أعلنت وزارة الخارجية السورية، الثلاثاء، أن دمشق تجري مشاورات مع واشنطن بهدف التوصل إلى تفاهمات أمنية مع الاحتلال الإسرائيلي تتعلق بجنوب البلاد، في إطار خريطة طريق وضعتها سوريا بدعم من الولايات المتحدة والأردن لمعالجة أزمة السويداء وتعزيز استقرار الجنوب السوري.
وقالت الخارجية في بيان رسمي إن الخطة تتضمن "تفاهمات أمنية مع إسرائيل تعالج الشواغل المشروعة للطرفين، مع الحفاظ على سيادة سوريا وسلامة أراضيها"، موضحة أن الأردن سيكون شريكاً في دعم هذا المسار من خلال اجتماعات مشتركة.
وجاء الإعلان خلال مؤتمر صحفي في دمشق شارك فيه وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، ونظيره الأردني أيمن الصفدي، والمبعوث الأميركي إلى سوريا توم براك.
محادثات مكثفة وضغط أميركي
وكشفت وكالة "رويترز"، نقلاً عن مصادر مطلعة، أن دمشق تكثف مفاوضاتها مع "إسرائيل" تحت ضغط أميركي للتوصل إلى اتفاق أمني قبل اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك نهاية الشهر الجاري، بما يتيح للرئيس الأميركي دونالد ترامب الإعلان عن "اختراق سياسي" في الملف السوري.
وأوضحت المصادر أن المباحثات تركز على انسحاب الجيش الإسرائيلي من الأراضي التي تقدم إليها بعد سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر الماضي، والعودة إلى ترتيبات اتفاقية فضّ الاشتباك لعام 1974، بما في ذلك إعادة المنطقة العازلة منزوعة السلاح ووقف الغارات الجوية الإسرائيلية على سوريا.
غير أن مسألة هضبة الجولان لم تطرح على طاولة المحادثات، حيث اعتبرت دمشق أن بحثها "مسألة مؤجلة للمستقبل".
مقترح إسرائيلي جديد
من جانب آخر، نقل موقع "أكسيوس" عن مصادر مطلعة أن "إسرائيل" عرضت على سوريا مقترحاً لاتفاقية أمنية جديدة تستند إلى نموذج اتفاق السلام مع مصر عام 1979.
وينص المقترح على تقسيم المنطقة الممتدة من جنوب غرب دمشق حتى الحدود مع"إسرائيل" إلى ثلاث مناطق أمنية بترتيبات متفاوتة، تشمل نزع السلاح تدريجياً، مع إنشاء منطقة عازلة أوسع بعمق كيلومترين داخل الأراضي السورية، وتحويلها إلى منطقة حظر جوي للطائرات السورية.
وبحسب المقترح، يُسمح لسوريا بالإبقاء على قوات الشرطة والأمن الداخلي فقط قرب الحدود، فيما يُحظر وجود قوات عسكرية أو أسلحة ثقيلة.
موقف دمشق
وكان الرئيس السوري أحمد الشرع أكد قبل أيام في مقابلة تلفزيونية أن بلاده منفتحة على التفاوض بشأن اتفاق أمني يعيد الوضع إلى ما كان عليه قبل 8 ديسمبر 2024، مشدداً على ضرورة انسحاب "إسرائيل" من الشريط الحدودي.
وأضاف الشرع أن "إسرائيل" فوجئت بسقوط نظام الأسد، بعدما كانت تراهن على تحويل سوريا إلى ساحة صراع مفتوح مع إيران.
سياق ميداني متوتر
يأتي ذلك في وقت كثّفت فيه "إسرائيل" عملياتها العسكرية داخل المنطقة العازلة بالجولان السوري المحتل منذ ديسمبر الماضي، حيث سيطرت على مساحات جديدة من الأراضي السورية ونفذت مئات الغارات الجوية على مواقع عسكرية، في حين اعتبرت دمشق أن هذه الاعتداءات تمثل انتهاكاً لاتفاقية فض الاشتباك لعام 1974 والقانون الدولي، وتعرقل جهود استعادة الاستقرار في الجنوب.