لم نصدق أعيننا ونحن نتابع تفاصيل جريمة قتل المرأة الأميركية على يدي امرأة تحمل جنسية الدولة، وأن كل ذلك يجري على أرضنا، وأن الفاعلة تنتمي إلى مجتمع آمن لا يبدر من أهله إلا كل خير وطيب، ولكن لأن لكل قاعدة شواذ، فإن سلوك هذه المرأة هو الشاذ والغريب والمكروه والدخيل علينا.
خليط من مشاعر الخوف والقلق من تصرف أتت به امرأة، مع مشاعر أخرى ملأى بالفخر برجال خليفة، يقودهم الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية، الذي كان على رأس رجاله أولاً بأول، ولم يهدأ ولم يهنأ له بال، ولم يرتح إلا بعد أن ألقي القبض على الجانية، ليعود الأمن إلى النفوس التي صُدمت بالجريمة.
جريمة المرأة التي اتخذت من النقاب أداة تخفت وراءها، قتلت نفساً واحدة في مكان عام وفي وضح النهار، ثم اتجهت إلى بناية سكنية، لتضع قنبلة بدائية أمام منزل أسرة آمنة لا ذنب لها سوى أن أصبحت هدفاً لسهام نفس بغيضة، فكم من أنفس كانت ستُقتل، وكم من دمار كانت ستحدثه، لو كانت القنبلة فتاكة.
شخصياً أكتب ولا أكاد أصدق ما شاهدت، وغير قادرة على استيعاب ما رأيت، فما الذي دفع هذه المرأة إلى أن تفعل ما فعلت؟ كيف سوّلت لها نفسها العبث بأمن البلاد وارتكاب جريمة؟ إلى أي جهة تنتمي ومن يقف وراءها؟ بل كيف تجرأت على فعل ما فعلت؟ يا جماعة نحن في الإمارات.
الجريمة في حد ذاتها محاولة لهز الثقة بأمن وطن ليس ككل الأوطان، وطن طالما اشتهر بالأمن والاستقرار، وطالما أغدق على القريب والغريب حباً وخيراً، ترى أي سموم تملأ نفس هذه المرأة جعلتها تشذ عن مناخ هذا الوطن الآمن، وتلجأ إلى فعل إجرامي بشع لا صلة له بمجتمعنا؟
نقول ونؤكد مجدداً: أمن الوطن فوق كل شيء، وللسلطات الحق كل الحق في اتخاذ كل الإجراءات الوقائية والتدابير الاحترازية تجاه الجميع بلا استثناء، حفاظاً على أمن البلاد واستقراره، وحماية لمن فيه.