كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن اتصالات وتنسيق أمني مكثف جرى بين واشنطن وتل أبيب قبيل الضربات الجوية الأميركية التي استهدفت منشآت نووية في إيران فجر اليوم الأحد، ووصفت الهجوم بأنه لحظة فارقة في التوتر المتصاعد بين إيران والغرب.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو تلقى اتصالًا هاتفيًا من الرئيس الأميركي دونالد ترامب مساء السبت، أبلغه فيه بتوقيت الهجوم على المواقع النووية الإيرانية.
وأشارت القناة 14 الإسرائيلية إلى أن الولايات المتحدة طلبت من "إسرائيل" تنفيذ "مهام عملياتية" في إطار الهجوم، دون توضيح طبيعة تلك المهام، لكن مصادر أكدت أنه جرى التعامل معها وفقاً للتفاهمات بين الجانبين.
وأضافت الهيئة، نقلاً عن مصادر أمنية إسرائيلية، أن "القصف الأميركي يمثل تحولاً دراماتيكياً في المواجهة مع إيران"، واصفة ما حدث بـ"اللحظة التاريخية"، وسط حالة تأهب قصوى تشهدها المنطقة.
وبحسب تقارير إسرائيلية، فقد وُضع سلاح الجو الإسرائيلي في حالة استنفار واسعة، في حين لا يزال رئيس الوزراء يعقد اجتماعاً طارئاً مع قيادات الجيش والأجهزة الأمنية لتقييم الوضع.
وفي إعلان رسمي، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب فجر اليوم الأحد، إن الهجوم استهدف ثلاث منشآت نووية إيرانية رئيسية، وهي فوردو، نطنز، وأصفهان.
وأكد أن الطائرات الأميركية ألقت "حمولة كاملة من القنابل" على منشأة فوردو، التي وصفها بأنها "الموقع النووي الأساسي"، مؤكداً أن الموقع "أصبح خارج الخدمة".
وأشار ترامب إلى أن الطائرات المشاركة في الهجوم غادرت المجال الجوي الإيراني بنجاح، دون أي خسائر.
وبحسب تقرير لصحيفة نيويورك تايمز، فإن الضربة الجوية طالت منشأة فوردو، التي تُعد أكثر مواقع إيران النووية تحصيناً، وتقع على عمق كبير تحت الأرض.
وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد أعلنت في مارس 2023 عن اكتشاف يورانيوم مخصب بنسبة 83.7% في فوردو، وهي نسبة تقترب من مستوى التخصيب اللازم لإنتاج سلاح نووي.
ورغم أن إيران، الموقعة على معاهدة حظر الانتشار النووي، تؤكد أن برنامجها النووي مخصص لأغراض سلمية، فإن منشأة فوردو أُنشئت خصيصًا تحت الأرض لتفادي هجمات جوية محتملة، في ظل تجارب سابقة مثل قصف "إسرائيل" لمفاعل "تموز" النووي العراقي عام 1981.
ويأتي هذا التطور بينما يترقب المجتمع الدولي ردّ طهران، وسط تحذيرات من انزلاق المنطقة إلى مواجهة مفتوحة.