أثار فيديو متداول على مواقع التواصل الاجتماعي، لنساء يدّعين أنهنّ إماراتيات، موجة من الردود الغاضبة والمستنكرة في أوساط المجتمع الإماراتي، مطالبين الجهات الرسمية بالتدخل لوقف مثل هذه الانحرافات والانفتاح الدخيل على قيم وتقاليد مجتمعنا المحافظ".

وجاء نشر الفيديو، بالتزامن مع احتفال الدولة، بـ"يوم المرأة الإماراتية"، والذي يوافق الثامن والعشرين من شهر أغسطس، من كل عام.

وتواصلت ردود الفعل الغاضبة حتى اليوم على مواقع التواصل، استنكاراً للفيديو المتداول، والذي يسيء لصورة المرأة الإماراتية ويمس قيم وكرامة المجتمع، وفق مغردين.

وفي هذا الشأن، قال الكاتب والمحامي الإماراتي حبيب الملا، إن "الفيديو المتداول فيه استهزاء بمؤسسة الزواج وبالإنجاب وتربية الأطفال وكأن هذا أمر معيب، مؤكداً أن هذا "الفيديو لا يمثل المرأة الإماراتية ولا المجتمع الإماراتي بل هو إهانة لهن".

وأضاف "حري بالجمعيات النسائية أو بإحدى النساء الإماراتيات تحريك دعوى ضد من ظهرن فى الفيديو بتهمة الإساءة إلى المرأة الإماراتية".

واستدرك في تغريدة أخرى، "بوثيقة وقيم سلوكيات المواطن الإماراتي، متسائلاً في ذات الوقت: من أين يستمد البعض الجرأة ليضرب عرض الحائط بإرشادات أعلى الجهات في الدولة؟

من جانبه، علق رئيس الرابطة الإماراتية لمقاومة التطبيع، أحمد الشيبة النعيمي على الفيديو المتداول بالقول: "ما زالت الأمة بخير ما دامت تأمر بالمعروف و تنهى عن المنكر".

وأضاف "رغم أن المقطع الذي أصدرته المجموعة المنحرفة أساء للمرأة في الامارات.. إلا أن حجم الإنكار الذي ظهر في التواصل الاجتماعي يثلج الصدر وينبئ  بكم الخير الموجود في المجتمع".

وكتبت ندى علي الزرعوني بالقول: " شلة بنات أقرب للعاريات بمظهر منفر ومُنحل ومريض.. هل هذا شكل المرأة الإماراتية حقاً؟! هذا الفيديو هدفه تشويه سمعة الإماراتيات والترويج لصورة مغلوطة عنهن ويستغلن يوم المرأة الإماراتية.. لا أعلم من خلف هذا العمل المنحط ولكنه أكيد غير محب للدولة ولا المجتمع".

ميسا راشد غدير علقت على الفيديو المتداول بالقول: "خيط رفيع بين تعبيرك عن قناعاتك الشخصية ونمط حياتك الذي اخترته لنفسك، وبين فرضك هذه القناعات وتعميمها على مجتمع بأكمله والتعبير عنها وكأنها ثوابت وهي تخالف الاصل والمرتكزات التي تربى عليها المجتمع الإماراتي".

وأضافت في تغريدة على تويتر: "بعضهن يعانين من أزمة هوية وازمة تخبط فكري خلقت لهن أزمة أكبر مع مجتمعهن".

بدوره، علق ناصر حسن الشيخ المدير السابق، للإدارة المالية في حكومة دبي بالقول: " عن فيديو الفتيات الذي أحدث ضجة.. أستحضر المثل الشعبي 'لكل ساقط لاقط".

وأضاف "لا تهمني حالات شاذة لا تمثل السواد الأعظم من مجتمع ما زال بخير.. المهم هو البحث عمن سخر إمكانياته لتصوير ونشر فيديو يهدف لزعزعة السلم الإجتماعي الإماراتي، هو أجدر بالمساءلة والمحاسبة والعقاب من كذا مسخ تافه".

ورد أبو عبدالرحمن: " الفئات الشاذة فكرياً تحركها أيادي عبثية دخيلة مدعومة خارجيا تستغل كل مناسبة مجتمعية لاختطاف المشهد وتوظيفه في توجيه هذا الجيل نحو مستقبل لا هوية أصيلة تربطه في دينه ووطنه إلا أهواء شيطانية متفرقة حتى يتمكن القوم منا".

واستدل أبو عبدالرحمن، بحديث نائب رئيس مجلس الوزراء وزير ديوان الرئاسة الشيخ منصور بن زايد، هو يحذر من ممن يسيء إلى الدين والهوية من المتغربين الأجانب".

وكتبت مروج بنت خليفة بالقول: "ما هذا الفرض الغريب لناس ما يمثلونا وتجاهل الأغلبية.. ما هي الرسالة التي يردن توصيلها من منتج الفيديو.. حتى لو كانوا هذيل إماراتيات فهم القلة.. نرفض بتاتاً هذا الفيديو الذي لا يمثلنا ولا يمثل حتى الأجيال الجديدة من بنات الإمارات".

وعلق المستشار القانوني والقضائي محمد بن صقر الزعابي من جانبه على الفيديو المتداول بالقول، "الحرية الشخصية (في ارتكاب المعاصي والمجاهرة بها) صارت سبب ومبرر عند البعض لرد وتعطيل أمر الله الذي جعلنا بسببه خير أمة أخرجت للناس وهو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.. "كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر".

وكتب علي الكعبي: "عمل غير مرحب فيه تماما والمرأة الاماراتية لا يمثله هذا العمل.. نتمنى أن يكون هناك موقف حازم تجاه من يريد ان يشوه منظر اهل الامارات".

الجدير بالذكر أن "احتفال سلطات الدولة بـ"يوم المرأة الإماراتية"، يأتي في الوقت الذي لا تزال معتقلتا الرأي "مريم البلوشي، وأمينة العبدولي" محتجزتين في سجون أبوظبي منذ 2015.

وفي هذه المناسبة؛ استذكر حقوقيون دور الناشطات الحقوقيات الإماراتيات، في حين طالبت العديد من المنظمات والمراكز الحقوقية أبوظبي بسرعة الإفراج عن المعتقلتين البلوشي والعبدولي، وتأكيد "صورة التسامح" التي تسعى أبوظبي للظهور بها عالمياً.