رفع طلاب بجامعة تكساس يوم الأربعاء دعوى قضائية تتهم الجامعة وحاكم الولاية بقمع الخطاب المؤيد للفلسطينيين، في وقت هددت فيه إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بوقف المنح الفيدرالية لجامعة هارفارد.
وأقام أربعة طلاب – بينهم طلاب حاليون وسابقون – دعوى قضائية ضد جامعة تكساس في أوستن وحاكم الولاية غريغ أبوت، زاعمين تعرضهم لاعتقالات غير قانونية وإجراءات تأديبية بسبب مشاركتهم في احتجاجات ضد الهجوم الإسرائيلي على غزة.
وجاءت الدعوى، التي رفعتها "اللجنة الأمريكية العربية لمناهضة التمييز" أمام المحكمة الجزئية في سان أنطونيو، ضمن موجة من القضايا المماثلة ضد جامعات أمريكية بسبب تعاملها مع الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين التي اندلعت ربيع 2024.
واتهم الطلاب رئيس الجامعة جاي هارتسل وأبوت ومسؤولي إنفاذ القانون بـ"قمع حرية التعبير" خلال مظاهرة 24 أبريل 2024، مشيرين إلى أن الحاكم أمر بانتشار شرطة مكافحة الشغب لتنفيذ اعتقالات جماعية، مما انتهك – وفقًا للدعوى – حقوقهم الدستورية في التظاهر.
وردّ متحدث باسم الجامعة، مايك روزن، بالاستناد إلى تصريحات سابقة أكدت أن الإجراءات هدفت إلى "حماية السلامة العامة" وأن معظم المعتقلين كانوا من خارج الحرم الجامعي.
من جانبه، كتب أبوت على منصات التواصل: "لن نتسامح مع معاداة السامية في تكساس"، بينما أسقطت النيابة العامة التهم عن عشرات المتظاهرين لـ"عدم كفاية الأدلة".
ترامب وتهديدات قطع التمويل عن هارفارد
في سياق متصل، هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بوقف المنح الفيدرالية عن جامعة هارفارد، متهمًا إياها بـ"التقصير في مواجهة معاداة السامية" ورفضها الانصياع لشروط إدارته.
وخاطب ترامب وزيرة التعليم ليندا ماكمان قائلًا: "يبدو أننا لن نمنحهم تمويلًا إضافيًا، أليس كذلك؟"، مشيرًا إلى أن القرار يرجع لتقدير الإدارة، دون تفاصيل محددة.
وتصاعدت المواجهة بين البيت الأبيض وهارفارد بعد أن بدأت الإدارة مراجعة تمويل اتحادي قيمته 9 مليارات دولار، وطالبت بكشف علاقات الجامعة الخارجية، مهددة بسحب إعفائها الضريبي وتراخيص قبول الطلاب الأجانب.
وردت هارفارد برفع دعوى قضائية ضد الإدارة بعد تجميد 2.3 مليار دولار من أموالها، واصفة الإجراءات بـ"هجوم على الحريات الأكاديمية".
تقرير هارفارد عن التمييز
كشفت الجامعة في تقريرين صدرا الثلاثاء عن تعرض طلاب يهود ومسلمين لـ"تمييز وتخويف" خلال احتجاجات 2023، فيما لم تفتح إدارة ترامب تحقيقات حول "الإسلاموفوبيا أو كراهية العرب".
يأتي التصعيد في ظل استمرار الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين بالجامعات الأمريكية، بينما تواجه إدارة ترامب اتهامات بـ"تسييس التعليم" لصالح أجندتها السياسية.