أحدث الأخبار
  • 10:03 . مظاهرات عالمية واسعة تطالب بإنهاء الإبادة الإسرائيلية في غزة... المزيد
  • 06:18 . أكثر من 12 ألف عملية اختراق عبر شبكات "الواي فاي" في الإمارات منذ بداية العام... المزيد
  • 12:25 . محمد بن زايد يزور أنغولا لتعزيز التبادل الاقتصادي... المزيد
  • 12:06 . انسحاب فرق موسيقية من مهرجان في بريطانيا بعد إزالة علم فلسطين... المزيد
  • 11:41 . الإمارات تعلن إدخال أكثر من 300 شاحنة مساعدات إلى غزة منذ فتح المعابر... المزيد
  • 11:31 . وزارة التربية تكشف عن التوقيت الرسمي المعتمد للمدارس الحكومية... المزيد
  • 12:18 . اليمن.. مقتل ما لا يقل عن ثمانية جراء السيول... المزيد
  • 12:50 . "التعاون الخليجي" يدعو المجتمع الدولي إلى إلزام "إسرائيل" بفتح المعابر فوراً... المزيد
  • 12:44 . جيش الاحتلال يواصل جرائمه بحق المدنيين في غزة... المزيد
  • 12:43 . استقالة وزير خارجية هولندا بسبب موقف حكومة بلاده من العدوان الصهيوني على غزة... المزيد
  • 12:11 . عبد الله بن زايد ورئيس وزراء مونتينيغرو يبحثان تعزيز العلاقات والتعاون المشترك... المزيد
  • 12:10 . "إيكاد" تفضح تلاعب الناشطة روضة الطنيجي بمصادر أمريكية لتشويه الجيش السوداني... المزيد
  • 11:29 . زيارة سرية لمساعد نتنياهو إلى أبوظبي لإصلاح العلاقات وسط مخاوف من هجمات محتملة... المزيد
  • 11:26 . الإمارات تسلّم مطلوبَين دوليين إلى فرنسا وبلجيكا في قضايا اتجار بالمخدرات... المزيد
  • 09:55 . واشنطن تستهدف شبكات وسفن مرتبطة بالنفط الإيراني بينها شركات في الإمارات... المزيد
  • 09:54 . حماس: إعلان المجاعة بغزة يستدعي تحركا دوليا لوقف الحرب ورفع الحصار... المزيد

وضع الحروف على النقاط!

الكـاتب : زياد الدريس
تاريخ الخبر: 29-10-2014


ظلت الشعوب العربية سنيناً تنتظر الفارس الذي سيأتي على حصان أبيض، أو قلم أبيض، ليكون البطل الذي «يضع النقاط على الحروف» ... كي يحصل الناس على جملة مفيدة تفسر ما يجري حولهم.

أُلبس هذا اللقب شخصيات وأشخاصاً عديدين ممن وُصفوا في المانشيتات التبشيرية العريضة بأنهم هم الذين جاؤوا لمناصبهم أو مواقعهم من أجل: وضع النقاط على الحروف، لكننا بعد مدة بسيطة من الاستبشار والأمل سنكتشف أن الحروف ما زالت عارية من النقاط ومبهمة وغير مفهومة.

والآن، فإن فهم ما يجري حولنا وفينا وعلينا لم يعد محتاجاً إلى نقاط فقط بل إلى حروف جديدة، غير الحروف التي تلوثت لسنين طويلة بالوعود المكذوبة والنوايا المشبوهة.

الانقلاب الحاصل في الوطن العربي الآن يوحي بأن أحداً جاءنا على غفلة ووضع الحروف على النقاط بدلاً من العكس الذي كنا ننتظره!

العالم العربي يحتاج إلى تنقيط حروفه السياسية، فهو في حيرة حتى الآن لا يدري بأي لغة يكتب تاريخه السياسي وبأي صيغة يضع دستوره المدني.

ويحتاج إلى تنقيط حروفه الاقتصادية والاجتماعية، فهو ما زال يبحث عن خريطة طريق تنموية طويلة المدى، تكفل له الاستقلال الوطني والارتقاء الشعبي.

ويحتاج إلى تنقيط حروفه الثقافية، فهو يراوح حتى الآن بين انغلاق «الخصوصية» و تبعية «الانفتاح».

تحتاج الأمة إلى عقود، وأحياناً إلى قرون من الزمن، كي تنهض. طول الوقت ليس مشكلة، المشكلة هي كيف تتأكد من أنك قد شرعت فعلاً في التحرك نحو مسارك النهضوي!

الإخفاقات والتحديات تأتي عادةً من الداخل، خطأً أو عمداً، وهي تؤخر أو تؤجل المسير. لكنّ التأخر يزداد ويتضاعف حين يكون التحدي من الخارج، وحين تكون الإخفاقات هي من صُنع يد الصديق اللدود!

هل كان هذا «الربيع» العربي الذي نعيشه الآن هو أول محاولة ربيعية في الوطن العربي؟ وهل هو أيضاً أول ربيع عربي يتحول إلى خريف؟ وكم سنحتاج من محاولات أخرى كي يحقق الإنسان العربي الربيع الذي ينشده؟!

السؤال الأهم من هذه الأسئلة المهمة، هو:

هل يجب أن ننهض جماعياً؟ وأعني بالنهضة الجماعية: الأمة العربية / الأمة الإسلامية.

هل ما زلنا نرنو إلى ذلك، رغم التحولات الثقافية والحضارية لمفهوم النهضة الحديث؟!

ألا يمكن أن نشتغل على صيغة النهضة الفردانية / المجزأة، أي تنشغل كل دولة بنهضتها، من دون أن تتورط بنهضات و/ أو عثرات الدول الأخرى؟ لكن من دون التنازل عن مظلة موحدة ترعى الأهداف والقيم المشتركة. على غرار تجربة دول أوروبا المستقلة ... والاتحاد الأوروبي المشترك.

فلعل نهضة ثلاث أو أربع دول عربية مثلاً، ستحفظ للمنطقة توازنها وهيبتها أمام الأصدقاء اللدودين، كما أنها ستخفف من تبِعات تخلّف الدول الأخرى المحيطة.

سؤالٌ مثل هذا الأخير لا يليق به أن يأتي في ذيل المقال من دون أن يغري بمقال توسّعي آخر!