أثار اقتراح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخير لمصر والأردن قبول اللاجئين الفلسطينيين من غزة غضبا واسع النطاق بين الفلسطينيين في الشتات، وخاصة في الإمارات، وفق تقرير نشرته صحيفة "الخليج تايمز" الحكومية الناطقة بالإنجليزية، اليوم الإثنين.
ووفق الصحيفة، رأى كثيرون في ذلك استمراراً للجهود الرامية إلى تقويض حقوق الفلسطينيين وقطع الروابط مع وطنهم، حيث انتقد بعض الأفراد، الذين عانت عائلاتهم طويلاً من النزوح، هذا الاقتراح بشدة.
ودانت أمل، وهي مديرة تسويق في دبي فر أجدادها من فلسطين أثناء النكبة، الفكرة باعتبارها جزءا من "محاولة أوسع نطاقا لمحو الهوية الفلسطينية".
وأضافت "هذه محاولة أخرى لفصلنا عن أرضنا. لقد واجهنا القمع لعقود من الزمن، والآن يريدون استكمال التهجير"، مؤكدة أن الفلسطينيين ينتمون إلى فلسطين، وليسوا مشتتين في جميع أنحاء المنطقة.
ورفضت السلطات الفلسطينية والأردن ومصر تصريحات ترامب التي أدلى بها في يوم السبت. وكان ترامب قد اقترح على هذه الدول "تطهير" غزة من خلال استقبال اللاجئين، وهو التعليق الذي أثار غضب المجتمع الفلسطيني.
وأعرب أعضاء آخرون من الشتات، مثل طارق، وهو مهندس في أبوظبي، عن قلقهم العميق إزاء تداعيات الاقتراح على السيادة الفلسطينية. وقال: "من المحزن أن نرى خططًا تتجاهل حقنا في تقرير المصير. إن نقل الفلسطينيين إلى مصر أو الأردن يقوض نضالنا من أجل التحرير والاستقلال".
وأضاف أن "الأمر لا يتعلق فقط بإيجاد "مساحة" للاجئين، بل يتعلق بحماية وطننا وتراثنا"، معتبراً ذلك جزءاً من استراتيجية أوسع لإضعاف القضية الفلسطينية.
"ضمادة على جرح عميق"
وقد انتقدت ليلى، وهي معلمة في الشارقة، المجتمع الدولي لفشله في معالجة الأسباب الجذرية للأزمة. وقالت: "تُظهِر هذه الخطوة كيف فشل المجتمع الدولي في مساعدة الفلسطينيين. فبدلاً من معالجة السبب الجذري ـ الاحتلال الإسرائيلي القسري ـ يقترحون حلولاً لا تؤدي إلا إلى تعميق الظلم. الأمر أشبه بوضع ضمادة على جرح عميق".
ويأتي اقتراح ترامب في ظل وقف إطلاق نار هش بين الاحتلال الإسرائيلي وحماس، بعد 15 شهرا من الصراع العنيف في غزة والذي أسفر عن استشهاد أكثر من 47 ألف فلسطيني .
ويدعو كثيرون في الشتات الدول العربية إلى رفض خطة ترامب والتوحد في الدعوة إلى حل حقيقي يدعم الحقوق والسيادة الفلسطينية.
وأعرب محمود، وهو رجل أعمال مقيم في دبي، عن مخاوفه قائلاً: "كفلسطيني مقيم في الإمارات، أحث الدول العربية على رفض هذا الاقتراح الخطير. نحن بحاجة إلى التضامن من المنطقة لمعارضة مثل هذه المخططات والدفع نحو حل حقيقي - حل يضمن للفلسطينيين العيش بكرامة وسيادة في وطنهم الشرعي".
