قال موقع ميدل إيست آي البريطاني إن هناك مؤشرات قوية على تورط إماراتي محتمل في دعم نشاط غير قانوني بالسودان، بعد العثور على مصنع سرّي لإنتاج حبوب الكبتاغون تديره قوات الدعم السريع، وعلى صناديق شحن في الموقع تحمل ملصقات شركة شحن مقرها دبي.
وذكر التقرير أن السلطات السودانية داهمت مجمعاً صناعياً مهجوراً شرق نهر النيل، كان محاطاً بحقول ألغام وتسيطر عليه قوات الدعم السريع، لتكتشف داخله مصنعاً متكاملاً لتصنيع الكبتاغون، قادراً على إنتاج نحو ألف قرص في الساعة.
وعُثر داخل المصنع على معدات صناعية وأقراص جاهزة تحمل شعار "الهلالين"، المعروف بارتباطه بالكبتاغون غير المشروع، إلى جانب صناديق خشبية تحمل ملصقات شركة Amass Middle East Shipping Services الإماراتية.
ولم ترد الشركة على استفسارات الموقع، كما تجاهلت قوات الدعم السريع طلبات التعليق، ما عزز الشكوك حول دعم إماراتي محتمل للمليشيا المسلحة.
كما وُجدت بالموقع مئات الأكياس من مسحوق أبيض، كُتب عليها أنها "صُنعت في سوريا" وغير مخصصة للاستهلاك البشري، وتحمل أسماء شركات سورية غير معروفة أو موثقة، ما يشير إلى احتمال استخدام هذه المواد كغطاء لتهريب مكونات أولية لصناعة الكبتاغون، خاصة في ظل تشابه الأجهزة المضبوطة مع تلك التي صودرت سابقاً في مختبرات سورية.
ويرجح خبراء أن يكون المصنع موجهاً لتلبية الطلب في السوق الخليجي، في ظل توقف الإنتاج في سوريا بعد تفكيك شبكات التهريب التي كانت تعمل برعاية نظام الأسد، مع بروز السودان كوجهة بديلة لنقل التكنولوجيا والمعدات.
وبحسب مصادر أمنية، تقوم قوات الدعم السريع بتوزيع الكبتاغون على عناصرها لتحسين الأداء القتالي، كما تبيعه لتمويل أنشطتها. ويعد المصنع المكتشف في منطقة الجيلي شمالي الخرطوم الأضخم منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023.
وتأتي هذه التطورات في وقت تتصاعد فيه الاتهامات الموجهة لأبوظبي بدعم مليشيا الدعم السريع بالسلاح والتمويل، رغم النفي الرسمي، وسط مطالب دولية متزايدة للتحقيق في طبيعة هذا الدور ومدى ارتباطه بشبكات الجريمة المنظمة العابرة للحدود.