كشفت مجلة غلوبس الاقتصادية الإسرائيلية، اليوم الإثنين، أن شركات الطيران الإماراتية لعبت دوراً محورياً في إبقاء خطوط السفر مفتوحة أمام الإسرائيليين خلال الحرب على غزة، في وقت انسحبت فيه معظم شركات الطيران الأجنبية، وعلى رأسها الشركات التركية التي كانت تعد لسنوات البوابة الأولى نحو العالم.
وبحسب المجلة، واصلت "فلاي دبي" و"الاتحاد للطيران" تسيير رحلات منتظمة إلى تل أبيب، إذ تُشغّل الأولى أكثر من عشر رحلات يومياً، بينما تُدير الثانية رحلتين إلى ثلاث يومياً. أما "طيران الإمارات" فقد علقت رحلاتها المباشرة لكنها أبقت على تعاونها عبر شراكات الرمز المشترك. واعتبرت غلوبس أن هذا الالتزام جعل من الإمارات "شريان حياة" للإسرائيليين، على الرغم من عزلة فرضتها المقاطعة الخارجية.
وجاء تقرير "غلوبس" بالتزامن مع الذكرى الخامسة لتوقيع اتفاقية التطبيع بين أبوظبي والاحتلال الإسرائيلي برعاية أمريكية.
وأشار تقرير "غلوبس" إلى أن اتفاقيات التطبيع وفرت أساس هذا التعاون، حيث سمحت بفتح الأجواء أمام الطائرات الإسرائيلية، بما في ذلك المجالان الجويان السعودي والبحريني، ما قلص أوقات السفر وخفّض أسعار التذاكر نحو آسيا. وبذلك تحولت دبي وأبوظبي إلى مراكز بديلة للربط، رغم أن حجم نشاطهما لا يقارن بإسطنبول التي كانت تستحوذ وحدها على أكثر من 13% من حركة المسافرين قبل الحرب.
ووفق أرقام هيئة المطارات الإسرائيلية، نقلت الشركات الإماراتية مجتمعة نحو 128,500 مسافر في أغسطس الماضي (5.8% من الإجمالي)، بينما نقلت الشركات التركية في الشهر نفسه من عام 2023 أكثر من 382 ألف مسافر (13.5%). وترى المجلة أن غياب الخطوط التركية ترك فراغاً كبيراً لم تستطع الإمارات وحدها ملأه.
كما أقرّت غلوبس بأن تركيا كانت الوجهة السياحية الأكثر جذباً للإسرائيليين لعقود، بفضل قربها الجغرافي وأسعارها المنخفضة وشبكة رحلاتها الواسعة، وهو ما دفع كثيراً منهم بعد توقفها إلى البحث عن بدائل مثل اليونان وقبرص وبلغاريا وألبانيا، إلى جانب الإمارات.
ورغم ذلك، تؤكد المجلة أن مجرد استمرار الرحلات الإماراتية في وقت انسحبت فيه شركات أوروبية وآسيوية كبرى، يعكس قوة اتفاقيات التطبيع، ويكشف أن الإمارات وفرت متنفساً لإسرائيل في أصعب لحظاتها، حين كانت تواجه عزلة متنامية بسبب الحرب.
غير أن هذه المعطيات، كما يرى مراقبون، تضع الإمارات في موقع المنتقد شعبياً، إذ إن استمرارها في تسيير الرحلات جعلها عملياً طرفاً في كسر العزلة المفروضة على إسرائيل، في وقت تتواصل فيه الجرائم بحق الفلسطينيين في غزة.
وبحسب غلوبس، قد لا تستطيع الشركات الإماراتية أن تعوّض إسطنبول كلياً، لكنها أنقذت الإسرائيليين من عزلة شبه تامة، وهو ما يثير تساؤلات حول أولويات الإمارات بين المصالح الاقتصادية والاعتبارات الإنسانية.