أكد مستشار رئيس الدولة أنور قرقاش، اليوم الأربعاء، إدانة الإمارات الفظائع التي وقعت في مدينة الفاشر وكل الفظائع الأخرى التي ارتُكبت في السودان من جميع الأطراف، مشيرا إلى أن هناك "حملات إعلامية" و"أخبار زائفة" تحاول تصوير موقف الإمارات بصورة مختلفة عن جوهره الداعي إلى إيقاف الحرب والتحول نحو حكومة مدنية في السودان.
وقال قرقاش خلال مشاركته في الاجتماعات السنوية لحكومة الإمارات 2025: "تُعتبر الإمارات أحد أكبر المانحين للسودان لكننا نعاني من مشكلة في إيصال المساعدات وهذا أمر مهم للغاية".
وتابع المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات قائلا: "الإمارات تّدين بوضوح جميع الفظائع التي وقعت في مدينة الفاشر وكل الفظائع الناجمة عن هذه الحرب الأهلية الوحشية حتى الادعاءات والمزاعم بشأن استخدام الجيش السوداني للأسلحة الكيميائية ضد المدنيين السودانيين"، حسب قوله.
ودعا قرقاش إلى "التحقيق" في هذه الأحداث وفرض العدالة فيها على الجميع.
وأضاف: "من المهم جدا أن يتم التعامل مع هذه الأوضاع الإنسانية المتردية فورا وأعتقد أن الدعوة إلى وقف إطلاق نار أو هدنة إنسانية لمدة 3 أشهر أصبحت أكثر أهمية ويجب الدفع بقوة في هذا الاتجاه من جانب المجتمع الدولي".
وعلى الصعيد السياسي، قال قرقاش إن الإمارات "تعتبر الجيش السوداني وقوات الدعم السريع طرفين متحاربين إلى جانب ما يقارب 30 مليشيا أخرى"، لافتا إلى أن الصورة في السودان "معقدة جدا".
وأضاف قرقاش: "نحن قلقون حيال وحدة السودان وكنتيجة لذلك كان لدينا وثيقة مهمة في سبتمبر الماضي، تم التوصل إليها من قبل المجموعة الرباعية التي تضم الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية والإمارات العربية المتحدة، وأعتقد أن هذا البيان هو اليوم سبيلنا لإيجاد الحل في السودان".
وأشار قرقاش إلى أن الوثيقة تؤكد على "أهمية وقف إطلاق النار لمدة 3 أشهر على شكل هدنة إنسانية وتطالب الطرفين المتحاربين بالتقارب والتفاوض وتدعو إلى إطلاق عملية سياسية انتقالية في غضون تسعة أشهر للوصول إلى حكم مدني".
وتساءل قرقاش عن السبب الذي قد يدفع أي طرف لرفض وقف إطلاق نار فوري في ظل الأوضاع الإنسانية المتردية وعن سبب رفض أي طرف الذهاب نحو الحكم المدني في ظل حرب لا يمكن أن ينتصر فيها أي طرف، مشيرا إلى أن الشعب السوداني أسقط حكما عسكريا عام 2019 ولا يفكر بإعادة تصنيع حكم ديكتاتوري مشابه.
وقال قرقاش: "هذا هو موقف دولة الإمارات ولكن للأسف، كما قلت سابقا، في ظل وجود أخبار كاذبة وحملات إعلامية وما شابه، هناك محاولات لتصويرنا بشكل مختلف، لكن هذا ما نريده: نريد التفاوض والتحول نحو الحكم المدني والأهم من ذلك نريد وقف إطلاق النار ويجب أن نحمي ما جاء في بيان المجموعة الرباعية"، حسب قوله.
وبما يخص سياسة الإمارات المتبعة منذ سنوات بشأن "تصفير" المشاكل، قال قرقاش: "أعتقد أن سياسة تصفير المشاكل وتعزيز العمل الدبلوماسي مستمرة في الإمارات"، لافتا أنه توجه طبيعي من جانب الإمارات لجعل الاقتصاد والتكنولوجيا أولوية.
وتابع قرقاش: "لكن كما ذكرت أيضًا، هناك تحديات، والتحديات في نهاية المطاف تُحتّم عليك أن تتعامل مع قضايا المنطقة. دولة الإمارات على سبيل المثال لم تختر أن تقع المنطقة في حروب لمدة سنتين لكن الوضع تطلب من دولة الإمارات مثل باقي دول المنطقة أن تتعامل مع هذا الظرف الاستثنائي التاريخي على المنطقة".
وتابع قرقاش: "أعتقد أن الأساس في سياسة دولة الإمارات هو تصفير المشاكل وتغليب الدبلوماسية وتعزيز أفق التعاون وبناء الجسور لكن أيضا المنطقة تتطلب في نفس الوقت أن تكون دولها على قدر المسؤولية في وقت الأزمات"، حسب قوله.