تتجنب أبوظبي حتى الآن إصدار موقف رسمي بشأن إعلان حركة حماس موافقتها على مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن تبادل الأسرى ووقف الحرب في قطاع غزة، في وقت رحبت فيه العديد من الدول العربية والعالمية بالموافقة.
يأتي هذا التريث الإماراتي وسط حالة من الحذر الدبلوماسي، إذ تحاول أبوظبي الموازنة بين علاقاتها مع الاحتلال الإسرائيلي وموقفها المعلن الداعي إلى التهدئة ووقف نزيف الدم في غزة.
وفي مثل هذه الأحداث تفضّل أبوظبي انتظار اتضاح تفاصيل المبادرة والضمانات المرتبطة بها قبل أن تعلن موقفاً رسمياً قد يؤثر في موقعها الإقليمي أو في علاقاتها مع الأطراف الدولية المعنية بالوساطة.
وعلى النقيض، تُظهر أبوظبي حساسية عالية تجاه أي حوادث أو مواقف تُفسَّر على أنها مساس بالإسرائيليين أو باليهود في أي مكان من العالم، إذ تسارع عادةً إلى إصدار بيانات إدانة واضحة وصياغات حازمة، حتى لو كانت تلك الحوادث محل جدل أو لا تزال قيد التحقيق، ما يعكس حرص أبوظبي على ترسيخ صورتها كشريك موثوق للاحتلال الإسرائيلي، وسعيها لإثبات التزامها بمحاربة ما تصفه بـ"خطاب الكراهية" أو "معاداة السامية".
وفي المقابل، يثير هذا الموقف تساؤلات في الأوساط العربية حول ازدواجية المعايير، إذ نادراً ما تبدي أبوظبي الموقف ذاته بالحدة نفسها تجاه الانتهاكات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين.
وأكدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، في بيان صدر مساء أمس الجمعة، موافقتها على الإفراج عن جميع الأسرى أحياء وجثامين، التزاماً بما تضمنته الخطة الأميركية. كما أعلنت استعدادها "الفوري" للدخول، عبر الوسطاء، في مفاوضات لمناقشة تفاصيل التنفيذ.
وجددت حماس تأكيدها قبول تسليم إدارة القطاع إلى هيئة فلسطينية من المستقلين، يتم اختيارها بتوافق وطني وبدعم عربي وإسلامي، في خطوة وصفت بأنها تعكس استعداداً جاداً لإيجاد مخرج سياسي شامل للأزمة.
وتوالت ردود الفعل الدولية المرحبة بإعلان حركة حماس موافقتها على خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في خطوة اعتبرها قادة دوليون بارقة أمل لوقف دائم لإطلاق النار يضع حدا للإبادة الجماعية المستمرة في قطاع غزة منذ نحو عامين.
ورحب الرئيس الأميركي برد حماس وقال، إنه "يتطلع بشدة إلى عودة الرهائن إلى ذويهم"، وأضاف "هذا يوم مميز للغاية وربما على نحو غير مسبوق من نواح كثيرة"، داعياً الاحتلال الإسرائيلي إلى وقف الهجوم مباشرة على غزة.
كما رحبت الأمم المتحدة وقطر ومصر وتركيا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا وأيرلندا وأستراليا وكندا بالخطوة.
وتقدّر تل أبيب وجود 48 أسيرا إسرائيليا في غزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع في سجونها نحو 11 ألفا و100 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، قُتل العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
وفي 29 سبتمبر الماضي، أعلن ترامب، عن خطة تتألف من 20 بندا، من بينها: الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة خلال 72 ساعة من موافقة "إسرائيل" على الخطة، ووقف إطلاق النار، ونزع سلاح حركة حماس.
وخلال مؤتمر صحافي مع ترامب في البيت الأبيض، الإثنين الماضي، أعلن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أنه "يدعم خطة ترامب"، معتبرا أنها "تحقق الأهداف الإسرائيلية من الحرب".
من جانبه كشف موقع أكسيوس الأمريكي أن نتنياهو تفاجأ من تفاعل ترامب على موافقة حركة حماس على تبادل الأسرى ووقف الحرب.