مع اقتراب موعد الانتخابات الأمريكية، يتم دراسة التأثيرات المحتملة لإدارة ترامب أو هاريس على الإمارات عن كثب.

وقد تؤدي التغييرات في السياسات الأمريكية إلى تأثيرات كبيرة على مختلف القطاعات في الدولة، على الرغم من أنه من المتوقع أن تظل المرونة الاقتصادية للبلاد قوية، حسب ما أفاد موقع فوركس.

أسعار النفط وحصص العرض

ويقول فوركس للتداول، إنه في حالة عودة ترامب إلى البيت الأبيض، فإن سياساته المؤيدة لتوسيع إنتاج النفط وتحريره من القيود التنظيمية قد تضغط على أسعار النفط وتدفع أوبك إلى إعادة تقييم حصص العرض. وقد يؤثر هذا بدوره على عائدات النفط في الإمارات. وفي حين ركزت الدولة على تنويع اقتصادها لتقليل الاعتماد على النفط، تظل أسعار النفط الخام مكونًا من إيراداتها.

وفي المقابل، من المرجح أن تواصل إدارة هاريس دعم الطاقة المتجددة، وهو ما قد يفيد تحوّل الإمارات نحو التنمية المستدامة ويقلل الاعتماد العالمي على الوقود الأحفوري.

أسواق الأسهم العالمية

في ظل خطط هاريس لزيادة ضرائب مكاسب رأس المال، فمن غير المرجح أن يكون لإدارتها تأثير إيجابي على سوق الأوراق المالية. في البداية، قد تؤدي رئاسة هاريس إلى رد فعل هبوطي أو حذر في السوق مقارنة بفوز ترامب.

وبحسب الموقع، فإن فوز ترامب قد يؤدي إلى زيادة التفاؤل في الأسواق وزيادة المخاطر بسبب التخفيضات الضريبية المتوقعة وزيادة التعريفات الجمركية، مما قد يعزز الأسواق ولكنه قد يؤدي أيضًا إلى بعض عدم الاستقرار، وقد يؤدي هذا التأثير المختلط إلى خلق فرص للنمو وتقلبات غير منتظمة.

سياسات البنك المركزي ومعدلات التضخم

ومع ربط الدرهم الإماراتي بالدولار الأميركي، فإن معدلات التضخم وقرارات أسعار الفائدة التي يتخذها البنك المركزي لدولة الإمارات تتوافق بشكل وثيق مع تلك التي يتخذها الاقتصاد الأميركي وبنك الاحتياطي الفيدرالي.

ومع اقتراب معدلات التضخم في الولايات المتحدة من هدف 2%، نفذ بنك الاحتياطي الفيدرالي خفضاً لأسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس، وهو ما انعكس في الوقت نفسه على قرار البنك المركزي لدولة الإمارات.

وفي سياق الانتخابات الأميركية المقبلة، قد تؤدي رئاسة ترامب إلى تعطيل دورة التيسير في السياسة النقدية من خلال التعريفات الجمركية وسياسات التحفيز المالي، مما قد يؤدي إلى زيادة الضغوط التضخمية والتأثير بشكل مباشر على اقتصاد الإمارات.

وعلى الرغم من التحديات التضخمية، فقد أظهر اقتصاد الإمارات قدرة على الصمود في مواجهة التضخم المرتفع وأسعار الفائدة حتى الآن.

الاستثمارات في الطاقة المتجددة والتكنولوجيا

وتشمل شراكات الإمارات مع الولايات المتحدة مبادرات رئيسية في مجال الطاقة المتجددة، مثل الشراكة من أجل تسريع استخدام الطاقة النظيفة، التي تجمع بين الجهود الاقتصادية والتكنولوجية لمعالجة تغير المناخ. ومن المرجح أن تواصل إدارة هاريس دعم هذه المبادرات.

ولكن فوز ترامب قد يؤدي إلى خلق حالة من عدم اليقين، نظرا لتردده التاريخي في إعطاء الأولوية للعمل المناخي، مما قد يؤثر على المشاريع طويلة الأجل مثل تلك التي تتوافق مع رؤية الإمارات 2035.

العلاقات الخارجية مع الشرق الأوسط

وفي سياق اتفاقات وقف إطلاق النار في الشرق الأوسط، من المتوقع أن يكون نهج ترامب أكثر عدوانية من نهج هاريس، مما قد يؤدي إلى ارتفاع التكاليف وتقلبات السوق عبر القطاعات، بما في ذلك أسواق السلع الأساسية والأسهم في الإمارات.

في المقابل، من المرجح أن تتبنى هاريس نهجا أكثر دبلوماسية فيما يتصل بالأزمة الإنسانية وصفقات وقف إطلاق النار، وهو ما قد يدعم ردود فعل أكثر استقرارا في السوق.