أكد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أن الرحمة يجب أن تكون حاضرة في تعامل الموظفين مع الناس عند تطبيق القوانين، مشدداً على أن القانون لا يتعارض مع الرحمة، بل تكمله روح الإنسانية التي تُعزز العدالة الحقيقية.
جاء ذلك خلال مداخلة هاتفية لسموه عبر برنامج "الخط المباشر"، دعا فيها موظفي حكومة الشارقة إلى تسهيل معاملات الناس، وتحويل الحالات المستعصية إلى المدير المباشر أو رفعها إلى سموه شخصياً للنظر فيها، مؤكداً أن "الناس أصحاب حاجات، وعلى الموظف أن يكون عوناً لهم لا عائقاً أمامهم".
وقال سموه: "نوجّه رسالة إلى موظفينا في حكومة الشارقة: عندما يأتيكم متعامل يواجه مشكلة ولا تجدون لها حلاً، تواصلوا مع مديركم أو ارفعوها إلينا، فالله سبحانه وتعالى أمر بالرحمة قبل كل شيء. كما نذكّركم بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: من دلّ على خير فله مثل أجر فاعله."
وأضاف سموه أن بعض الموظفين يتعاملون بـ"حرفية القانون فقط" متجاهلين روح القانون التي تُعلي من شأن الرحمة والتيسير، مشيراً إلى أن الحكومة لا تريد التشدد أو تعقيد الأمور على الناس، بل تسعى إلى حلها بكلمة طيبة وموقف إنساني صادق.
وأوضح سموه أن حكومة الشارقة تتابع مشكلات الناس في مختلف الجهات وتسعى لحلها بمختلف الوسائل، من خلال مبادرات إنسانية مثل برنامج "مبرة" الذي يعالج قضايا المواطنين بسرية حفاظاً على كرامتهم، إلى جانب متابعة قضاياهم عبر الخط المباشر والمحاكم والمؤسسات الحكومية.
واستشهد سموه بموقف إنساني حديث تدخّل فيه بنفسه لحل خلاف أسري بين مواطن ووالدته، قائلاً: "طلبت وقف القضية بينهما، وأحضرت الابن، وعاتبته حتى ندم وبكى، فطلبت منه أن يقبّل قدمي والدته ويطلب رضاها، وتأكدت بنفسي من رضائها عنه... فهذه هي السعادة الحقيقية التي نسعى إليها."
يأتي توجيه صاحب السمو في سياق نهجه الإنساني الراسخ الذي جعل من إمارة الشارقة نموذجاً فريداً في الحكم الرشيد القائم على الرحمة والعدالة، حيث يولي سموه اهتماماً خاصاً بكل ما يمس حياة المواطنين والمقيمين، ويحرص على متابعة شؤونهم بنفسه عبر اللقاءات المباشرة والمبادرات الاجتماعية والإنسانية المستمرة.