أحدث الأخبار
  • 10:57 . "الطوارئ والأزمات" تتابع تطورات الحالة الجوية وتؤكد جاهزيتها للتقلبات المرتقبة... المزيد
  • 09:29 . داخلية غزة تنشر وحداتها من مناطق انسحاب الاحتلال وتتعهد بإنهاء الفوضى... المزيد
  • 09:12 . رئيس وزراء قطر يبحث مع ماكرون تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة... المزيد
  • 08:53 . الاحتلال الإسرائيلي يبدأ انسحاباً تدريجياً من عدة مناطق في غزة... المزيد
  • 08:52 . تقرير: دبي تجذب 440 شركة متخصصة في إدارة الثروات والأصول... المزيد
  • 08:51 . ريم الهاشمي: الإمارات قدّمت 1.8 مليار دولار دعماً إنسانياً وتنموياً لغزة... المزيد
  • 01:34 . فحوص جينية اختيارية لطلبة المدارس المواطنين... المزيد
  • 01:33 . رئيس الدولة يصدر مرسوماً بقانون لتنظيم المصرف المركزي والقطاع المالي... المزيد
  • 11:16 . حكومة الاحتلال تصادق على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة... المزيد
  • 11:14 . اجتماع عربي أوروبي في باريس يطالب بضمان تنفيذ كامل لاتفاق غزة... المزيد
  • 11:12 . شهداء وعشرات المفقودين بقصف إسرائيلي على غزة رغم التصويت على وقف إطلاق النار... المزيد
  • 11:11 . زلزال بقوة 7.6 يضرب الفلبين وتحذيرات من تسونامي... المزيد
  • 01:16 . ضمن "دبلوماسية الذكاء الاصطناعي" لترامب.. واشنطن توافق على بيع رقائق "إنفيديا" لأبوظبي... المزيد
  • 01:02 . سلطان القاسمي يحث سكان الشارقة على تسجيل بياناتهم في التعداد... المزيد
  • 12:27 . بينها شركات في الإمارات.. عقوبات أمريكية جديدة على أفراد وكيانات مرتبطة بإيران... المزيد
  • 11:18 . خليل الحية: تسلمنا ضمانات من واشنطن والوسطاء بشأن تنفيذ خطة ترامب... المزيد

ما أجمل الوِفاق وما أقبح الشِّقاق!

الكـاتب : خالد الظنحاني
تاريخ الخبر: 16-10-2014

الوفاق في اللغة يأتي بمعنى وافقَ، ووافقَ على، أي اتفاق كامل علَى انسجامٍ واتِّحادٍ وملاءمةٍ في الرّأْي حول موضوعٍ ما، ووِفاق القلوب هو اتّحادها.

والشقاق والخلاف في المعنى واحد، فهو النِزاع والخُصومة وغلبة العداوة، نقول: شاقَّه مُشاقَّةَ وشِقاقاً أي خالفه وكان ضدَّه ولم يوافقه. إلا أن الخلاف غير الاختلاف؛ ذلك أن الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية، كما أن الاختلاف في آراء العلماء رحمة بالعباد، وهذا ما قاله الإمام مالك رضي الله عنه، لهارون الرشيد عندما أشار عليه أن يحمل الناس على كتبه: »يا أمير المؤمنين، إنَّ اختلاف العلماء رحمة من الله تعالى على هذه الأمّة، كلٌّ يتَّبع ما صحَّ عنده، وكلهم على الهُدى، وكلٌّ يريد الله تعالى«.

فضلاً عن ذلك، فإن اختلاف الأذواق عند أهل التجارة نعمة، فلولا اختلاف الأذواق لبارت السلع وكسدت الأسواق.

وليس هناك أجمل من الوفاق بين الناس، فمن خلاله يزدهر الحب، ويعم السلام وتتسامح النفوس وتتلاحم القلوب، ويعيش الناس حياة هانئة فارهة، وارفة شارقة، فلماذا التباغض والحقد والهجران؟ هل من فائدة مرجوة منه؟ وهل سيؤدي إلى نتيجة إيجابية؟ حتماً لا، بل إن الخسران هو السائد، وجميع أطراف النزاع في هذا الخصوص سواء. ورغم علمهم بذلك؛ يكابرون ويصرون على سلوك طريق الخصومة.. إنها النفس البشرية التي متى ما روّضها صاحبها على البغض ونبذ الآخر؛ تعثرت وعاثت في الأرض خصاماً، فما أقبحها من نفس.

يخبرني أحد الأصدقاء، أنه كان على نزاع دائم مع إخوته، خصوصاً بعد وفاة والده الذي ترك خلفه شركات تجارية وأموالا طائلة، فكان لا يمرّ يوم إلا وينشب بينهم خلاف، سواء على الميراث أو على الربح وغيره، وكان يعلم هو وإخوته أن شركاتهم تتكبد الخسائر بسبب عدم الوفاق.

وبما أنه الأخ الأكبر وهو الذي يتولى زمام الأمور، فضلاً عن أنه هو المتسبب الأول في هذه الخلافات، ألهمه الله تعالى أن يذهب إلى أحد حكماء المدينة ليخبره بالأمر، فأخذ الحكيم يغدق عليه بالكلام الطيّب ويضرب له الأمثلة في جمال الوفاق وقبح الشقاق إلى أن تشبّع صاحبنا، فرجع إلى عائلته وجمعهم إليه وتصالحوا بفضل الله، وعادت روح المحبة والتسامح بين أفراد العائلة، وبالتالي زادت أرباح شركاتهم أضعافاً مضاعفة.

وفي ذات ليلة، كنت في مجلس إحدى الشخصيات المهمة في الدولة، وهو من الرجال المحبين جداً للوفاق، وقد حدثني قائلاً: »كان المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان من أجمل الناس في الوفاق، فقد سعى بين شيوخ وقبائل الإمارات بالخير فألّف بين قلوبهم وأنشأ دولة الاتحاد، كما ساهم في التوفيق بين ملوك ورؤساء دول الخليج العربية وتم إنشاء مجلس التعاون الخليجي، في حين أنه كان أول من يبادر بالمصالحة بين القادة العرب، ويحرص على جمعهم على كلمة واحدة.

فضلاً عن ذلك، فإنه أحد أبرز السباقين في مد يد العون لكل محتاج في مشارق الأرض ومغاربها، من دون تمييز بين عرق أو لون أو معتقد، فقد كان رحمه الله محباً للناس جميعاً«.

كيف لا؟ وهو القائل: »إنني منذ بداية خلافات العالم العربي إلى يومنا هذا لم أبت ليلة واحدة مسروراً، وأسعى دائماً وأود أن أبذل الجهد وأصرف المال من أجل ألا يختلف الشقيق مع شقيقه«. لعمري إنك عظيم يا »زايد الخير«، فمن خلال عبقريتك نتعرف إلى الوفاق الحقيقي.