يُعدّ الشيخ سلطان سعود القاسمي كاتبًا وباحثًا إماراتيًا في الشؤون السياسية والاجتماعية والثقافية في الخليج العربي، ومؤسس "مؤسسة بارجيل للفنون" في الشارقة، التي تُعنى بحفظ الفنون الحديثة والمعاصرة وعرضها في العالم العربي.

في عام 2021، اختير القاسمي باحثًا زائرًا في مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، كما شارك ضمن مبادرة الشرق الأوسط في كلية كينيدي بجامعة هارفارد.

وفي هذه السطور، نستعرض بإيجاز مسيرة القاسمي وأبرز مواقفه الفكرية والسياسية، التي تراوحت بين الإشادة والنقد، وبين التأمل في قضايا المجتمع والفن والسياسة في المنطقة.

أزمة قطر ومواقف القاسمي

لم يُعرف عن الشيخ سلطان سعود القاسمي ميله إلى إثارة الجدل، غير أن بعض آرائه، خصوصًا المتعلقة بالسياسة الخارجية، أثارت نقاشًا واسعًا.

ففي مقالٍ نُشر يوم الاثنين 5 يونيو 2017، تناول أزمة الخليج بين قطر وكل من الإمارات والسعودية والبحرين، مشيرًا إلى أن "الخلاف هذه المرة أكثر خطورة بكثير من سابقتها عام 2014"، متوقعًا أن تكون المطالب الخليجية أكثر صرامة، من بينها -كما قال- إغلاق شبكة الجزيرة، ووقف دعم المنصات الإعلامية الممولة من الدوحة مثل العربي الجديد وهافينغتون بوست عربي وميدل إيست آي.

كما أشار إلى أن الدول الثلاث وحليفتها مصر ستطالب بطرد شخصيات محسوبة على جماعة الإخوان المسلمين وحركة حماس من قطر، إضافة إلى وقف ما وصفه بـ"التحريض الإعلامي ضد مصر".

وفي مقاله، أوضح القاسمي أن أحد أسباب التوتر هو تجاوز العلاقات القطرية–الإيرانية للإطار الاقتصادي نحو أبعادٍ أعمق تمس التوازن الخليجي.

انتقاده لانقطاع الكهرباء في الشارقة

من بين مواقفه اللافتة التي قلّ تداولها مؤخرًا، موقفه من أزمة انقطاع الكهرباء في الشارقة عام 2009. ففي مقالٍ نشره بتاريخ 4 أكتوبر 2009 في صحيفة الإمارات اليوم، عبّر القاسمي عن استيائه من الانقطاعات المتكررة التي استمرت لأسابيع وتجاوزت 12 ساعة يوميًا، متسببة -بحسب وصفه- بخسائر تجاوزت 500 مليون درهم. ودعا حينها إلى حلول جذرية للأزمة بدلًا من "المعالجات المؤقتة أو المبررات الدبلوماسية".

ولاحقًا، أُشير في تقارير إعلامية إلى أن حاكم الشارقة تابع القضية شخصيًا، وأمر بمحاسبة المقصّرين، مؤكدًا استعداده لإنهاء الأزمة مهما بلغت التكلفة.

نظرته إلى الإسلاميين

في نوفمبر 2012، كتب القاسمي مقالًا تناول فيه موقفه من الإسلاميين في الإمارات، معتبرًا أنهم "ليسوا مدافعين عن حقوق الإنسان"، بل "يمثلون حركة سياسية يمينية إقصائية"، كما شدد على ضرورة أن يتعامل الغرب معهم وفق حقيقتهم الفكرية لا بوصفهم ناشطين إصلاحيين.

وأوضح أن مقارنتهم بشخصيات مثل نيلسون مانديلا أو روّاد الحركات التحررية مجانبة للواقع، وأن رؤيتهم للدولة تختلف عن أسس العدالة والديمقراطية كما يفهمها الغرب.

حول الفن والثقافة

يؤمن القاسمي بأن الفن ركيزة أساسية في تشكيل وعي الأجيال، ويرى أن الارتقاء بالذائقة البصرية مسؤولية مجتمعية مشتركة بين المؤسسات والأفراد، داعيًا إلى جعل زيارة المتاحف والمراكز الفنية جزءًا من الحياة اليومية في العالم العربي.

حول التكنولوجيا والتحول الرقمي

بصفته المدير العام لـدائرة الشارقة الرقمية، يركّز القاسمي على دور التكنولوجيا في تحسين جودة الحياة، مؤكدًا أن التحوّل الرقمي ليس غاية في ذاته، بل وسيلة لتيسير الخدمات الحكومية وبناء مجتمع أكثر كفاءة وتواصلاً.

السيرة والإنجازات الأكاديمية

للقاسمي مقالات منشورة في صحف عالمية مرموقة مثل الغارديان وفاينانشال تايمز ونيويورك تايمز وذا ناشيونال وفورين بوليسي.

اختارته مجلة تايم ضمن أفضل 140 حسابًا على "تويتر" عام 2011، واحتل المرتبة 19 في مؤشر قادة الفكر العربي لمعهد جوتليب دوتويلر عام 2018، كما أدرجته مجلة غلف بزنس ضمن أقوى 100 شخصية عربية عامي 2013 و2014.

شغل القاسمي مناصب أكاديمية في جامعات مرموقة مثل ييل وهارفارد وجورج تاون وكولومبيا وسيانس بو باريس، وأسّس أيضًا شركة بارجيل للأوراق المالية، وكان رئيسًا لمجلس إدارة فرع الإمارات في مؤسسة القيادات العربية الشابة.

يحمل القاسمي ماجستير في الصيرفة العالمية والتمويل من الكلية الأوروبية للأعمال في بريطانيا (2004)، وبكالوريوس في إدارة الأعمال الدولية من الجامعة الأميركية في باريس (1998).

حاز عدة جوائز منها جائزة الشيخ راشد للتميز الأكاديمي وجائزة جمعية الشارقة العلمية والثقافية عام 2006.