكسية مع الحروب الداخلية، فالفرد يحتاج إلى أجواء هادئة ومستقرة وسلام تام مع نفسه ومع الآخرين، وأوقات وفيرة للتأمل والاستنباط والتركيز، لذا تعتبر الحروب الخارجية، وخصوصاً المتواصلة، وباء مدمراً على مكونات الفرد الذاتية، وتقف حجراً عاثراً ضد تطور الذات وانطلاقاته الفردية، كما أنها تجمد الفكر في عالم عجول يزج بالمتغيرات والمبتكرات.

وزمن مشحون بطفرات عديدة، لذا أحياناً تشكل استمرارية التمسك بمقابض الحروب المدمرة موتاً ذريعاً لنمو الذات، حيث إنه من الأجدر اللجوء إلى الحلول البديلة كالمفاوضات السلمية والوسائط الدبلوماسية، وعند نشوبها في الحالات الاضطرارية والضرورية من الأجدر أن تكون تلك الحروب قاطعة ووجيزة.

فالنصر الحقيقي يتحقق بعد حرب الإنسان مع نفسه وسيطرته على ذاته، وأكبر مجد للإنسان يكمن في إنجازاته وعطائه للبشرية والإنسانية وسيرته الأخلاقية.