أطلق الحوثيون سراح 153 شخصا السبت تم أسرهم خلال الحرب التي تمزق اليمن منذ حوالي 10 سنوات، وذلك بعد يومين من احتجاز عدد إضافي من موظفي الأمم المتحدة في البلد، بحسب ما أعلنته اللجنة الدولية للصليب الأحمر.

وصرحت كريستين سيبولا رئيسة بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اليمن "هذه العملية... جلبت الفرج والفرح للعائلات التي كانت تتحرّق لعودة ذويها".

وخلال مؤتمر صحافي، قال رئيس لجنة الأسرى في الجماعة عبد القادر المرتضى إن "هذه المبادرة أحادية الجانب... ولدواعٍ إنسانية".

وأشار إلى أن أغلب من أفرج عنهم هم "من ذوي الحالات الإنسانية، من المرضى والجرحى وكبار السن".

هذا، وكشفت اللجنة الدولية للصليب الأحمر السبت أنها أجرت مقابلات وفحوصا طبية للأسرى قبل الإفراج عنهم لمساعدتهم على تنظيم العودة إلى ديارهم.

"احتجاز تعسفي غير مقبول"

وتم الإفراج عن هؤلاء الأشخاص الذين "أُسروا من جهات القتال" بحسب الحوثيين، الذين احتجزوا سبعة موظفين في الأمم المتحدة يعملون في مناطق تحت سيطرتهم الخميس، في ما اعتبره الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس "احتجازا تعسفيا" ودعا إلى "الإفراج الفوري وغير المشروط" عنهم.

وقال غوتيريس إن "استمرار احتجازهم التعسفي أمر غير مقبول"، مشددا على أن "الاستهداف المستمر لموظفي الأمم المتحدة وشركائها يؤثر سلبا في قدرتنا على مساعدة ملايين الأشخاص المحتاجين في اليمن".

ويواجه اليمن بسبب الحرب إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، وفق الأمم المتحدة.

ويذكر أنه في أبريل 2022، أدى وقف لإطلاق النار توسطت فيه الأمم المتحدة إلى تهدئة القتال، قبل أن تلتزم أطراف النزاع في ديسمبر 2023 عملية سلمية.

لكن التوترات تصاعدت خلال الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة، مع بدء الحوثيين بمهاجمة أهداف إسرائيلية وسفن شحن في البحر الأحمر وخليج عدن، في حملة أكدوا أنها تأتي "إسنادا" للفلسطينيين.

وفي يونيو 2024، اعتقل الحوثيون الذين يسيطرون على أجزاء كبيرة من العاصمة صنعاء 13 موظفا من الأمم المتحدة، من بينهم ستة يعملون في المفوضية السامية لحقوق الإنسان، فضلا عن 50 عاملا في منظمة غير حكومية وموظفة في إحدى السفارات.

وقال الحوثيون حينها إنهم فككوا شبكة تجسس أمريكية إسرائيلية تعمل تحت غطاء منظمات إنسانية، الأمر الذي نفته الأمم المتحدة.

ويذكر أن الحوثيين يحتجزون منذ نوفمبر 2021 وأغسطس 2023 موظفَين اثنين آخرين معنيين بحقوق الإنسان في الأمم المتحدة.

يشار إلى أن هذه التطورات تأني بعد توقيع الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب مرسوما يعيد إدراج الحوثيين في عداد "المنظمات الإرهابية الأجنبية".

ومنذ العام 2014، يخوض الحوثيون المدعومون من إيران نزاعا داميا مع القوات الموالية للحكومة اليمنية. وهم يتحدرون من شمال البلد. وسيطروا في بداية النزاع على العاصمة صنعاء ثم على مساحات شاسعة من الأراضي.